[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الغزو تقليدا مألوفا عند الإعراب وظلت تلك العادة سائدة حتى فترة قريبة ،،،
ولا شك أن الدافع الأساسي للغزو عند البدوي هو الحاجة إلى الطعام ولكنه بالإضافة لذلك يبدو وكأنها أصبحت رياضة قومية تدفعها دوافع أخرى مثل حب الكسب والرغبة في الاستحواذ على مال الغير ومواشيهم في المناطق الجدباء الفقيرة من البراري وفضال عن ذلك فان الغزو أيضا يكون مدفوعا بالرغبة في الانتقام أو اخذ الثار كما أن الغزو نفسه يولد الرغبة في الانتقام المضاد من غزو سابق وهكذا ،،،
ويمكن اعتبار الغزو على انه الزاد الوحيد للبدو الذي تتطلبه الحاجة الأدبية لاستكمال الرجولة واستجلاب مظاهر الهيبة ومنعة الجانب واستعراض المواهب المتفوقة وكان الناس لا يزوجون بناتهم للذي لا يجرؤ على الغزو والحرمنة ولم يكن البدوي أو القروي ليرى في الغزو وكأنه مسألة سرقة منحطة !!
ويجوز الغزو في الليل أو النهار وقد يكون هدف الغازي أرض خصمه أو مواشيه وقد يكون الهدف الذود عن الديار ،،،
ولا يجوز للغزاة خطف النساء أو التعرض لهن أو مسهن بسوء وحتى إذا وجد الغزاة قطيع غنم مع فتاة بدوية فانهم يسمحون لها أن تأخذ من ذلك القطيع ما يملأ يدها ،،،
وفي مطلع التاريخ الإسلامي درج المسلمون على تسمية حملاتهم العسكرية والتي كانت بهدف نشر الدين الإسلامي أو النيل من المشركين بالإيقاع بهم أو نهب ممتلكاتهم بالغزوات فكانت هناك على سبيل المثال غزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الخندق ومن الطريف أن نلاحظ بأنهم ظلوا يسمون الحملات التي تتم خارج شبه جزيرة العرب بالغزوات وهكذا سموا الحملة العسكرية الموجهة ضد إمبراطورية الروم باسم غزوة مؤتة وقد حملت هذه الحملة اسم "غزوة "على الرغم من أنها كانت تضم (3000) مقاتل ،،،
ونلاحظ ذلك الخلط بين حملة وغزو فيما اثر عن أبي بكر الصديق من قوله " ما أمة تركت الغزو في سبيل الله الا ضربها لله بالذل " وما من شك بأن أبا بكر كان يقصد بالغزو " الحرب والجهاد " لكن خليفة رسول الله ظل يستعمل العبارة الحربية " الغزو " التي كانت تعني الحملة الموجهة للانتقام والكسب ،،،
وظل العرب يستعلمون لفظ غزوة في العصور الإسلامية التالية للتعبير عن الحرب المقدسة ضد الروم وسواهم وكذلك للتعبير عن غزو البدو بعضهم بعضا ،،،
وفي الحكاية الشعبية العربية تمجيد للغزو ومن تلك الحكايات التي تبين رسوخ عادة الغزو في نفوس البدو حكاية فرحان باشا الجد الأعلى لشيوخ "شمر الجربة" الحاليين، تقول الحكاية:-
أن فرحان باشا ذهب في أحد الأيام إلى قرية المشاهدة القريبة من مدينة الكاظمية من ضواحي بغداد –فرأى سكانها ضخام الأجسام فسألهم:
هل تغزون ؟
فقالوا: لا، إننا لا نستطيع أن نغزو ! ولم نتخذ الغزو صنعة ..!
فقال: اغزو من هم اضعف منكم ...!؟
وقد يقوم بعملية الغزو رجل واحد وفي هذه الحالة يسمى خيان بما يرادف حرامي ويقال فلان خان الشيء الفلاني بمعنى سرقه وجمع خائن هو خون بمعنى حرامية وتقول النساء فلانة تخون بيتها أي تبدد مال زوجها أو تسرقه أو تهديه للغير بدون معرفة زوجها ،،،
وإذا قام بعملية الغزو عدد من الأشخاص في حدود الأربعة سموا جيش وإذا كانوا أكثر من ذلك سموا غزو ..!!
عقيد الغزو:
يتزعم الغزو قائد يسمى "عقيد القوم " وربما جاء الاشتقاق من الفعل "عقد " أي ربط الراية على الرمح ويسمونه عقيد الراية أي الشخص الذي يعقد الراية على الرمح مناديا للغزو وقائدا له ،،،
ويمكن تشبيه ذلك برفع الراية على سيارة قائد الحملة في الجيوش المعاصرة ،،،
رد النقا:
جرت العادة أن يقدم العقيد إنذار للقوم الذين يستعرضون للغزو ويسمى هذا الإنذار برد النقا وقد يأتي هذا الإنذار عندما ينهب رجل من عشيرة ما ناقة فتطلب العشيرة التي فقدت ناقتها إعادة تلك الناقة وإذا رفضت العشيرة الأخيرة رد الناقة فان العشيرة الأولى تنذرها بالغزو وترد عليها النقا ،،،
ويوجه عقيد الغزو رجالا لاستكشاف مضارب الخصم ويسمى هؤلاء صبور ويكونون في العادة خمسة أو سبعة أو تسعة ،،،
ويوجه العقيد رجاله ويدير دفة الحرب ويوقف القتال وله تلقاء واجباته بعير يأخذه من كل من الفرقاء – أي مجموعات الغزاة التي تعمل بشكل انفرادي وتنهب من الخصم ما تستطيع نهبه وتهرب إلى حين اجتماع الجمع ثانية حيث يتم اقتسام الغنائم ..!!
يبقى موضوع آخر متعلق بالمغازي سيأتيكم خبرهـ لاحقا ً ان شاء الله
لكم التحيـــــــــة والسلام ...
..[/align]
المفضلات