[poem=font="Arial,4,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/13.gif" border="solid,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
جميع أبيات الحكمة لسلطان الشعراء الإمبراطور المتنبي
( الهمزة )*
وهَبني قلت: هذا الصبحُ لَيلٌ=أَيعمى العالَمونَ عَن الضّياء؟
وإذا خَفيتُ على الغَبِيِّ فَعاذِرٌ=أنْ لا تَراني مُقْلَةٌ عَمْياءُ
صَغُرْتَ عَنِ المديحِ فقُلْتَ أُهجَى=كأَنَّكَ ما صَغُرْتَ عَنِ الهِجاءِ
ما الخِلُّ إِلا مَن أَودُّ بِقَلبِهِ=وأَرَى بِطَرفٍ لا يَرَى بِسَوائِهِ
لا تَعذُل المُشتاقَ في أَشواقِهِ=حتّى يَكُونَ حَشاكَ في أَحشائِه
( الباء )*
فَـالمَوْتُ أَعْـذَرُ لـي والصَّبْرُ أَجْمَلُ بي=والــبَرُّ أَوْسَــعُ والدُّنْيـا لِمَـنْ غَلَبـا
أظْمَتْنِيَ الدُّنْيا فَلَمَّا جئْتُها=مُستَسِقياً مَطَرَتْ عَلَيّ مَصائِبا
فالمَوْتُ تُعْرَفُ بالصِّفاتِ طِباعُهُ=لم تَلْقَ خَلْقاً ذاقَ مَوْتاً آئِبا
كَثِيرُ حَياةِ المَرْءِ مِثْلُ قَلِيلِها=يَزُولُ وباقي عَيشِهِ مِثْلُ ذاهِبِ
وقد فارَقَ الناسَ الأَحِبَّةُ قَبلَنا=وأَعيا دواءُ المَوت كُلَّ طَبِيبِ
فرُبَّ كَئِيبٍ لَيسَ تَندَى جُفونُهُ=ورُبَّ نَدِيِّ الجَفنِ غيرُ كَئِيبِ
إِذا استقبَلَتْ نَفسُ الكَرِيمِ مُصابَها=بِخُبثٍ ثَنَتْ فاستَدبَرَتْهُ بِطِيبِ
وفي تَعبٍ مَن يَحسُدُ الشَمسَ نُورَها=ويَجهَدُ أَنْ يَأتي لَها بِضَرِيبِ
ومن صَحِبَ الدُنيا طَويلاً تَقَلَّبَتْ=على عَينِهِ حتَّى يَرَى صِدْقَها كِذْبا
ومن تكُنِ الأُسْدُ الضَّوارِي جُدودَهُ=يَكُنْ لَيلُهُ صُبحاً ومَطعَمُهُ غَصْبا
ولَستُ أُبالي بَعْدَ إِدراكِيَ العُلَى=أَكانَ تُراثاً ما تَناوَلتُ أم كَسْبا
أَرَى كُلَّنا يَبغِي الحَياةَ لِنَفْسِهِ=حَرِيصاً عليها مُسْتَهاماً بِها صَبَّا
فحُبُّ الجَبانِ النَفْسَ أَورَدَهُ البَقا=وحُبُّ الشُجاعِ الحَرْبَ أَورَدَهُ الحَرْبا
ويَختَلِفُ الرِزْقانِ والفِعلُ واحِدٌ=إلى أَنْ تَرَى إِحسانَ هذا لِذا ذَنْبا
وكم ذَنْبٍ مُوَلِّدُهُ دَلالٌ=وكم بُعدٍ مُوَلِّدُهُ اقتِرابُ
وجُرمٍ جَرَّهُ سُفهاءُ قَومٍ=وَحَلَّ بِغَيرِ جارِمِهِ العَذابُ
وإنْ تكُنْ تَغلِبُ الغَلباءُ عُنصُرَها=فإنَّ في الخَمرِ مَعنًى لَيسَ في العِنَبِ
وَعادَ في طَلَبِ المَتْروكِ تارِكُهُ=إنَّا لَنَغفُلُ والأيَّامُ في الطَلَبِ
حُسْنَ الحِضارةِ مَجلُوبٌ بِتَطْرِيٍة=وفي البِداوةِ حُسْنٌ غَيرُ مَجلُوبِ
