الحالة و أسماؤها !
من اكثر الاشكاليات التي تواجه الاعلام العربي ، هي وصف ما يحدث على الارض العربية ، ومنحه أسم واحد متفق عليه .
ففي الوقت الذي تعلن فيه أمريكا بنفسها أن وجودها في العراق (أحتلال) ،وكذلك الامم المتحدة تصف الوضع بأنه (أحتلال) ، لا زالت بعض المنابر والاصوات تصف الوضع بأنه (تحرير) و (انقاذ) للعراق !
وكذلك مفردة (اصلاح) في الاعلام الرسمي ، تكتشف أنها لا تشبه (اصلاح) في الاعلام غير الرسمي ، والاثنتان لا تشبهان ( الاصلاح) في الاعلام المتأمرك ، أو الاعلام الامريكي الناطق باللغة العربية !
ومنذ سنوات قليلة لم يكن إعلامنا ينطق كلمة (أسرائيل) أو (دولة أسرائيل).. كان يكتفي بـ (دولة الاحتلال) أو ( النظام الصهيوني ) .. الآن ( الصهيوني) تحديدا ً محرمة في كافة المنابر !
وبعض القنوات كانت تصف ما يحدث في العراق بـ (الجهاد) ثم تنازلت قليلا ووصفته بـ (المقاومة) ثم تنازلت أكثر – بفعل الضغوط – فصارت تصفهم بـ (الجماعات المسلحة) و (المقاتلين) دون إضفاء أي شرعية عليهم ... وبعد فترة سيتم وصفهم بـ (الخارجين عن القانون) ولا تفكر – عزيزي القاريء – أي قانون هذا الذي خرجوا عليه !!
وهناك وسائل إعلام كانت – ولا زالت – تصر على ان أي عملية فلسطينية ، حتى وان كانت ضد ثكنة عسكرية اسرائيلية ، هي عملية ( انتحارية ) !
وهناك على النقيض من يصر على أن أي عملية – حتى وان حصدت عشرات الابرياء الذين لا ذنب لهم – هي عملية (أستشهادية) !
وهناك وسائل إعلام حاولت ان ترضي الطرفين – المؤيد والرافض لهذه العمليات – فصارت تصفها بالعمليات (الفدائية) !!
وأخيرا ... رغم كل ما يروّجه الاعلام ، ورغم كل الصفات والاسماء .. يبقى الاحتلال : احتلال ، وتبقى المقاومة : مقاومة .
محمد الرطيان__________________
المفضلات