[align=center]من اروع قصص الوفاء عند أهل البادية معها قصيده
هذه الحكاية بفصولها وتفاصيلها من أروع الحكايات التي حصلت بتاريخ البادية كلها , ولا شك أن الغالبية قد سمعت عن المهادي , لأن القصة بالغة التأثير على السامع والراوي بنفس الوقت
يقول الراوي
مهمل المهادي من عبيدة من قحطان , وكان معروفاً في قبيلته , وذا رياسة فيها . . . شاعر وفارس نشأ ميسور الحال رفيع الجاه . . . خرج المهادي للغزو بالصحراء ومعه مجموعة من بني قومه , وفي هذه الرحلة تصادف أن مر على قبيلة ((سبيع)) القبيلة العربية الأصيلة . . . المهم أن المهادي صادف في مروره في مرابع قبيلة الدواسر التي نزل بها مرور فتاة بالغة الجمال لدرجة أن المهادي تأثر بها من أول نظرة . . . ولم يستطع أن يفارق مضارب قبيلتها
أخفى المهادي ما أصابه عن رفاقه , واختلق عذراً تخلص به من مرافقتهم , وأقنعهم بمواصلة المسير بدونه وبقائه هو في مضارب تلك القبيلة وحيداً . . . وبهذا العذر تخلص من رفاقه حيث رحلوا وتركوه , وبقي هو وحيداً . . . فبحث عن أكبر بيت في بيوت القبيلة لأنه عادة ما تكون البيوت الكبار لرؤساء العشائر أو فرسانها أو شخصياتها المعروفة , ونزل ضيفاً على صاحب هذا البيت فأكرمه الإكرام الذي يليق بهذا الضيف وبقي عنده فترة يفكر بالطريقة التي توصله لمعرفة تلك الفتاة التي أسرته من النظرة الأولى وملكت فؤاده . . . وهذا المهادي يصارع الأفكار وهو ضيف عند هذا الرجل الكريم . . . فلا يستطيع التكلم مع أحد . . . ولا هو بصائر حتى يعرفها , فقد رمته بسهم وابتعدت . . . فكان لا بد وأن يستعين بأحد من نفس هذه القبيلة , فأهل مكة أدرى بشعارها هكذا يقول المثل . . . ولكن كيف يهتدي إلى الشخص الثقة الذي إن أفضى إليه بسره حفظه وأعانه . . . خصوصاً وهو غريب عن هذه القبيلة ولا يعرف رجالها , والسجايا الحميدة بالرجال لا يستطيع أن يكتشفها الإنسان بالنظر , فكما يقولون الرجال مخابر وليست مناظر . . . فكر المهادي طويلاً واهتدى إلى رأي . . . هو بالأصح حيلة جهنمية يستكشف بها الرجال حتى يهتدي إلى أوثقهم فيحكي له . . . قرر أن يجرب صبرهم فالصبور بلا شك يملك صفات أخرى غير الصبر
فادعى أنه مصاب بمرض التشنج أو الصرع حيث يأتيه الصرع ويرتمي على من يجلس قربه . . . ولأنهم لا يعرفونه صدقوا روايته وهذا المهادي يتنقل من واحد إلى واحد ويرتمي عليه وكأنه مصروع , ويتكئ عليه بكوعيه حتى يؤلمه ليختبر صبره . . . فكان بعضهم يبتعد عنه من يجلس بجواره والبعض الآخر يصبر قليلاً ثم يغير مجلسه , وهكذا حتى جلس ذات مره بجوار شاب توسم به الخير وتحرى معالم الرجولة بوجهه فاصطنع الصرع وارتمى عليه واتكأ علية بكوعيه بشدة . . . وهذا الشاب صابر وساكن لا تصدر منه شكاة , وكلما حاول البعض إزاحته عنه نهرهم قائلاً . . . هذا ضيف والضيف مدلل فاتركوه
أما المهادي فقد عرف أنه وجد ضالته . . . وحينما أفاق المهادي من صرعه المصنع , وهذأ القوم . . . وقام الشاب متجهاً إلى بيته فتبعه المهادي واستوقفه بمكان خال من الناس واستحلفه بالله ثم أفضى إليه بسره . . . وشكا له ما جرى بالتفصيل وأعلمه من هو ووصف له الفتاة الوصف الدقيق الذي جعل الشاب يعرفها . . . ولما انتهى من حديثه قال له الشاب أتعرف تلك الفتاة لو رأيتها مرة ثانيه ؟ . . فأكد له المهادي معرفته لها وحفظه لتقاسيم وجهها
