بسم الله الرحمن الرحيم
للفائدة هذا رد من االشيخ بسام العطاوي أستاذ الحديث وعلومه بكلية المعلمين على عمرو خالد وبعض الخرافات التي قالها عمرو خالد هنا هو موجود في كتابه عبادات المؤمن وهو أيضا عبارة عن شريط تستطيع التأكد عندما تستمع للشريط أو تقرأ كتابه
يقول عمرو خالد : يا جماعة ربنا بيقول ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) إنتو بتعرفو معناها إيه ( ليعبدون ) يعني عشان تحبوني .
فهل هذا معنى الآية ؟ ! . وهل هذا هو معنى العبادة ؟.
===============
يقول عمرو خالد : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : إني أصبت من امرأة قبلة , فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم يعني دار وشه ( وجهه ) عنه يعني ما هذه القذارة روح امشي ما تورنيش وشك .
هذا تحريف للنص , والحديث في الصحيحين وليس فيه ما ذكره فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له , فأنزلت عليه : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) - سورة هود : 114 - . قال الرجل : ألي هذه ؟ قال : " لمن عمل بها من أمتي " وفي بعض رواياته أنه لما اعترف له بذلك لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا , وفي بعض الروايات فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( راجع الجامع بين الصحيحين للشامي 1/ 358 ) .
وسمعته يقول في رمضان الماضي , وكانت إحدى الإذاعات تذيع له حديثا عصر كل يوم , وكنت أبحث عن إحدى المحطات في المذياع , فإذا بي أستمع إليه , وهو يتحدث عن سورة يوسف , فإذا به يقول :سورة يوسف كلها لم تتحدث إطلاقا عن يوسف كنبي , وإنما تحدثت عنه كتجربة إنسانية , وإنما تحدث عنه القرآن كنبي في سورة غافر .
يعني أن يوسف عليه السلام لم يذكر بصفته نبيا في سورة يوسف وإنما ذكر بصفته نبيا في سورة غافر يعني في قوله تعالى : ( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب ) وقوله بأن سورة يوسف تتحدث عن قصة يوسف كتجربة إنسانية وليس على أنه نبي لا شك أنه باطل ظاهر البطلان لكل من قرأ السورة الكريمة وتأملها . ويظهر لي أن الذي حمله على أن يقول ذلك هو أنه لا يفهم من النبوة والرسالة إلا ما يتعلق بالدعوة إلى ترك الشرك والدخول في التوحيد وما يتعلق بالاعتقاد , ورأى أن ما في قصة يوسف مواقف أخلاقية لا علاقة لها بموضوع النبوة فهي في نظره تجربة إنسانية وليس على أنه نبي لا شك أنه باطل ظاهر البطلان لكل من قرأ السورة الكريمة وتأملها . ويظهر لي أن الذي حمله على أن يقول ذلك هو أنه لا يفهم من النبوة والرسالة إلا ما يتعلق بالدعوة إلى ترك الشرك والدخول في التوحيد وما يتعلق بالاعتقاد , ورأى أن ما في قصة يوسف مواقف أخلاقية لا علاقة لها بموضوع النبوة فهي في نظره تجربة إنسانية .
لا شك أن التوحيد أعظم ما دعت إليه الرسل لكن دعوة الرسل أعم من ذلك , ولا سيما ما بعث به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد شمل كل ما فيه صلاح العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم من العقائد الصحيحة , والأعمال القويمة , والأخلاق الفاضلة , والآداب العالية . ( انظر عقيدة أهل السنة والجماعة لابن عثيمين ص 7 ) . فهي تشمل جوانب الحياة كلها , ولهذا جاء في الحديث " إنما بعثت لأمم صالح الأخلاق " رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد , وهو حديث صحيح , وفي بعض ألفاضه ( مكارم الأخلاق ) . وقد قال تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) - سورة الأحزاب : 21 -. وقد ذكر العلماء الذين فرقوا بين النبي والرسول بأن النبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه أن فائدة ذلك إحياء الشرع بمعنى أن من رآه اقتدى به واتبعه دون أن يلزم بإبلاغه . ( انظر مجموع فتاوي ابن عثيمين 1 / 314 ) والحاصل أن كل ما في هذه السورة الكريمة من مواقف يوسف عليه السلام هي مواقف نبي كريم ورسول مخلص لازمه حفظ الله لأوليائه وعصمته لأنبيائه من أول أمره إلى آخره , وهي مواقف نبي يتأسى بها ويقتدي بها كما قال تعالى (( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) -سورة الأنعام : 90 - إلا ما نسخ من شرائع الأنبياء السابقين فإننا لا نعمل به , وإنما نعمل بما نسخه من شريعتنا .
ولهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوسف مع إبراهيم ولوط في حديث واحد , وأثنى على صبر يوسف عليه السلام المذكور في هذه السورة فقال : " نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال (( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) , ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد , ولو لبثت في السجن طول لبث يوسف لأجبت الداعي )) - متفق عليه - . قال النووي : هو ثناء على يوسف عليه الصلاة والسلام وبيان لصبره وتأنيه . والمراد بالداعي رسول الملك الذي أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قال (( ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن )) فلم يخرج يوسف مبادرا إلى الراحة ومفارقة السجن الطويل , بل تثبت وتوقر وراسل الملك في كشف أمره الذي سجن بسببه ولتظهر براءته عند الملك وغيره , ويلقاه مع اعتقاده براءته مما نسب إليه , ولا خجل من يوسف وغيره , وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه ما قاله تواضعا و إيثارا للإبلاغ في بيان كمال فضيلة يوسف . ( شرح النووي على مسلم ص 189 طبعة بيت الأفكار الدولية ) ولم يزل العلماء يستدلون على بطلان بعض الإسرائيليات المنقولة في تفسير هذه السورة بأن ما فيها لا يليق بنبي فيستدلون بذلك على بطلانها . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وهو سبحانه وله الحمد لم يذكر عن نبي من الأنبياء ذنبا إلا ذكر معه توبته لينزهه عن النقص والعيب , ويبين أنه ارتفعت منزلته وعظمت درجته , وعظمت حسناته وقربه إليه بما أنعم الله عليه من التوبة والاستغفار والأعمال الصالحة التي فعلها بعد ذلك , وليكون ذلك أسوة لمن يتبع الأنبياء و يقتدي بهم إلى يوم القيامة . و لهذا لما لم يذكر عن يوسف توبة في قصة امرأة العزيز دل على أن يوسف لم يذنب أصلا في تلك القصة , كما يذكر من يذكر أشياء نزهه الله منها بقوله تعالى : (( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )) ( منهاج السنة 2 / 411 ) . ولما دعا عمر رضي الله عنه أبا هريرة ليوليه أبى , فقال له : تكره العمل , وقد طلب العمل من كان خيرا منك يوسف عليه السلام ! . فقال أبو هريرة : يوسف نبي ابن نبي ابن نبي , وأنا أبو هريرة بن أميمة .( سير أعلام النبلاء 2 / 612 ) . يشير عمر إلى قول يوسف للملك في هذه السورة ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) , فاحتج أبو هريرة بأن يوسف نبي فهو أهل لذلك المنصب ولا يخشى عليه فهو معصوم ولم يقل إن ذلك تجربة إنسانية لا علاقة لها بالنبوة . مع أننا لا نسلم أنه ليس في السورة دعوة إلى التوحيد كما توهم عمرو خالد , وحسبك دعوة يوسف لصاحبي السجن , وقوله ( يا صاحبي السجن أأربابٌ متفرقون خير أم الله الواحد القهار * ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم و آباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان , إن الحكم إلا لله , أمر ألا تعبدوا إلا أياه , ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) . وفي السورة مواضع متعددة تشير بوضوح إلى نبوته عليه الصلاة والسلام . فقد قال تعالى في أولها ( وكذلك يجتبيك ربك ) قال ابن عباس رضي الله عنهما يصطفيك بالنبوة . ( ويعلمك من تأويل الأحاديث , ويتم نعمته عليك ) قال ابن عباس : بالنبوة . ( كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم ) أي هو أعلم حيث يجعل رسالته . ( انظر زاد المسير 4 / 183 وتفسير ابن كثير طبعة السلامة 4 / 371) . وقال تعالى ( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما ) قال ابن كثير : يعني النبوة .