[align=center]
من المبكيات المضحكات في الشأن العراقي , أن هذا الفوج المتسلط على رقاب العراقيين والمُسلط عليهم من قِبل أعدائهم الأميركان , ما ملوا من القول بأنهم أحراراً فاتحين ومُبشرين , وأنهم لمن قاوم ورفع السلاح .. هم مُنذرين ومُحذرين , بل وإن تمادوا وقالوا بل نحن المعتصم في نخوته وصلاح الدين في فتوحاته .. فصدقوا ( أي صدقوا أنهم قد تمادوا بالوصف وإن كانوا كاذبين ) .. فكانوا يقولون بأنهم قد دخلوا العراق وبين أيديهم الديمقراطية وأخواتها .. التقدم , التطور والرُقي !!
فأي سامريٌ يقف أمام هؤلاء بكذبه وببهتانه وإن أتى بألفِ .. عجل ؟!
وكأننا قد جهلنا ماضيهم الغادر والخائن وتعاملهم مع أعداء العراق ليكونوا عملاء وبكامل قواهم العلقمية والطاووسية , وذلك خدمةً لكل طامعٍ ومتربص بهذا البلد .. بل ومع تهميش هذا الماضي الأسود والذي هو أشد سواداً من هذه الصفحة التي أكتب عليها , فإن لهم حاضراً أشد دكانةً وخبثاً ولؤماً مِن ما سبق ..
فأي مستقبلٍ واعد وأبيض يُبشرون به , وهم قد خلطوا سواد الماضي مع سواد الحاضر ؟!
أحسبوا أن العراقيين هم كأصحاب السامري ؟! أم أنهم حسبوا أن الأمور قد صفت وزهت بمقدمهم الكريم ؟!
مِن ما يُضحك ( ألماً بالطبع ) أنهم يتحسرون على من قُتل بسبب مطامع النظام العراقي السابق , والذي كما يقولون قد أدخل العراق في حربين مهلكتين , قد أكلتا الأخضر واليابس في العراق , في حين أنهم قد أتوا بمعية عدوٍ محتل , وهم يتراقصون خلفه على أنغام حربٍ أشد وأقوى , كان أن نتج عنها .. بلداً محتلاً قد شُرد أهله وأُهينت كرامته وأضحى فيه الجُندي الأوكراني يترنح أمناً وكأنه عرجاء أو نطيحةٌ قد أمنت شر السِكينةِ في يوم عيد الأضحى !!
ليخرج بعدها بابا نويل أو بحر العلوم الذي سرق خزينة العراق هو وإبنه ابراهيم , وليُبشر الناس بأن يوم إحتلال العراق هو يوم عيدٍ سعيد , أراه يود لو أن يُرفق هذا اليوم مع مسراتهم واحتفالاتهم بأيام مواليد الأئمة رضي الله عنهم ..
أود من هؤلاء البكائين الذين قاربوا على ضرب الصدور بأيديهم حُزناً على مقابر اخترعوها فصدقوها , أن يبكوا يوماً واحداً على ضحايا الفلوجة وما حل بها من مجازر كانت أشد من تسوناموا وما خلف من دمارٍ وكوارث في اندونيسيا !!
بل نجد منهم التبرير والتهوين , بل وجعل هذه الأحداث من المسلمات بل ومن الواجبات التي يثاب صاحبها ويُعاقب تاركها , وبأن هناك فئات ترمي إلى تدمير العراق ( المُدمر ) وإلى حرمان أهله من ما ذُكر في الدرس السابق .. ( الديمقراطية وأخواتها ) !!
فكانت مجازر الفلوجة نصراً وفتحاً مُبينا , قد آن بعده للطفل الفلوجي الذي فقد أُمه وأبيه وسكن في العراء بلا سكنٍ ولا مُعين , أن يُصفق فرحاً وسروراً بأيام التقدم والرُقي , اللتين لا تتأتيان إلا بالحروب والقتل والتشريد !!
بل وقد ناشد كبيرهم الذي علمهم الخُمينية طعماً وشماً وملمساً ( عزوز الحكيم ) , أن يقوم أحباب العراق ( الأميركان ) , بنُصرة المظلومين وأصحاب المسكنة في اليوسفية وغيرها , وأن يخلصوا أهلها وأن ينيروا دروبهم نحو الخلاص والأمان المزعوم ( هو مزعومٌ بلا شكٍ أو ريب ) ..
هانحن الآن نترقب وأيدينا على قلوبنا , الوثبة الأميركية التالية , والتي ستكون في الموصل ( بلدة العِلم والعلماء ) , حيث أُغلقت معابرها , وأُشيع الوعد الأميركي بين الناس , والذي طُبق في الفلوجة الأبية , وهذا مصداقٌ لقول الأخرق الطلباني بأن الموصل ستكون المحطة القادمة , وأنه قد أعد من جهته قوات الدبش ( البشمرجه ) وكذلك فعل علاوي وأعد قوات الحرس العراقي , ليكونوا خدماً وجواري لأسيادهم الأميركان , فيما يخططون وعليه يرسمون .. فرقهم الله وأعدهم لنار جهنم يصلون فيها ..
أقول وبالله اتكلتُ , أن العراقي صاحب غيرةٍ وصاحب شرف وصاحب همةٍ وصاحب إباء , لن تُثنيه أقاويل المارقين من العملاء والخونة , ولن يرتضوا ويسايروا عدواً قد إعتدى على أسمى ما يعتقدون به , وأنهم سائرون وقائمون على الجهاد .. وإن طال بهم الأمر ..
وأقول لمن عارضهم من هؤلاء الخونة والأبالسة .. إن الضب ينافح عن جُحره , والنمل عن بيته , والخنزيرُ عن وحله , فكُن واحداً من هؤلاء .. إن قدرت ..
فإن لنا سلسلةُ أمجادٍ ونصر , منذُ فجر الإسلام وما تلاه من عصر الفتوحات والإنتصارات وإلى أيام الجهاد ضد الإستعمار , لن نأتي إلا بما يوصلنا بهذه السلسة , فمن زاغ أو راغ عنها , فهو ليس منها وليست باللتي ترتضي به خلفاً .. وليترك اليوم بفجره الزاهر وبعصره الباهر , وليبقى في ظلمات الليل مع الجرابيع والبوم .. وهو ذليلٌ وخائفٌ ومهموم ..
وأعود دوماً لهيئة علماء المسلمين , يوم أن عارضوا الإحتلال , وساندوا المقاومة , ووقفوا ضد الإنتخابات ومن جد العزم نحوها .. وأقول متكلاً على الله , بأنكم أنتم أهل حقيقة وأصحاب حق , وأنكم الأجدر والأقوى لإدارة شؤون العراق , وأنكم الأقرب للعراقيين وأحوالهم .. فأنتم إذاً أهل السمو والعلو .. ولمن خالفوكم ثم ناموا عن الحقيقة , ليأخذهم طوفان تسوناموا .. غير مأسوفٍ البتة عليكم ..
[/align]
المفضلات