فقال له الشاب : هانت ! أي سهلت . . . واصطحبه معه إلى بيته ووقفا بوسط البيت . . . وصاح الشاب . . . فلانة احضري بالحال !!! فدخلت وإذا هي ضالة المهادي . . . فوقع من طوله لشدة تأثره . . . أما الفتاة فقد عادت لخدرها مسرعة بعد أن رأت أن هناك رجلاً غريباً كما هي عادة بنات البدو . . . أما صاحب المهادي فهدأ من روعه وأسقاه ماء . . . وسأله . . . أهي ضالتك . . . قال المهادي : نعم . . . قال الشاب هي أختي وقد زوجتك إياها . . . فكاد المهادي أن يجن لوقع الخبر عليه لأنه لم يتوقع أن يحصل عليها بتلك السهولة . . . ترك الشاب المهادي في بيته وذهب لوالده وأخبره بالقصة كاملة وكان من الرجال المعروفين بحكمتهم وإبائهم ورجولتهم . . . فلما فرغ الابن من سرد الحكاية . . . قال الأب لولده أسرع واعقد له عليها لا يفتك به الهيام . . . وبالفعل عقد له عليها . . . وبالليلة التالية كان زواجهما , والمهادي يكاد لا يصدق أن تتم العملية بهذه السهولة واليسر والسرعة وقد كانت شبه مستحيلة قبل أيام
المهم أنه دخل عليها وخلا البيت إلا من العروسين وأخذ يتقرب منها ويخبرها من هو ويعلمها بمكانته بقبيلته وأنه زعيمها ويعرفها بنفسه ويحاول أن يهدئ من روعها ليستميل قلبها . . . وأفضى لها بسره أنه رآها وأسرته . . . كل هذا والعروس تسمع ولا تجيب . . . والمهادي يتكلم ويتقرب وتزداد نفوراً منه . . . وكان المهادي فطناً شديد الذكاء , فقد لمس أن زوجته تضع حاجزاً بينها وبينه . . . وتأكد من صدق حدسه حينما لمح دموعها تنهمر من عينيها وهي لا تتكلم . . . عرف أن ورائها قصة . . . فتقرب منها واستحلفها بالله ألاَّ تخفي عنه شيئاً . . . ووعدها ألاَّ يمسوها بسوء . . . وأقنعها بأن تحكي له . . . فقالت . . . أنا فتاة يتيمة كفلني عمي وربيت مع ابن عمي وابن عمي معي . . . كنا صغيرين نلهو مع بعضنا وكبرنا وكبرت محبتنا معنا وقبل حضورك كنت مخطوبة لابن عمي الذي لا أستطيع البعد عنه لحظة ولا يستطيع البعد عني برهة . . . ولما حضرت انتهى كل شيء وزوجني إياك . . . طار صواب المهادي . . . فقال لها وأين ابن عمك قالت له هو ((مفرج السبيعي)) الذي عقد لي عليك وأفهمك أنني أخته وآثرك على نفسه لأنك التجأت له ولأنك ضيفنا
كاد المهادي أن يفقد عقله لحسن صنيع ذلك الشاب الذي اتكأ عليه وسكت لفترة طويلة وهو يستعرض ما حصل ولا يكاد يصدق أن تبلغ المروءة في شاب كما بلغت بمفرج . . . وبعد فترة صمت وقال لها : أنت من هذه اللحظة حرم علي كما تحرم أمي عليّ . . . ولكن أرجوك أن تخفي الأمر حتى أخبرك فيما بعد فصنيعهم لي لا ينسى لذا لا أريد الآن أن تقولي شيئاً
هدأ روع الفتاة ونامت ونام هو في مكان آخر . . . وبقي زوجاً لها أمام الناس لعدة أيام وبعدها استسمح أصهاره بالرحيل إلى قبيلته لتدبير شؤونه ومن ثم يعود ليأخذ زوجته . . . ورحل ولما وصل قبيلته أرسل رسولاً من قبيلته يخبر مفرج بطلاق زوجة المهادي وأنه لما عرف قصتهما آثر طلاقها وأن مروءته قد غسلت تأثير الغرام عليه وأنه سيبقى أسيراً للمعروف طالما هو حي
