مقدمة
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
بحت أصواتنا وجفت أقلامنا في الدعوة والكتابة عن هذا الموضوع، في سنة 72 أصدرنا «حرية الاعتقاد في الإسلام»، وفي سنة 85 أصدرنا «لست عليهم بمسيطر قضية الحرية في الإسلام» وفي سنة 94 أصدرنا «كلا ... كلا لفقهاء التقليد وكلا لأدعياء التنوير» وفي سنة 96 أصدرنا «خمسة معايير لمصداقية الحكم الإسلامي» الذي اعتبرنا فيه أن حرية الفكر هي أحد هذه المعايير وأخيرا خصصنا الرسالة الثانية من رسائل هذه المؤسة لموضوع «الإسلام والحرية والعلمانية».
مع هذا فإن المجتمع المصري لايزال في حاجة إلى كتابات أخرى فليس من السهل إزاحة التراكمات التي عمقت فكر التكفير والردة والتي يتمسك بها حتى أكثر الكتاب الإسلاميين تفتحا، وقد محا التحيز الذاتي لممثلي الدعوات الإسلامية كل موضوعية وأصبح من غير المقبول في نظرهم أن يترك ذوو الآراء المخالفة دون أن ينالهم بطش القانون وملاحقة الدولة.
وكيف يطيق هؤلاء ما نقوله اليوم، وهم يقرأون في كتبهم التي أسبغوا عليها القداسة أن حق الردة مقرر في كل المذاهب الإسلامية منذ ظهرت على رأس المتين حتى الآن، أي أكثر من ألف عام.
وعبثا نقول لهم أن هؤلاء الأعلام إنما كانوا ينطقون بروح عصرهم، وأن إجماعهم يدل على هذا، فلو كان أمر نظر وتفكير لوجد الاختلاف وقد أولوا الآيات القرآنية والأحاديث لكي تتجاوب مع روح عصرهم ودفاعا فيما رأوا عن الإسلام وصدا لغارة أعدائه الذين أرادوا الحيف عليه والنيل منه وزعزعة الإيمان به.
وفي هذه الرسالة سنثبت أن الإسلام يدعو إلى حرية الفكر والعقيدة إلى آخر مدى، وسيكون دليلنا على هذا نصوص القرآن الكريم، وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام وعمل الصحابة أما الفقهاء فليس لنا مهم كلام. وإنما ينظر الإنسان فيما قاله الفقهاء لو لم يكن هناك آيات صريحة، صادعة، متعددة عن حرية الفكر ولو لم يكن هناك سنة فعلية ثابتة عن ذلك، ولو لم يكن هناك ممارسة من الصحابة تثبت ذلك أيضا. أما وقد فصل القرآن، والرسول، والصحابة في الأمر، فاستقراء كلام الفقهاء، أو الاحتكام إليهم إنما يكون نوعا من شراء الذي هو أدنى بالذي هو خير وصورة جديدة مما أورده القرآن «وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفنا عليه آباءنا أو لو كان أباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون» [170البقرة ].
فإذا كانت القضية قضية ق، فالآن حصحص الحق، وإذا كانت قضية اتباع وتقليد فإلى الله نشتكي «إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا».
جمال البنا
القاهرة في رمضان 1418هـ يناير 1998م
شواهد حرية الفكر والعقيدة من القرآن الكريم :
تضمن القرآن الكريم عشرات الآيات التي تتحدث صراحة عن حرية الفكر والعقيدة، والإيمان والكفر.
ولا يتسع المجال لإدراج الآيات كلها، ولهذا فسنكتفي بإيراد بعض الآيات، وهي تدور حول الموضوعات الآتية:
(أ) أن الإيمان والكفر قضية شخصية لا تهم إلا صاحبها، بمعنى أنها ليست من قضايا النظام العام وبالتالي فا تدخل ولا إكراه عليها من أي جهة.
(ب) إن الرسل ليسوا إلا مبشرين ومبلغين وليس لهم سلطة لإكراه أو جبر.
(ج) أن الهداية إنما هي من الله وطبقا لمشيئته وأن الأنبياء أنفسهم لا يملكون وحدهم هداية الناس.
