[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ 25/11/1425هـ
هذه القصيدة قالها الأستاذ/ طالب حسن الطالب في حائل وأهلها من سوريا / حماه :
[poem=font="Simplified Arabic,5,burlywood,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قد جئتُ حائل فيها الأهلُ والرّحمُ = وزانها الدينُ والإيمان والكرمُ
فيها العروبة تجلت في أصالتها = بالجود حصراً خِلاَف العرب قد وُشِموا
كل المروؤات حلّت في مرابعهمْ = من عهد حاتم ذاك الجدُّ جدهم
غراسُ جودٍ بأكبادٍ لَهُم زُرعَت = وكم تعالوا وكم دانت لهم أممُ
عِز العروبة كم في جوده افتخرُوا = منه استجارت ضباء الوحش والنعمُ
بمكارِم الأخلاقِ ألقى سهامهُ = كي لا تقدم للطَّراق إن قدموا
وكما استجارت خيول الحرب واجلةً = وكم حفيدٍ لكم في هديك التزموا
يا حاتم العرب كم أبقيت من أثر = إلا الرحيل لبيت الله والحرمُ
من رام ساحتهم لا يبتغي بدلاً = وفي غيابه ما نمَّوا ولا شتموا
لن يلق نازلهم همزاً بساحتهم = أذكى النفوس فباتوا فيها يحترموا
كم أصقل الدين أخلاقاً بهم كرمت = قالوا بلغو ولا ظلم ولا ظلموا
تلقى مجالسهم أدبُ الكِرام وما = لا طيش فيهم ولا حقد ولا ندمُ
ولا رغاءُ بقولٍ قالوا أو عملٍ = لغير خالقها لم يشكوا بل كتموا
إن نابهم ألم أو جلّ جائحةٍ = وبالكتاب وبالغراء يعتصموا
هم العروبة يحيى في ضمائرهم = عرفوا الإله بحبه كم تيِّموا
كم يعرفوا قدرهم من قدر خالِقهمْ = خِلتُ الأمير بهم في صحبة خدمُ
وتواضعوا بل لانوا فيما بينَهمُ = يلقى البشاشةُ ما جاروا وقد حَلِموا
كل الوفاء لنازلٍ في ساحِهمْ = وحُبهم في شغاف القلب يحتكمُ
طُبِعَت معالمهم في القلب بل رسختْ = فقد هلكت ولا إن تنفع الهممُ
إن كان حُبهم في الله مفسدةً = فما وصِمت به يوماً ولا وصِموا
أو كان حبهم في الله مغنمةً = وأظلهم ظل الجنان لينعموا
فالله آخا المؤمنين بُحبهمْ = صدوق قول زانت فكره الحِكمُ
ولي أخياً بهم كم زادني كرماً = لكنه بخلاف الليث يبتسمُ
ليث يلاذ به إن أخصبتْ محنُ = كالسيف إذا ينبري ما سامه الثلمُ
أنا طلبت أتاك طوعاً سادراً = إن تلقه الأجم في آجامها تجم
لم تعرف الخوف والإرهاص ساحته = وحمى البنين وفيها ذاك الهيثم
حماه ربي من غدرٍ ومنْ زلل = سموه صدقاً وما خابوا وقد جزموا
سموه باسم لسيف الله عن ثقة = ما كل جنده من حَرْبٍ ولا هزموا
سيف الإله وسيف اكرم مرسل = بساعةٍ فيها ذا الأهوال تحتدمُ
إذ قاد مؤتة في حزمٍ وفي جلدٍ = هوت الصقور وحامت فوقها الرخمُ
بساعة شلت الأفكار وانحجبت = أثنى الرسول كذا الآفاق والديمُ
فسلم الجيش من بركان مجزرةٍ = عافاه ربي من نارٍ بها حمم
عاش الكفاف بحمصٍ دونما ترفٍ = جبناء قومٍ هل يعيشوا ليأثموا
إذا قال قولته الشهيرة ويحهم = فوق المراح وما هاشت بها قدمُ
لم لا يروا بالعيرْ موتاً مخزياً = أنا أشرتم حدود الملك ترتسم
جند الصحابة كم زدتم بنا شرفاً = حتى المفاهيم أضحت كلما فهموا
والآن يرسم فينا ما يروق لهمُ = ما كان للإسلام دين يسلم
لو كان أسلاف العروبة مثلنا = فغدوا ملوكاً في الحياة وقوَّم
لكنهم راموا الحياة رخيصةً = وأطاحوا أديان الوجود الأقدم
وأطاحوا عرش الكفر تحت نعالهم = أحفادك الحالي أذلُ وأيتمُ
رحماك يا جد العروبة لو ترى = يتحكم الباغي ويفتي اللّؤمُ
أيتام غاب في شريعة ظالمٍ = والوغد يلعق من دمانا ويلهمُ
شبه النعامة رأسها بترابها = ويمَّنوا أنهم الصديق المنعمُ
أسقونا من دمنا أكواب خمرتنا = خرقوا المواثيق في الأديان كم خرموا
قلبوا المفاهيم والأعرافَ وا أسفي = لكن غباءنا ذا الأشدَ الأبهمُ