وتم زواج مفرج من ابنة عمه وعاشا برغد فترة طويلة من الزمن . . . ولكن الزمان لا يترك أحداً . . . فقد شح الدهر على مفرج وأصاب أراضي قبيلته القحط والجفاف فهلك الحلال وتبدلت الأحوال , ومسه الجوع . . . فلم يجد سبيلاً من اللجوء إلى صديقه المهادي خصوصاً وأنه ميسور الحال . . . وبالفعل ذهب هو وزوجته ابنة عمه وأولاده الثلاثة ونزل عليه ليلاً . . . وكان المهادي يتمنى هذه اللحظة وينتظرها بفارغ الصبر لكي يرد الجميل
فلما نظر حالته عرف فقره . . . وكان للمهادي زوجتان فأمر صاحبة البيت الكبير من زوجاته أن تخرج من البيت وتترك كل ما فيه لمفرج وزوجته وأولاده ولا تأخذ من البيت شيئاً أبداً . . . وبالفعل خرجت من البيت فقط بما عليها من ملابس وتركت كل شيء لزوجة مفرج وقبل خروجها أفهمت زوجة مفرج أن لها ولداً يلعب مع رفاقه وإذا غلبه النوم جاء قرب والدته ونام ورجتها أن تنتظره حتى يحضر وتخبره بخروج أمه من البيت ليذهب لها
وبالفعل انتظرت زوجة مفرج ولد المهادي ولكن انتظارها طال بعض الشيء خصوصاً وأنها متعبة مجهدة من طول السفر وعناء الجوع وقد وجدت المكان المريح فغفت بالنوم بعد أن طال انتظارها وحضر ولد المهادي كالعادة ورفع غطاء أمه ونام معها وتلحف معها بلحافها كعادته ظناً منه أنها والدته . . . في هذه الأثناء كان مفرج يتسامر مع صديقه القديم المهادي ولما غلب عليه النعاس استأذنه لينام فسمح له . . . وسار معه حتى دله على بيته الذي أصبح ملكاً له
دخل مفرج بيته وإذا بالفراش شخصان رفع الغطاء فإذا زوجته نائمة وبجانبها شاب يافع فلم يتمالك نفسه فضرب الفتى الضربة التي شهق بعدها وفارق الحياة . . . نهضت الزوجة مذعورة فإذا الشاب مصروع . . . فقالت لزوجها قتلت ولد المهادي . . . فقال وما الذي جاء به إليك . . . فأعلمته بالقصة فرجع إلى رشده . . . وأسقط في يديه فماذا يفعل ! ؟
كان لا بد أن يخبر المهادي . . . فهرول مسرعاً إلى حيث المهادي جالس وأخبره بالحكاية . . . وهو يكاد يموت حزناً . . . هذا والمهادي هادئ ممسك لأعصابه . . . ولما انتهى من كلامه قال له المهادي هو قضاء الله وقدره ولا مفر من ذلك كل ما أرجوه منك أن لا تخير أحداً وتوصي زوجتك بأن تكتم الخير حتى عن أم الولد . . . وحمل المهادي ولده ورماه في مكان اللعب حيث كان يلعب مع أقرانه . . . وفي الصباح انتشر خبر مصرع ابن الأمير فقد كان المهادي أمير قومه والكل لا يجرؤ أن يخبر الأمير خوفاً من اتهامه له بالقتل . . . ولما وصل الخبر للأمير اصطنع الغضب وشاط وتوعد وطالب القبيلة كلها بالبحث عن القاتل دون جدوى وبالمساء جمع القوم حوله وقال عليكم أن تدفعوا كلكم دية ولدي . . . من كل واحد بعير , وبالفعل جمع الدية حوالي سبعمائة بعير أدخلها المهادي ضمن حلاله وأعطى أم الولد منها مائة بعير وقال لمفرج البقية هي لك ولكن اتركها مع حلالي حتى ينسى الناس القصة . . . وبالفعل بعد مرور مدة عزل الإبل ووهبها لمفرج فنقلته النقلة الكبيرة في حياته من فقير لا يملك قوت يومه إلى أكبر أغنياء القبيلة . . . ومضت السنون والصديقان مع بعضهما لا يفترقان فإذا دخلت مجلس المهادي حسبت أن مفرج هو صاحب المجلس والمهادي ضيفه والعكس صحيح . . . مرت السنون على هذه الحال الكل منهم يؤثر صديقه على نفسه . . . ولكن لا بد أن يحصل ما يغير صفاء الحال , وكما يقال دوام الحال من المحال