(د) إن الاختلاف والتعدد بين البشر مما أراده الله، ومما يفصل فيه يوم القيامة، وإن الإسلام يؤمن بالرسالات السابقة.
(هـ) إنه لا يوجد حد دنيوي على الردة.
وفيما يلي بعض هذه الآيات...
(أ) أن الإيمان والكفر قضية شخصية لا تدخل فيها
ولا إكراه عليها
- \"لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم\".
ـ 256 البقرة ـ
- \"قل يأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل\".
ـ 108 يونس ـ
- \"من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا\".
ـ 15 الإسراء ـ
- \"وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظلمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماءكالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً\".
ـ 29 الكهف ـ
- \"إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين (91) وأن اتلو القرءان فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين (92) وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون(93) \".
ـ 93 النمل ـ
- \"من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون\".
ـ 44 الروم ـ
- \"هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقت ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خساراً\".
ـ 39 فاطر ـ
- \"إنما أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل\".
ـ 41 الزمر ـ
(ب) إن الرسل ليسوا إلا مبشرين ومنذرين ومبلغين دون أي سلطة لإكراه أو جبر
- \"ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وماتكتمون\".
ـ 99 المائدة ـ
- \"قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون\".
ـ 188 الأراف ـ
- \"وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون\".
ـ 41 يونس ـ
- \"فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل\".
ـ 12 هود ـ
- \"وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب\".
ـ 40 الرعد ـ
- \"فاصدع بما تؤمر وأْرض عن المشركين\".
ـ 94 الحجرـ
- \"فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين\".
ـ 82النحل ـ
- \"وماأرسلناك إلا مبشرا ونذيرا (56) قل ما أسئلكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا (57) وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا\".
ـ 58 الفرقان ـ
- \"نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد\".
ـ 45ق ـ
- \"كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون (52) أتواصوا به بل هم قوم طاغون (53) فتول عنهم فما أنت بملوم (54) وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين\".
ـ 55 الذاريات ـ
- \"والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل\".
ـ 6 الشورى ـ
- \"أما من استغنى (5) فأنت له تصدى (6) وما عليك ألا يزكى\".
ـ 7 عبس ـ
- \"فذكر إنما أنت مذكر (21) لست عليهم بمصيطر\".
ـ 22 الغاشية ـ
(ج) أن الهداية إنما هي من الله، وطبقا لمشيئته
- \"ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء\".
ـ 272 البقرة ـ
- \"فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا\".
ـ 88 النساء ـ
- \"ولو شاء ربك لأمن من في الأر كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين (99) وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون\".
ـ 100-99 يونس ـ
- \"إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين\".
ـ 56 القصص ـ
- \"أفمن زين له سوء عمله فرءاه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليم حسرات إن الله عليم بما تصنعون\".
ـ 8 فاطر ـ
(د) أن الاختلاف في العقائد بين البشر مما أراده الله تعالى وما يفصل فيه يوم القيامة
- \"إن الذين آمنوا والذين هادوا النصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون\".
ـ 62 البقرة ـ
- \"وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون\".
ـ 113 البقرة ـ
- \"قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون (16) فإن آمنوا بمثل ما أمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكم الله وهو السميع العليم\".
ـ 137 البقرة ـ
- \"ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير\".
ـ 148 البقرة ـ
- \"قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون\".
ـ 84 آل عمران ـ
-\"ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين (118) إا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين\".
ـ 118-119 هود ـ
- \"اتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاوة إن الصلاوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون (45) ولا تجادلوا أهل الكتب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون\".
ـ 46 العنكبوت ـ
- \"قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون\".
ـ 46 الزمر ـ
- \"وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذالكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب\".
ـ 10 الشورى ـ
- \"قل يأيها الكفرون (1) لا أعبد ما تعبدون (2) ولا أنتم عابدون ما أعبد (3) ولا أنا عابد ما عبدتم (4) ولا أنتم عابدون ما أعبد (5) لكم دينكم ولي دين\".
ـ 6 الكافرون ـ
(هـ) انه لا يوجد حد دنيوي عن الردة
- \"أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل\".
