[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنهم لا يدافعون عن أنفسهم فقط ، بل إنهم ليدافعون عنا معهم !
تلك حقيقة لا بُدَّ من الإقرار بها ، والتعامل معها ، وبناء المواقف على ضوئها ، لأن أمريكا وحلفاءها دخلوا العراق بعد أن غلب عليهم الظن أنه فريسة ضعيفة ، ومرحلة لما بعده ، ومعبر لغيره ، ولعل الساسة الأمريكان قد أعدوا الخطط ، واقترحوا المؤامرات لالتهام دول أخرى بعد سقوط القوة الكبرى في المنطقة ..
إذاً فالفرائس المدجنة معدَّة في أقفاص الصيَّاد تنتظر دورها للنحر ، فكلما التهم أحدها نظر إلى أختها ، ولديه من القوة ما يغريه بنا ، ولدينا من الضعف ما يُطعِمُه فينا !!
ولكن ـ بحمد الله وتوفيقه ـ ظهر لهم في أرض الرافدين ما لم يكن في الحسبان ، ووقف في وجوههم في أرض البطولات والكرامات ما لم يكن في مخططاتهم ..
فتعثرت خطاهم ، وتبدَّدت أحلامهم ، وضاعت أوهامهم ، وإذا براعي البقر ( الكابوي الإمريكي ) كأنما يطارد سراب أحلامه بصحراء نيفادا القاحلة ..
فماذا يصنع ؟1
هل يستمر في معركة تستنزف جنوده وجهوده ، وتُظهره كدُبٍّ هائج أدمت عينه نحلة العسل اللذيذ الذي طالما سال له لعابُه وطاش من أجله صوابه ؟
أم يحزم حقائبه ، ويعود أدراجه من حيث أتى مكللاً بثوب الخزي والعار ، ومجللاً بنار الهزيمة المهينة ، فتسقط راية كبريائه ، وتبدأ نهاية جبروته ؟
أمران ؛ أحلاهما مُرُّ ، وناران ؛ أخفهما سقر !!
ولذلك فنحن مدينون للمقاومة العراقية بالفضل ، فقد أذاقت عدونا المشترك نار جنود الحق وأنصار العدل ما يجعله يعيد الحسابات الخاطئة ، ويفكِّر ألف مرَّة فيما يمكن أن يلاقيه على أيدي الأحرار الذين يأبون الاستعباد إلا لربِّ العباد .
لقد أعادته المقاومة للوراء قليلا ، وبنت بيننا وبينه سدًّا منيعًا ، فمتى يحين استيقاظ الأمة الغائبة عن الوعي قبل أن يخرج بعث يأجوج ومأجوج من خلف سدِّ المقاومة العراقية ، ليلتهموا الأخضر واليابس والموافق والمخالف ؟!
سؤال ستجيب عنه الأيام : استيقاظ أم سقوط ؟! وإن غدًا لناظره قريب !
الشيخ .. عبداللطيف بن هاجس الغامدي[/align]
المفضلات