وتغابوا عن قصدٍ وسوء طويةٍ = لكن أجلها للأفكار إن عدموا
ومن المصائب يعدموا من يشتهوا = أكباد يحرقها الأسى بل يثلمُ
أه وآه الآه كم تدمي بنا = فلماذا يا أحداق يدَّخر الدمُ
آه من الأحداقٍ تنزف دمعها = أم بعد هذا الموت موت أزلمُ
هل بعد هذا الذل ذل قادمُ = وطمى العروبةُ حتى ضجت القممُ
فالسيل قد بلغ الزبَى وتعدَهُ = يخالها الصبُ صيداً كله دسمُ
يا عربُ كم مثَلوا أدوار راقصةٍ = إن تغرزُ الناب يأتي الموتُ والسقَمُ
تغويه بسمتها وسُمها قاتلُ = تبقوا نياماً وذا الأقطار تقتضمُ
ياعربُ ما هذا السباتُ إلى متى = كل المناعة قد يأتي بها الورمُ
ما ضرَنا إن كبونا كبوةً سلفت = أيتامُ غابٍ يلتهما الأرقمُ
لا كان هذا الصلحُ أو كنا به = والذل شؤم ولا عيشاً لمن شُئموا
لا بارك الله عيشاً ذلَ صاحبهُ = والنفسُ إن جمحت لا تنفع الشكمُ
ولا بارك الله عيشاً لا كفافَ به = ما زادكم جمعها إلاَ بها نهمُ
يا طالبين كنوز الأرضِ قاطبةً = تاه الصواب وفي الأفكارِ كم لغموا
عفواً إذا جاوزتُ قدري شاكياً = مذ بات قتلكِ مكسبا بل مغنمُ
باتت همومي يا عروبةُ مقتلاً = لعلَ ريحُها في جراحي بلسمُ
والآن عدتُ لحائلٍ وشعابها = وذا بنوكِ كرامٍ ترعها الذممُ
يا حائل العرب كم أنجبتِ من قيمٍ = عضبى ومسخاً ومن أشرى به القزمُ
لكن حبالي عروبتي كم أنجبت = ما ساموا خضراءَ الوجود وأقدموا
متخيروا الأصلابَ نهجُ نبوةٍ = أدعوا إلهي لها كي تحفظ النعم
أحي حائل من قلب به سكنت = كم يتلى فيها في الصلاةِ مكرمُ
بلد المساجد والصلاة بوقتِها = بيتُ لذكر الله فيها يقومُ
في كلّ زاوية بها بل كل مزرعة = كم شادوا صرحاً في البناء ورمموا
فأحيّ من عَمروا المساجدَ عن تقى = بساحةِ الله كم جادوا وكم ولموا
يكفي لهم شرفاً للبذل قد خلقوا = إن نابهم قدر ما ضجَوا أو نقموا
أمَارُ بذلٍ اقال الله عثرتهم = إن أرملوا أو كبوا ما عزت اللقمُ
لم يعرفوا الشح في أصلابهم أبداً = والتبرُ ما صدأت إن نابها الرغمُ
كم يصدأ الصفرُ إن نابهُ بللُ = والحادثات تغري كل من زعموا
وكلنا يدّعي للتبرِ معدنهُ = كذا العضاريط والرّعديدُ والقزمُ
في الحادثات كرام الصيد يُختبروا = وكذا الرعاديدُ من جبن بهم بشموا
لا يرجى من عضروط قومٍ نصرةً = بالجود تأسري لا إن جلَّت التهمُ
يا حائل الأسرِ للأعراب معذرةً = والأسدُ لا يأسرها إلا الضيغمُ
طوقت أعناق الكرام بمنيةٍ = فزاد في خاطري الآهات والألَمُ
خيول شعري كم يكبو بها القلمُ = في النائياتِ وفي إطراءِ من عظموا
وأنا العيّي وشعري بات يخذُلني = فما وفيتُ لها إذا حوصرا الكلمُ
تسعون بيتاً بحائل قد قلتها = كبرتِ بالأهلِ لا بالترب والأكم
كبرت حائلُ في نفسي وفي نظري = والله يعمرُ ما يشاءُ ويهدمُ
خلاف مَكة عظمت بترابها = بيت الإله وما داناهُ منتقمُ
بيت الإله ويرقى كلَّ فضيلةٍ = لسواه ما لبى الحجيج وأحرموا
فلهُ يخضعُ ما في الأرضِ في ضِعةٍ = صوت الآذان فلبى العربُ والعجمُ
وداعا إليه خليلُ ربك معلناً = سرُ الإله ولا سر بمن حكموا
فاسمع الصوتُ أرحامَ الوجودِ وذا = والشعرُ يزري إذا ما زلت القلمُ
ياآل حائل عفواً إن كبا قلمي = لابدَ فيكم عاذلُ يترحمُ
إن خانني قلمي أو علمُ مقدرتي = فالشعر غاوٍ بل وكأسهُ علقمُ
واستغفر الله من شعري ومن زللي = بل سيدُ الإسلام ذلك المهلمُ
لكن إسلامَ الوجودِ أقّرهُ = صنوُ العروبةِ بالولادةِ توأمُ
تسمو به الأوراحُ حباً خالصاً = لولاهُ ما أخصبت في العُربِ ذا القيمُ
قيمُ العروبةِ في ذراهُ توالدَت= فيها الكرامُ وفيها الجودُ والشممُ [/poem]
وشكـراً[/align]
المفضلات