[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

أ - ما كان منها في باب العبادات

حيث خصوا هذا اليوم ببعض العبادات كقيام ليلة عاشوراء , و زيارة القبور فيه , و الصدقة , و تقديم الزكاة أو تأخيرها عن وقتها لتقع في يوم عاشوراء , و قراءة سورة فيها ذكر موسى فجر يوم عاشوراء ... فهذه و نحوها وقعت المخالفة فيها في سبب العمل وهو تخصيصه بوقت لم يخصه الشارع بهذه الأعمال , ولو أراده لحث عليه , كما حث على الصيام فيه فيمنع من فعلها بهذا التقييد الزمني , و إن كانت مشروعة في أصلها .

و لأن باب البدع لا يقف عند حد فإن البدع في العبادات قد تنال كيفية العبادة , كما اختلفوا حديثا موضوعا مكذوبا في صلاة أربع ركعات ليلة عاشوراء و يومها , يقرأ فيها ( قل هو الله أحد ) - الإخلاص 1 - إحدى و خمسين مرة , و خرافة رقية عاشوراء , و نعي الحسين رضي الله عنه على المنابر يوم الجمعة و كالمنكرات المصاحبة لزيارة القبور .

ب - ما كان من باب العادات التي تمارس في عاشوراء تشبيهاً له بالعيد , ومن ذلك


الاغتسال و الاكتحال , و استعمال البخور , و التوسع في المآكل و المشارب , و طحن الحبوب , وطبخ الطعام المخصوص كالحبوب , و الذبح لأجل اللحم , و إظهار البهجة و السرور . و منها عادات لا تخلو من منكرات قبيحة .
وهذه في أصلها نشأت و ظهرت رد فعل لمآتم الرافضة التي يقيمونها حزنا على مقتل الحسين رضي الله عنه فكان من الناصبة أن أظهروا الشماتة و الفرح و ابتدعوا فيه أشياء ليست من الدين , فوقعوا في التشبه باليهود الذين يتخذونه عيداً .
أما ما روي من الأحاديث في فضل التوسعة على العيال في عاشوراء فإن طرقها ضعيفة , وهي و إن رأى بعض العلماء أنها قوية فإن ضعفها لا ينجبر , ولا ينهض لدرجة الحسن .
أما الاغتسال والاكتحال و الاختضاب فلم يثبت فيه شيء البتة , و لما أشار ابن تيمية إلى ما روي من الأحاديث في فضل عاشوراء قال ( وكل هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم , لم يصح في عاشوراء إلا فضل صيامه ) .
و بذلك تعرف أن الشرع لم يخص عاشوراء بعمل غير الصيام , وهذا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر و ذكر الله كثيرا ) - الأحزاب 21 - وكم فات على أولئك المنشغلين بتلك البدع من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته !

ج - مآتم الشيعة الرافضة

أما بالنسبة لمآتم الشيعة فإنه لا نزاع في فضل الحسين رضي الله عنه و مناقبه فهو من علماء الصحابة و من سادات المسلمين في الدنيا و الآخرة الذين عرفوا بالعبادة و الشجاعة و السخاء .... , وابن بنت أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم , و التي هي أفضل بناته , وما وقع من قتله فأمر منكر شنيع محزن لكل مسلم , وقد انتقم الله عز وجل من قتلته فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرة فأصابتهم العاهات والفتن وقل من نجا منهم .
والذي ينبغي عند ذكر مصيبة الحسين وأمثالها هو الصبر والرضى بقضاء الله و قدره , وأنه تعالى يختار لعبده ما هو خير , ثم احتساب أجرها عند الله - تعالى - .
ولكن لا يحسن أبدا ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي يلحظ التصنع والتكلف في أكثره , وقد كان عليٌّ أبوه أفضل منه وقتل , ولم يتخذوا موته مأتما , وقتل عثمان وعمر ومات أبو بكر - رضي الله عنهم - وكلهم أفضل منه ... ومات سيد الخلق صلى الله عليه وسلم , ولم يقع في يوم موته ما هو حاصل في مقتل الحسين . وليس اتخاذ المآتم من دين المسلمين أصلا , بل هو أشبه بفعل أهل الجاهلية قال ابن رجب عن يوم عاشوراء ( وأما اتخاذه مأتما كما تفعله الرافضة ؛ لأجل قتل الحسين بن علي - رضي الله عنهما - فيه .. فهو من عمل من ضل سغيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعا , ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما , فكيف بمن دونهم ؟ ) .
والملاحظ أن مآتم الرافضة في عاشوراء لم ترتبط بأصل إسلامي من قريب أو بعيد ؛ إذ لا علاقة لها بنجاة موسى عليه السلام , ولا بصيام النبي صلى الله عليه وسلم , بل الواقع أنهم حولوا المناسبة إلى اتجاه آخر , وهذا من جنس تبديل دين الله - عز وجل - .

مجلة إسلامية [/align]



[align=center][/align]