[align=center]الأمل .. الحلم .. الغد[/align]
[align=justify]فأنا تلك المعاقه .. الفتاة المعاقه حركياً وليس فكرياً منذ أن تعلمت اولى حروف هجائي .. منذ أن عرفت العلم وتعايشت مع بيئه محفوفه بالعلم وبلد زاخر بالمعرفه .. منذ أن تنفست الهواء لم اقلق على نفسي الأبواب ولم أدخل نفسي في دائره مغلقه صعب الخروج منها بل حاولت أن لاأجعل من إعاقتي ضعف بل إعاقتي هي التي استمد منها قوتي. بل حتى نظرات الناس لي لم اعرها اهتمام، ولم احزن لنظرات الإشفاق التي في عينهم بل كانت نظراتهم لي هي الدافع لي بإن أجعلهم ينظرون لي في يوم من الأيام النظرة الثانيه وهي نظرة الإعجاب والتأمل لما توصلت اليه تلك المعاقه وحاولت تحقيقه .. برغم كل مايحيط بي من صعوبات فأنا احاول التغلب عليها .. فمن تلك الصعوبات ايضاَ تعلمت حتى اكملت الثانويه وبتقدير جيد جداً فكنت في كل مرحله من مراحلي الدراسيه احلم وتزداد عندي آمالي ويكبر طموحي وكنت دائماً القول ان هذا الطموح لن يتحقق ولن ينشأ من فراغ بل بعد مثابره وجد وإراده وعمل ..
وحينما اكملت الثانويه تمنيت ان ادخل الجامعه الا ان الظروف باتت هي الأقوى هذه المره فوق كل احتمال فنعم نحن نفكر ونتمنى ولكن تجري الرياح بما لاشتهي السفن .. فرغم انني حصلت على النسبه التي تؤهلني للدخول الى الجامعه الا انه لم يكن بإستطاعتي دخولها خاصة لأن القسم الذي كنت احلم به وتخيلت نفسي به لم يتوفر في الكليه الموجوده هنا في الدمام وهو قسم خدمه اجتماعيه بل موجود في الرياض والأحساء وجده وحين فكرت في سكن الطالبات لأنني رغم إعاقتي قادره على الإعتماد على نفسي وقادره على القيام بحاجياتي ولكن وجدت انه غير مؤهل لنا نحن المعاقات على الاقل من حيث المدخل لأنه عباره عن سلالم فلذلك صعب الدخول والخروج منه يومياً على هذا الشكل .. لم اييئس بل بحثت عن مسار آخر اكمل منه مشواري فوجدت مركز الأمير سعود بن نايف لتأهيل الإناث ويوجد به قسم حاسب آلي وقتها لم اتردد في الدخول لهذا القسم لأن الكمبيوتر أصبح الآن هو كل شيء وكل شيء معتمد عليه وكما يقال الأمي ليس من لايعرف القراءة والكتابه بل الأمي من لايعرف الكمبيوتر ، وكانت دراستي فيه بتفوق وتقدير امتياز وكانت هناك فترة تدريب لمدة سنه وايضاً كانت نتيجة تدريبي موفقه وحتى المدرسه التي تدربت بها امتدحتني ووعدتني بالعمل لديها ولكن الكلام سهل والأفعال نادراً ماتطبق .. بعدها قمت بالبحث لي عن وظيفه رغم وعود المركز بالبحث لنا عن وظيفه الا انني لم ارى شيئَ ، بحثت عن الوظيفه التي كان هدفي الأول منها قبل الماده التي ايضاً هو اثبات وجودي في الحياة من خلال عطائي وعملي.. نعم عملي بل وجدي واجتهادي في عملي لم اقل انني معاقه غير قادره على العمل بل قادره على عمل أي شيء
قدمت ملفاتي لمستشفيات عده اهليه هناك من قال سنتصل ان شاء الله ولكن لم أسمع رنين الهاتف منهم ابداً منذأن قدمت الطلب .. وهناك مستشفى مشهور ومعروف لدينا في المنطقة الشرقية الذي طلب مني ان اتخلى عن شيء في ديني وهو كشف الوجه وعدم لبس الحجاب لِمَ ومالقصد من هذا الطلب ولِمَ هذا الطلب ونحن في بلد إسلامي من واجب المرأه ان تلتزم بحجابها ولكن اهو طلب تعجيز حتى ارفض العمل لديهم او ماذا وان كان هذا الطلب ليس مبرر لهم حتى لايتم قبولي فهل سأتخلى عن شيء من امر ربي واعصيه من اجل وظيفه ولو كنت بحاجة اليها واذا كان هناك من رضى بطلبهم فليست اصابع اليد واحده ولكن اقول لهم لم تستخدموا السلاح الناجح ..