لَيتَ الحَوادِثَ باعَتْنِي الَّذي أَخَذَتْ=مِنّي بحلْمي الَّذِي أَعْطَتْ وتَجريبي
فَما الحَداثةُ من حِلْمٍ بِمانِعةٍ=قد يُوجَدُ الحِلْمُ في الشُبَّانِ والشِيبِ
وَما الخَيلُ إلاَّ كالصَديقِ قَلِيلةٌ=وإن كَثُرَت في عَيْنِ مَن لا يُجرِّبُ
لَحَى اللُه ذي الدُنيا مُناخًا لِراكِبٍ=فكُلُّ بَعِيدِ الهَمِّ فيها مُعذَّبُ
وكُلُّ امرِىءٍ يُولي الجَمِيلَ مُحببٌ=وكُل مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيبُ
وأَظلَم أَهل الظُلْمِ مَن باتَ حاسدًا=لِمَن بات في نَعمائِهِ يَتَقَلبُ
وللسرِّ مِنّي مَوضِعٌ لا يَنالُهُ=نَدِيمٌ وَلا يُفضِي إليهِ شَرابُ
أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنَى سَرجُ سابِحٍ=وخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كتابُ
وَما أَنا بِالباغي على الحُبّ رِشوةً=ضَعِيفُ هَوًى يُبغى عليهِ ثَوابُ
إذا نلتُ منكَ الود فالمال هَين=وكُل الَذي فَوَقَ التُرابِ ترابُ
ومَن جَهِلَت نَفسهُ قَدرَهُ=رَأًى غَيرُهُ مِنهُ ما لا يَرَى
نَحنُ بنُو الموَتَى فَما بالُنا=نَعافُ ما لابُدَّ من شُربِهِ
لو فكَّرَ العاشِقُ في مُنتَهى=حسنِ الَّذي يَسبِيهِ لم يَسْبهِ
يَموتُ راعي الضَّأَنِ في جَهلِه=مِيتةَ جالِينُوسَ في طِبِّهِ
وغايةُ المُفْرطِ في سِلْمِهِ=كَغَايةِ المفُرطِ في حَرْبِهِ
فَلا قَضَى حاجَتَهُ طالِبٌ=فُؤادُهُ يَخفِقُ من رُعْبِهِ
( التاء ) *
التاء في الناس أَمثِلَةٌ تَدُورُ حَياتُها=كَمَماتِها ومَماتُها كَحَياتِها
( الدال )*
عِشْ عَزيزاً أَو مُت وَأَنتَ كَريم=بين طَعنِ القَنا وخفْقِ البنود
فَاطْلُبِ العِزَّ في لظَى وَدَعِ الذُّ=لَّ وَلَو كانَ في جِنانِ الخلُودِ
يقتل العاجِزُ الجبَانُ وقَد يَعـ=ـجزُ عَن قَطْعِ بُخْنُقِ المولودِ
لا بِقَومي شَرفْتُ بل شَرفوا بي=وبنفْسي فَخَرت لا بِجُدودي
وَما ماضي الشبابِ بمستَردٍّ=وَلا يَوم يمُر بمستعادِ
متى ما ازددتُ من بَعدِ التناهي=فقد وَقَعَ انتِقاصي في ازْدِيادي
فإن الجُرحَ يَنفِر بعد حينٍ=إذا كانَ البِناءُ على فساد
وَمِن نَكَدِ الدنيا على الحُرِّ أَن يَرَى=عَدُوًّا لهُ ما من صَداقَتِه بُدُّ
إِذا غَدَرَتْ حَسْناء وفَّتْ بِعَهْدِها=فَمِنْ عَهْدِها أَنْ لا يَدُومَ لَها عَهْدُ
وإنْ عَشِقَتْ كانَتْ أَشَدَّ صَبابَةً=وإِنْ فَرِكَتْ فاذْهبْ فما فِرْكُها قَصْدُ
وإِنْ حَقَدَتْ لم يبْقَ في قَلْبِها رِضًى=وإِنْ رَضِيَتْ لم يبْق في قلبِها حِقدُ