ـ 108 البقرة ـ
- \"ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعالهم في الدنيا والأخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون\".
ـ 217 البقرة ـ
- \"إن الذين كفروا بعد إيمنهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون\".
ـ 90 ال عمران ـ
- \"إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا\".
ـ 137 النساء ـ
- \"يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشء والله واسع عليم\".
ـ 54 المائدة ـ
- \"يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن اغناه الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وان يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولى ولا نصير\".
ـ 74 التوبة ـ
- \"من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم\".
ـ 106 النحل ـ
- \"إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم\".
ـ 25 محمد ـ
لا أعتقد أن أي داعية للحرية الفكرية على اطلاقها يمكن أن يأتي بمثل ما جاء به القرآن وما تضمنته الآيات السابقة التي قررت ان الإيمان والكفر قضية شخصية وليست من قضايا (النظام العام) التي تتصدى لها الدولة، فمن آمن فإنه ينفع نفسه ومن كفر فإنه يجنى عليها والله تعالى غنى عن العالمين، وقررت ان الرسل وهم حملة الوحي وأولى الناس بقضية الإيمان والكفر ليس لهم من سلطة إلا التبليغ ولا يملكون وراء ذلك شيئا فالرسول ليس حفيظا، ولا وكيلا عن الناس ولكنه بشير ونذي ومذكر ومبلغ وأكدت أن الهداية من الله وأن الرسول ليس مكلفا بكفالة هذه الهداية لأحد وانه لا يملك ان هدي من يحب، وأن الاختلاف والتعددية كلها مما أراده الله ولو شاء لجعل الناس أمة واحدة، وذكر الردة مرارا، وتكرارا وبشكل صريح دون أن يفرض عقوبة دنيوية عليها، وأكد مرارا أنه هو الذي يفصل يوم القيامة فيما فيه يختلفون.
هل ترك القرآن شيئا لدعاة حرية الفكر والاعتقاد؟...! اللهم لا، وقد وصل إلى الغاية عندما حدد سلطة الرسل وهم أعلى الأفراد مسئولية في مجال العقيدة هذا التحديد الدقيق، وعندما صارح الرسول (ليس عليك هداه) وأنه ليس إلا بشيرا ونذيرا، مبلغا ومنكرا، وجابهه انه لا يملك أن يهدى من يحب، لأن الهداية بيد الله وحده، ووجهه لأن لا يبخع نفسه لمسارعة في الكفر ونبه الرسول في استفهام انكاري (افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟) (وما عليك الا يزكى..؟)
ونعلم ان الفقهاء والمفسرين قالوا ان هذه الآيات نسخت بآية السيف، وهذا سخف وقول يرفضه من لديه ذرة من عقل فإذا كانت قد نسخت فما فائدة الابقاء عليها في المصحف، وكيف يتلوها الناس وهي منسوخة؟ ان قضية النسخ كلها قضية ضالة مضٌلة وقد اثبتنا ذلك في كتابنا (الأصلان العظيمان: الكتا والسنة) الذي خصصنا فيه قرابة سبعين صفحة لتفنيد دعوى النسخ.
ويقول بعض الفقهاء أن آية لا اكره في الدين هي عموم يحكمه خصوص هو أن المقصود النصارى أو اليهود الذين يدفعون الجزية، فهؤلاء لا يجوز اكراههم على الإسلام، وهو افتيات على نص الآية الصريح ومضمونها، وروحها، واجتهاد فائق أوجده روح العصر وطبيعة الذين ينتسبون إلى المؤسسة الدينية ويحجرون واسعا.
ان من المرفوض تماما تطويع الآيات القرآنية لتعطي مفهوما بعيدا عن ظاهرها، أو التحايل على المعنى الصريح للوصول إلى معنى مخالف، أو حتى مناقض، فهذا كله تلاعب بكلامالله وتسخير له لما تهوى الأنفس، وما أشنع هذا (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) .
الفصل التالي الاسبوع القادم: شواهد حرية الفكر من سنة الرسول وعمله.
عن الطبعة المغربية لمؤلف الاستاذ جمال البنا: حرية الفكر والاعتقاد في الاسلام. الرباط 1998.
المفضلات