كان للمهادي بنت بارعة الجمال أولع بها ولد مفرج وقد كان هناك سبب يحول بينهما فأخذ يحاولها ويتعرض لها بالغدو والرواح ويحرضها على مواقعته بالحرام . . . والفتاة نقية , فأخبرت والدتها التي أخبرت بدورها المهادي فأمر المهادي بالسكوت إكراماً لوالد الشاب مفرج وأمرها أن تجتنبه قدر استطاعتها فنفذت وصية والدها , وها هو يطاردها أربع سنوات متتالية وفي السنة الرابعة عيل صبرها فقالت لوالدها إن لم تجد لي حلاًّ , فقد يفترسني في أحد الأيام
هذا والمهادي لا يستطيع أن يعمل شيئاً إكراماً لصديقه مفرج . . . والشاب يزداد رعونة . . . فكان لا بد من فراق جاره وصديقه لكي يمنع جريمة ابنه ولكن كيف يصارحه . . . وهو الداهية كما عرفنا بالسابق . . . فاقترح على مفرج أن يلعبا لعبة بالحصى ما يسمى الآن ((الدامة)) وكان كلما نقل حجراً قال لمفرج ارحلوا وإلا رحلنا . . . حتى انتبه مفرج لمقولة جارة . . . فأسرها . . . ولما عاد لزوجته أخبرها بكلمة المهادي . . . ارحلوا وإلا رحلنا . . . فقالت له أن هناك أمراً خطيراً حصل لا بد لنا من الرحيل . . . فاذهب واستأذنه . . . فذهب واستأذنه ولم يمانع المهادي مع العلم أنه كان في كل سنه يطلب الرحيل ويرفض المهادي . . . إلا هذه المرة قبل بسرعة وكان يريدها . . . رحل مفرج وهو يبحث عن السر الخطير الذي من أجله قال المهادي كلمته
وبعد أن ابتعد عن منازل قبيلة المهادي نزل ليستريح ويفكر بالسبب . . . ولكنه لم يهتدي لشيء . . . لذا سرق نفسه ليلاً وامتطى فرسه وقصد المهادي ولما دخل مضارب القبيلة ربط فرسه وتلثم واندس في مكان قريب من مجلس المهادي لعله يعرف سبباً لرغبته برحيله . . . وجلس يرقب المهادي . . . فلما انفض المجلس من حوله وجلس وحيداً . . . هذا كله ومفرج يراه وهو لا يرى مفرج ومفرج ينتظره حتى يدخل عند زوجته ليسترق السمع لعله يسمع شيئاً من حديثه مع زوجته . . . إلا أن المهادي لما جلس في مجلسه وحيداً تناول ربابته وأخذ يغني ويقول........... يتبع الـمـهـادي والـمـهـادي مـهـمـلبـي علتـن كـل العـرب مــا درى بـهـا
[glow=000066]أنـــا وجـعــي مـــن عـلـتـن بـاطـنـيـةبأقصى الضمايـر مـا درى ويـن بابهـا
تـقــد الـحـشـا قـــد ولا تـنـثـر الـدمــاولا يــدري الهلـبـاج عـمـا لـجـا بـهــا
وإن أبديـتـهـا بـانــت لـرمـاقـة الـعــداوإن أخفيتهـا ضــاق الحـشـا بالتهابـهـا
أربــع سنـيـن وجـارنــا مـجــرم بـنــاوهو مثل واطي جمرتين مـا درى بهـا
وطاهـا بفـرش الـرجـل ليـمـا تمكـنـتبقـى حرهـا مـا يـبـرد الـمـاء التهابـهـا
ترى جارنـا الماضـي علـى كـل طلبـهلـو كــان مــا يلـقـى شـهـودن غدابـهـا
ويـا مـا حضيـنـا جـارنـا مــن كـرامـهبليلـن ولـو نبغـي الغبـا مــا ذرى بـهـا
ويــا مــا عطيـنـا جـارنـا مــن سـبـيـةلا قـادهـا قـوادهــم مـــا انـثـنـى بـهــا
ونرفـى خمـال الجـار ولـو داس زلـةكمـا ترفـي البـيـض الـعـذارى ثيابـهـا