كَذلِكَ أَخْلاقُ النِّساءِ ورُبَّما=يَضِلُّ بها الهادِي ويخْفَى بِها الرُّشدُ
وحيدٌ مِنَ الخُلانِ في كُلِّ بَلدةٍ=إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ
ولكنْ إِذا لم يَحمِلِ القَلبُ كَفَّهُ=على حالةٍ لم يَحِملِ الكَفَّ ساعِدُ
بِذا قَضَتِ الأَيَّامُ ما بينَ أَهلِها=مَصائِبُ قَومٍ عِنْدَ قَومٍ فَوائِدُ
وكُلٌّ يَرَى طُرْقَ الشَجاعةِ والنَدَى=ولكِنَّ طَبْعَ النَفسِ للنَفسِ قائِدُ
فإِنَّ قَلِيلَ الحُبِّ بِالعَقلِ صالِحٌ=وإِنَّ كَثِيرَ الحُبِّ بالجَهْلِ فاسِدُ
لكل امرئٍ من دَهرِهِ ما تَعوَّدا=وَعادةُ سَيفِ الدولةِ الطّعْنُ في العِدَى
ومَن يَجعَلِ الضِرغامَ للصَيدِ بازَة=تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا
وما قَتلَ الأَحرارَ كالعَفوِ عَنهُمُ=ومَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا
إذا أنت أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ=وإِن أَنتَ أكرَمتَ اللَّئِيمَ تمَرَّدا
ووضْعُ النَدى في مَوضعِ السَيف بِالعُلَى=مُضِرٌّ كوَضعِ السَّيفِ في مَوضِعِ النَدَى
أوَدُّ منَ الأيَّامِ ما لا تَوَدُّهُ=وأشكُو إلَيها بَينَنا وَهْيَ جُندُهُ
أبَى خُلُقُ الدُنيا حَبِيباً تُدِيمُهُ=فَما طَلَبي منها حَبِيباً تَرُدُّهُ
وأًسرَعُ مَفعُولٍ فعَلتَ تَغَيُّراً=تكَلُّفُ شيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّهُ
وأتعَبُ خَلقِ اللِّه مَن زادَ هَمُّهُ=وقَصَّرَ عَمَّا تَشتَهِي النَفسُ وَجدُهُ
فلا يَنَحلِلْ في المَجدِ مالُكَ كُلُّهُ=فيَنْحَل مَجدٌ كانَ بِالمَالِ عَقدُهُ
ودَبِّرهُ تَدبِيرَ الَّذي المَجدُ كَفُّهُ=إذا حارَبَ الأعداءَ والمَالُ زَندُهُ
فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَنْ قَلُّ مالُهُ=وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُهُ
وما الصارِمُ الهِندِيُّ إلا كَغيرِهِ=إذا لم يُفارِقْهُ النِجادُ وغِمدُهُ
وإِذا الحِلمُ لم يَكُنْ طِباعٍ=لم يَكُنْ عن تَقَادُمِ المِيلادِ
نامَت نواطِيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها=فقد بَشِمْنَ وما تَفْنى العناقيدُ
( الراء) *
وكَاتِمُ الحُبِّ يَوْمَ البَيْنِ مُنهَتِك=وصاحِبُ الدمعِ لا تَخْفَى سرائِرهُ
إنّي لأعلَمُ وَاللبيبُ خبيرُ=أَنَّ الحيَاةَ وإِنْ حَرصْتُ غُرورُ
وَقَنِعتُ باللُّقيا وأَوَّلِ نظرَةٍ=إن القَليلَ مِنَ الحَبيبِ كَثيرُ
