اول ضحايا الارهاب ؟ برايك من ؟
ربما يشاطرني البعض الراي ويخالفني الاخر ، اتمنى ان يناقش الموضوع بجدية وعمق
ولكم مني خالص الود.................جمال الجزائري
يبدو من العنوان أنه شخص ما قد دخل التاريخ وبطريقة حزينة ومؤلمة لكونه أول ضحية للإرهاب .
وهنا يجب علينا أن نعود الى الماضي وبالضبط الى بداية العمل الارهابي في كل انحاء المعمورة
أنا شخصيا لا أعرف أول ضحية للإرهاب إذا كان بالطبع شخص ما
لكني أعرف أول ضحية للإرهاب وهو في نظري وقناعتي الخاصة المجتمع وهو من أقصده انا في هذا الموضوع ، وتعالوا معي لنرى ماالضرر الحقيقي الذي أريد أن أستخرجه
وأضعه في الصورة أمامكم ، ونفكر بجدية كيف يجب علينا أن نتعامل مع هذا الظاهرة وما فيها من تدعيات كبيرة تترك صداها لزمن طويل.
والبداية أريدها أن تكون من أحداث سبتمبر الماضي والتي ضربت قلب أمريكا العصرية وفي عقر دارها ، ولنحاول أن نعد الخسائر المادية والمعنوية معا ونبحث عن أول الضحايا فيه وأقصد هنا المجتمع الامريكي ، فعلا مس العمل الارهابي الترابط والتمساك ؟
الذي يوجد في المجتمع الامريكي والذي هو في الاصل مكون من عرقيات مختلفة فلماذا ؟
الجواب هنا واضح لان الثقة المتبادلة بين الامركيين كشعب ودولة لم تهتز لكون الفاعل اجنبي ومن االعالم العربي بالتحديد فهنا كان الضرر مادي يمكن تعويضه دون اثار سلبية مهما طال الوقت ، لكن لم يتضرر المجتمع الامريكي ولم يفقد الثقة من بعضه ، والكل ايضا يذكر المضايقات التي تعرضت لها الجالية العربية والاسلامية بوجه الخصوص لان الهدف هنا واضح ومصدر الخطر في نظرهم محدد .
ثم نعود ونقارن الحدث عندنا في دولة عربية وننظر حجم الكارثة الحقيقة التي يخلفها الارهاب على التماسك الاجتماعي ومدى الشكوك التي تصبح تساور كل شخص مهما كان ، والسبب ان الارهاب ولد من داخل مجتمعنا وهذا ما اريد الوصول اليه واقول ان اول ضحايا الارهاب هو الترابط الاجتماعي .
فرجل الامن يغير نظرته اتجاه المواطن ويصبح كل شيئ امامه هدف مشبوه والمواطن يزداد خوفا من رجل الامن ومن اخيه المواطن ومن افراد عائلته في بعض الاحيان ، فهذه الهستيريا المفاجئة التي تضرب عمق المجتمع لهي اكبر خطر يخلفه الارهاب .
لان الضرر الاقتصادي في راي مهما بلغ حجمه يمكن تعويضه وبشتى الطرق ، لكن حين نصاب بتمزظق اجتماعي فذالك هو الذي يصعب من ردع الصدع فيه ويتطلب بذل الجهود
و والتفكير في الحلول الممكنة للتعامل مع هذا الوضع الجديد لايجاد الافكار البناءة للمحافظة على التماسك وعلى التلاحم مهما كان حجم النشاط او العمل الارهابي ، ومستحيل ان تكون مهمة الدولة لوحدها مهما فعلت ان كان المواطن يقف موقف المتفرج دون فعل اي شيئ فبقدر ما يزداد الوعي العام للمواطن ومشاركته في احباط كل ما يراه عملا ضد مصالحه هو اولا فالدولة بالمواطن والمواطن بالدولة .
والعنصر الثاني والذي يعتبر له دور مهم في الامر هو الاعلام بكل انواعه سواء بالاداء السلبي ام الايجابي – والسلبي انا اعتبره واراه من باب واحد وهو التضخيم الاعلامي وقد يراه البعض من اصحاب المهنة بالسبق الصحفي لكنه في الاصل هو ترويج ودعاية لاصحاب الاجرام ومساعدتهم في ايصال رسائلهم الضالة ومنها ترهيب المجتمع اكثر ، فبدل ان يجعل من الخبر مادة توعية ينقل على انه ترهيب ، وبدل اعطاء الصورة الحقيقية للخارج كذالك فانها تعطى العكس وهذا ما يزيد الطينة بلة ، وقد يؤدي الى العزلة الدولية مع الوقت والامثلة كثيرة على هذا الامر .
علينا ان نتعلم من تجارب بعضنا خصوصا ان كان المرض واحد فاذا توقفت انا ببحثي في نقطة معينة فعليك ان تكمله انت كي تستطيع ان تجد اللقاح المناسب لهذه الافة.
وهنا يمكننا القول ان الترابط الاجتماعي وتمساكه هو اول ضحية من ضحايا الارهاب لاننا نستطيع ان نعوض اهل مواطن او رجل امن فقد حياته ماديا ونساعده معنويا ، ولكن اذا تعلق الامر بمجتمع باسره تغيرت نظرات الناس الى بعضهم فهنا يتطلب علينا ان نتوقف ونعالج المشكل في بداياته قبل ان تصبح خارج السيطرة...................يتبع
جمال الجزائري
المفضلات