تـرى عندنـا شـاة القصيـر بـهـا أربــعيحـلـف بـهـا عقـارهـا مــا درى بـهــا
تــنــال يـالـمـهـادي ثـمـانــن كــوامــلتراقـى وتشـدي بالـعـلا مــن أصابـهـا
لا قـــال مـنــا خـيّــرن فـــرد كـلـمــةبحضـرات خوفـن للرزايـا وفـى بـهـا
الأجـــواد وإن قاربـتـهـا مـــا تـمـلـهـاوالأنـذال وإن قاربتهـا عفـت مــا بـهـا
الأجــواد وإن قـالـوا حديـثـن وفـوابـهوالأنــذال منـطـوق الحـكـايـا كـذابـهـا
الأجـواد مثـل العـد مـن ورده ارتـوىوالأنــذال لا تسـقـى ولا ينـسـقـا بـهــا
الأجـواد تجـعـل نيلـهـا دون عرضـهـاوالأنــذال تجـعـل نيلـهـا فــي رقابـهـا
الأجـواد مثـل الزمـل للشـيـل يرتـكـيوالأنذال مثل الحشور كثيـر الرغابهـا
الأجـواد لـو ضعفـو وراهـم عـراشـهوالأنـذال لــو سمـنـو معـايـا صلابـهـا
الأجـواد يطـرد همهـم طـول عزمـهـموالأنـذال يصـبـح همـهـم فــي رقابـهـا
الأجـــواد تـشـبـه قـارتــن مطـلـحـبـةلا دارهــا الـبـردان يـلـقـى الـذرابـهـا
الأجــواد تشـبـه للجـبـال الـــذي بـهــاشــرب وظـــل والـــذي ينـهـقـا بـهــا
الأجــواد صندوقـيـن مـســك وعـنـبـرلافـتـحــن أبـوابـهــا جــــاك مـابــهــا
الأجـواد مثـل البـدر فـي ليلـة الدجـىوالأنـذال ظلـمـا تايـهـن مــن سرابـهـا
الأجـواد مثـل الـدر فـي شامـخ الـذراوالأنـذال مثـل الشـري مـرن شرابـهـا
الأجــواد وأن حايلتـهـم مـــا تحـايـلـووأنـــذال أدنـــى حيـلـتـن ثـــم جـابـهـا
الأنـذال لــو غسـلـوا يديـهـم تنجـسـتنجـاسـة قلـوبـن مــا يـســر الـدوابـهـا
يـــا رب لا تـجـعـل الأجـــواد نـكـبـةمن حيث لا ضعف الضعيف التجابهـا
أنا أحب نفسي يرخـص الـزاد عندهـايقطـعـك يــا نـفــس جـزاهــا هبـابـهـا
يـا عــل نفـسـن مــا لـلأجـواد عنـدهـاوقـارن عسـى مـا تهتنـي فـي شبابـهـا
علـيـك بعـيـن الـشـيـح لا جـــت واردخــل الخـبـاري فـــإن مـاهــا هبـابـهـا
تــرى ظـبـي رمــان بـرمـان راغـــبوالأرزاق بالدنيـا وهـو مــا درى بـهـا
سـقـا الحـيـا مــا بـيـن تيـمـا وغـربـتيميـن عمـيـق الـجـزع ملـفـا هضابـهـا
سـقـا الـولـي مـــن مـزنـتـن عقـربـيـةتنـشـر أدقــاق وبـلـهـا مـــن سحـابـهـا
اليا أمطرت هذي ورعد ذي سـاق ذيسـنـاذي وذي بالـوبـل غــرق ربـابـهـا
نسف الغثا سيبان ما هـا اليـا أصبحـتيحيل الحول والما ناقعـن فـي شعابهـا
دار لـنــا مـــا هـــي بـــدران لغـيـرنـاوالأجـنـاب لــو حـنـا بعـيـدن تهـابـهـا
يـذلـون مــن دهـمــا دهـــوم نـجـرهـانفجـي بهـا غــزات مــن لا درى بـهـا
ترى الدار كالعذرى إلـى عـاد مـا بهـاحـزن غيـورن كــل مــن جــاز نابـهـا
فيا ما وطت سمحات الأيدي من الوطانـصـد عنـهـا مــا غــدا مــن هضابـهـا
تهـامـيـة الرجـلـيـن نـجـديـة الـحـشــاعـذابـي مــن الـخـلان وأنـــا عـذابـهـا
أريتك إلـى مـا مسنـا الجـوع والضمـاواحتـرمـن الـجـوزا علـيـنـا التهـابـهـا
وحمى علينا الرمـل و استاقـد الحصـاوحمـى علـى روس المبـادي هضابهـا
وطلـن عـذرن مـن ورانــا و شـارفـنعمـالـيـق مــطــوي الـعـبـايـا ثـيـابـهـا
سـقـانـي بـكــأس الــحــب دومـنـهـنـهعنـدل مـن البيـض الـعـذارى أطنابـهـا