ذَرِ النَّفْسَ تَأخُذْ وُسْعَها قَبْلَ بيْنِها=فمُفْتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمْرُ
وَلا تحْسَبنَّ المَجْدَ زِقًّا وقيْنَةً=فَما المَجْدُ إلا السَّيْفُ والفَتْكة البِكْرُ
إِذا الفَضْلُ لم يَرْفَعكَ عَن شُكْرِ ناقصٍ=على هِبَةٍ فالفَضْلُ فيمَنْ لهُ الشُّكرُ
ومَنْ يُنْفِق السَّاعاتِ في جَمْعِ مالِهِ=مَخافَةَ فَقْر فالَّذي فَعَلَ الفَقْرُ
وإِنِّي رأَيتُ الضُّرَّ أحسَنَ مَنْظَرًا=وأَهْوَنَ مِن مَرْأَى صَغيرٍ بِهِ كِبْرُ
وَما في سَطوةِ الأَربَابِ عَيْبٌ=ولا في ذِلَّةِ العُبْدانِ عارُ
( السين )*
فَلا تَرَجَّ الخَيْرَ عِندَ امْرِئ=مَرَّتْ يَدُ النَخَّاسِ في رَأسِهِ
وَإِن عَراكَ الشَكُّ في نَفْسِهِ=بِحالِهِ فانْظُر إلى جِنسهِ
( الشين )*
عَلَيكَ إِذا هزِلْتَ معَ الليالِي=وحَولَكَ حينَ تَسمَنُ في هِراشِ
( العين )*
مَن كان فوقَ مَحَلِّ الشَمسِ مَوضِعُهُ=فَلَيسَ يرفَعُهُ شَيءٌ ولا يَضَعُ
إنَّ السِلاحَ جَميعُ الناسِ تَحمِلُهُ=وَلَيس كلُّ ذواتِ المِخلَبِ السَبُعُ
تَصفُو الحَياةُ لجِاهِلِ أو غافِل=عَمَّا مَضَى فِيها وَما يُتوقَّعُ
ولِمَن يُغالِطُ في الحَقائِقِ نَفسَهُ=ويَسُومُها طَلبَ المحالِ فتطمَعُ
أين الَذي الهَرَمانِ من بُنيانِه=ما قَومُهُ ما يَومُهُ ما المَصرَعُ
تَتَخلَّفُ الآثارُ عَن أصحابِها=حِيناً ويُدرِكُها الفَناءُ فتَتبَعُ
مازِلتَ تَخلعُها على مَن شاءها=حَتَّى لَبِستَ اليَومَ ما لا تَخلَعُ
( الفاء)*
غير اختيارٍ قبِلتُ بِرَّكَ لي=والجوعُ يُرضيِ الأُسودَ بالجيِفِ
فإنْ يكُنِ الفِعل الذي ساءَ واحدًا=فأَفعالُهُ اللآئي سَرَرْنَ ألُوفُ
( القاف)*
نَبكي على الدنيا وما من مَعْشَرٍ=جَمَعَتهُمُ الدُّنيا فلم يَتَفَرّقُوا
فالموتُ آتٍ والنفوسُ نَفائِسٌ=والمسُتَعزَ بِما لَديْهِ الأحْمَقُ
وأَنْفَسُ ما لِلفَتى لُبُّهُ=وذو اللُّبِّ يَكرَهُ إِنفاقَهُ
والغِنى في يَدِ اللئيم قَبيحٌ=قَدرَ قُبح الكَرِيمِ في الإِملاقِ
وأَحلَى الهَوَى ما شكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ=وفي الهَجْرِ فَهوَ الدَّهْرَ يَرجُو ويتَّقِي
وإِطراقُ طَرفِ العَينِ لَيسَ بِنافِعٍ=إِذا كانَ طَرفُ القَلْب لَيسَ بِمُطرِقِ
وَما الحُسنُ في وَجهِ الفَتَى شَرَفاً لَهُ=إِذا لم يَكُنْ في فِعلِهِ والخَلائِقِ
ولي عوده لاستكمال بقية الاحرف
دمتم بخير
اختكم 00 المهرة[/poem]
المفضلات