[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلامة صدر المسلم من الحقد على إخوانه المسلمين من الصفات الكريمة والنادرة ..!!! التي تعمر قلب المؤمن بالأمن والطمأنينة والراحة ، وتدفعه الى العمل والإنتاج بعيداً عن الأهواء والأحقاد التي تكبل المرء بآسار ثقيلة لا يتخلص منها إلا من هدى الله ورحم .
ولا يخفى عليكم قصة ذلك الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص _ رضي الله عنه _ مع الرجل الذي شهد له رسول هذه الأمة _ عليه الصلاة والسلام _ بأنه من أهل الجنة والقصة معروفة أوردها الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح .
وموضع الشاهد فيها قول ذلك الرجل لعبد الله بن عمرو (( ... غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه ، فقال عبدالله : هذه التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق ...))
ما رأيكم في هذه الكلمات التي تقطر إيماناً وطمأنينة ؟!!
إنها بحق حال عجيبة ..!! ما أجمل أن يصبح قلب الإنسان سمحاً عامراً بالحب والإشفاق لإخوانه المسلمين ، فإنه يستعلي على حظوظ النفس وأهوائها ولا يحتمل قلبه النابض بحلاوة الايمان المطمئن بذكر الله أن يحمل بين جنباته حقداً على أحد من المسلمين ...!!
والمؤمن الصادق كلما اقترب قلبه من ربه _ جل وعز _ ،حسنت سريرته ، وسلمت طويته ، وكان ظاهره خيراً ، وباطنه خيراً من ظاهره .
قال زيد بن أسلم : دُخل عل أبي دجانة _ رضي الله عنه _ وهو مريض ، وكان وجهه يتهلل فقيل له: مالوجهك يتهلل ؟ فقال : (( مامن عمل شيء أوثق عندي من اثنتين : كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني ، والأخرى : فكان قلبي للمسلمين سليماً ))
وعن سفيان بن دينار قال : قلت لأبي بشير _ وكان من أصحاب علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه _ : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال (( كانوا يعملون يسيراً ، ويؤجرون كثيراً )) ، وقال : قلت : ولم ذاك ؟ قال : (( لسلامة صدورهم ))
وقال إياس بن معاوية بن قرة _ رحمه الله تعالى _ : (( كان أفضلهم عندهم _ يعني عند الصحابة _ رضي الله عنهم _ أسلمهم صدوراً ، وأقلهم غيبة ))
إخواني ...
ما أسعد الإنسان حينما يطهر قلبه ، وتصفو نفسه من أدران الغل والحسد و الحقد...!!!
ما أسعده حينما يرجو الخير لأمته وإخوانه المسلمين ، ويرفع أكف الضراعة لله_ تعالى وتقدس _ بقلب خاشع منيب مخبت ، يسأل الله _ عزوجل _ أن يغفر لإخوانه المسلمين ، ويبصرهم بصراطه المستقيم ، حتى حينما يؤذى بمكر إخوانه وكيدهم وجهلهم ، فإنه يصبر ويكظم ، ويدفع السيئة بالحسنة ، ويسأل الله _ عزوجل _ لهم الهداية ويتمثل قول الشاعر :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي #### صبرت على أذاكم وانطويت
وجئت إليكــم طلق المحيـــا ### كأني ما ســمـعت ولا رأيت
والله يحفظكم ويرعاكم[/align]
المفضلات