وإلى سـرت منـا يـا سعـود بـن راشـدعلـى حرتـن نسـل الجديعـي ضرابهـا
سـرهــا وتـلـفـي مـــن سـبـيـع قبـيـلـةكـرام اللحـا فـي طـوع الأيـدي لبابهـا
فــلا بــد مــا نـرمــي سـبـيـع بـغــارةعلـى جـرد الأيـدي دروعهـا زهابـهـا
وأنــــا زبــــون الـجـاذيــات مـهـمــلإلــى عـزبـوا ذود المصالـيـح جـابـهـا
علـيـهـا مـــن أولاد الـمـهـادي غـلـمـهاليـا طعـنـوا مــا ثمـنـوا فــي أعقابـهـا
محا الله عجوزن من سبيـع بـن عامـرمـــا عـلـمـت قـرانـهـا فـــي شـبـابـهـا
لهـا ولــدن مــا حــاش يـومـن غنيـمـةسـوى كلمتيـن عجـفـة تـمـزا وجابـهـا
يعنونهـا عسمـان الأيـدي عـن العـضـامحـا الله دنيـا مــا خذيـنـا القـضـا بـهـا
عيـون الـعـدا كــم نـوخـن مــن قبيـلـةلا قـــام بــــذاخ إلا جــاعــر يـهـابـهـا
وأنــا أظــن دار شـــد عـنـهـا مـفــرجحقـيـق يــا دار الخـنـا فـــي خـرابـهـا
وأنــا أظــن دار نــزل فـيـهـا مـفــرجلا بــــد يـنـبــت زعـفـرانــن تـرابـهــا
فـتـى مـــا يـظــم الـمــال إلا وداعـــةو لـو يملـك الدنـيـا جميـعـن صخابـهـا
رحــل جـارنـا مــا جــاه مـنـا رزيـــةوإن جتنـا منـه مــا جــاه مـنـا عتابـهـا
وصـلـوا عـلـى سـيـد البـرايـا مـحـمـدمــا لعـلـع القـمـري بعـالـي هضـابـهـا [/glow]
كان المهادي يغني على ربابته هذه القصيدة ومفرج يسترق السمع حتى فهم بالضبط ما الذي جعله يقول لجاره إما ارحلوا وإلا رحلنا . . . ولما أتم المهادي قصيدته توجه إلى أهله وعاد مفرج وركب فرسه باتجاه أهله خارج حدود القبيلة
تأكد مفرج أن السبب يكمن في أولاده ولكنهم ثلاثة فأي الثلاثة صاحب الخطيئة , وإلى أين وصلت . . . فلجأ إلى الحيلة وبدأهم واحداً تلو الواحد . . . يقول لهم لما كنا في جيرة المهادي كان لديه ابنه جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك لما تركتها خصوصاً وهي بهذا الجمال وأنت بهذا الشباب . . . وأخذ يستدرجهم . . . أما اثنان منهم فلم يجد ورائهما شيئاً وخصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي مع والدهما
أما الصغير منهم فأجابه . . . والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها , عرف أنه هو . . . فقال مفرج . . . وهل كان ذلك برضاها !!! فقال ولده لا بل غصباً عنها . . . فقال له وكيف كنت سوف تغتصبها !!! فقال كنت أنتظرها حتى تخرج وحيدة . . . وأتربص لها , ثم أهجم عليها , يد فيها خنجري ويد فيها حبل أربطها بالحبل وأهددها بالخنجر ولن تتكلم حتى أنتهي منها
وما إن انتهى الشاب من قصته حتى قام مفرج مسرعاً وسحب سيفه وقطع رأس ولده وفصله عن جثته التي تركها في مكانها . . . وعاد لأهله بالرأس ووضعه بخرج وأمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي ويسلم ويرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام
وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى الرأس في حجره وعاد دون كلام ولحق أهله . . . تعجب المهادي أيضاً لحسن صنيع مفرج فهذه المرة الثانية التي يغلبه فيها . . . فلحق به وأقسم عليه أن يعود وأعاده إلى مكانه السابق وبقيا متجاورين ومتحابين إلى النهاية
منقول[/align]
المفضلات