لم اتوقف بحثت ايضاً في المستوصفات وكذلك نفس الرد سنتصل لطلبك وهو مجرد كلام يطير في الهواء .. وذهبت أيضاً لمكتب التوظيف النسائي وبرغم ان مدخله كان سلالم الا انني صعدت وحين سئلت الموظفه هناك قالت لايوجد لدينا تقديم وظائف وحين اتت أخرى وكنت واقفه وكان طلبها مثل طلبي فبلت بها واخذت ملفها فهذه كان لديها الفيتامين المتعارف عليه وهو فيتامين ( واو ) انا لااحسدها ولااشتكي من هذه الظاهره لأن هناك من قال واشتكى وتعب من الكلام لكن اقول ان تلك الموظفه لم تحس ولم ترحم فأنا حاولت وجئت للمكتب بعد طلوعي السلم بعكازيني ولم اجلس في منزلي وتاتي الي الوظيفه دون مجهود مني لكنها لم تبالي بل خدمت من هم ليس لهم حق الخدمه فأمثالهم كثيرون الذين تجدهم في مكان لم يكن لهم ولاجعل الا لمن هم كفء لهذا المكان .. ومن محاولاتي قدمت طلب لشركة آرامكو وبعد قبولهم لي وتوقيعي على الاوراق المطلوبه افاجأ قبل مباشرتي العمل باسبوع بان هناك من اوقف عملي ولكن اقول لمن قطع رزقي ان الله هو الرزاق وليس انت يامن علمت على اسمي بالاحمر .. وايضاً كان لي تقديم في المدارس الأهليه والحال نفس الحال ..
فأنا لاأعلم لماذا هذا الصد لماذا هذا الرد في وجه من هم يريدون النفع لمجتمعهم ولايريدون ان يكونو عبئاً ثقيلاً عليه ، فنحن المعاقين لم نمد ايدينا ولم نتسول في الشوارع وامام المساجد بل نريد ان نأخذ مانستحقه من مجهودنا ومن اعتمادنا على انفسنا فنحن لانريد ان يصبح مصير احلامنا كمن في صحراء ويركض ولكنه يطارد سراب .. بل نظرتنا نظره واضحه وجاده امام هذا الطموح الذي اتمنى ويتمنى غيري من المعاقين الوصول اليه ، والذي نرجو من الغير الإحساس به ..
فأنا لم أكتب الا بعد مواصله وبحث لمدة ثلاث سنوات باتت بالفشل من اصحاب المدارس والمستشفيات وكل من لديهم سلطه ومن هم رافضين عمل المعاق .. لماذا .. لماذا.. اليس للمعاق حق .. اليس من حقه ان يحلم .. اليس من حقه ان يتحقق حلمه .. اليس لنا عقل وتفكير مثل الغير كلما تحقق لنا طموح طمعنا في المزيد ونزداد من الطموح والنجاح ولن لن يكون هذا الا بفتح باب القبول لنا سواء في الوظائف وخاصةً الوظائف الحكوميه او المعاهد والكليات فنحن لم نطلب المستحيل لا .. ولم نطلب الكثير بل هي من حقوقنا .. فنحن لانريد ان نكون من المضيعين للأوقات دون نفع ونعيش في وقت فراغ شديد وممل وقاتل يحملنا على اليأس .. كتبت بعد طول محاوله وصبر وبعد ان سلكت الدرب الذي عزمت على المضيء فيه والذي أريد ان يتفرع له تفرعاً ينتج احلى الثمر.
وهأنا مازلت ابحث ومازلت اتعلم ولقد اكملت دراستي في الحاسب الالي وايضا اكتسبت دورة من المعهد اللذي درست فيه دورتين مجانيتين بسبب اجتهادي وهم دورة محاسبة بنوك ودورة سكرتاريه .. ولكن هل اجمع شهاداتي وابروزها واعلقها على الجدار كأي تحفة صامته .. الا يحق لتلك الشهادات ان تحكي وتتكلم عن صاحبتها وعن رحلتها في الجد والاجتهاد اللذي تطمح ان لاتتحطم سفينتها بسبب استطدامها بصخرات باليه معدومة الضمير ؟؟؟؟ [/align]
المفضلات