قال تعالى : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) قال ابن كثير : أي المجتبين المطهرين المختارين المصطفين الأخيار صلوات الله و سلامه عليه - 4 / 382 -. وقال تعالى ( قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله ) قال الحسن : لا يأتيكما طعام ترزقانه في اليقظة إلا أخبرتكما به قبل أن يصل إليكما , لأنه يخبر بما غاب كعيسى عليه السلام . قال ابن عباس : فقالا له : وكيف تعلم ذلك ولست بساحر ولا عراف ولا صاحب نجوم فقال : ( ذلكما مما علمني ربي ) . ( ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ) قال ابن عباس : يريد أن الله عصمنا من الشرك ( ذلك من فضل الله علينا ) قال ابن عباس : أن جعلنا أنبياء ( وعلى الناس ) أن بعثنا إليهم . - زاد المسير 4 / 224 - . وقال تعالى : ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا ) بالنبوة والنجاة ( من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ) يعني المؤمنين . - انظر زاد المسير 4 / 245 - ( و لأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون ) . قال ابن كثير : يخبر تعالى أن ما ادخره الله لنبيه يوسف عليه السلام في الدار الآخرة أعظم وأكثر وأجل مما خوله من التصرف والنفوذ في الدنيا كما قال تعالى في حق سليمان عليه السلام (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب *وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب). ولا أريد أن أسترسل في ذكر ما سمعته منه من أخطاء غريبة تدل بوضوح على أنه يتكلم في دين الله بغير علم حتى لا يطول الجواب . فأنتقل إلى ذكر بعض أخطائه العجيبة التي وجدتها في كتبه فقد أخرج عددا من الكتب وهي في الأصل دروس ومحاضرات كان قد ألقاها , فأخرجها في كتب , ويبدو لي أنه دفعها إلى من يراجعها قبل طبعها , وهذه الكتب مليئة بالأخطاء العلمية , و سأكتفي بذكر بعضها من كتابه عبادات المؤمن والذي كان ولا يزال مجموعة أشرطة تباع في كثير من التسجيلات , و تجد إقبالا من الناس .
_______________________________
قال عمرو خالد في صفحة 71 : ولهذا يقول يقول الله سبحانه في الحديث القدسي : كنت كنزا مخبوءا فخلقت الخلق لأعرف .
أقول : هذا موضوع مكذوب . ذكره علي القاري في كتابه المصنوع في معرفة الحديث الموضوع صفحة 141 , وقال نص الحفاظ كابن تيمية والزركشي والسخاوي على أنه لا أصل له . وذكر الآلوسي في روح المعاني أن من يرويه من الصوفية معترف بعدم ثبوته نقلا , لكن يقول إنه ثابت كشفا وقد نص على هذا ابن عربي ( الصوفي الضال ) في الفتوحات . قال والتصحيح الكشفي شِنشِنة لهم يعني أنه عادة لهم .وذكر صاحب كشف الخفاء في 2 / 132 هذا الحديث وقال : قال ابن تيمية : ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف وتبعه الزركشي والحافظ ابن حجر والسيوطي وغيرهم ... وهو واقع كثيرا في كلام الصوفية واعتمدوه وبنوا عليه أصولا لهم .
==========================
قال عمرو خالد صفحة 119 تحت عنوان ما يجب عند النزول إلى المدينة : والكلام على المدينة يعني زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ويجب إخلاص النية منذ الخروج من المنزل أنك تريد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم , فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( من جاءني زائرا لا يهمه إلا زيارتي كان حقا على الله سبحانه وتعالى أن أكون له شفيعا يوم القيامة )) . وفي لقائك مع النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن تجعل هذا اللقاء حقيقيا بمعنى أنك لست ذاهبا إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم , وإنما ذاهب للقاء النبي صلى الله عليه وسلم شخصيا .
أقول : هذا كلام فيه عدة أخطاء , فقد نص العلماء على أنه لا يسافر إلى المدينة بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ذلك شد رحل , وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى )) متفق عليه . ولهذا جاء في فتاوي اللجنة الدائمة " 11 / 362 363 " أنه يحرم شد الرحال إلى زيارة القبور مطلقا , وأنه لا يجوز السفر إلى المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم . لكن من كان بالمدينة من أهلها أو ممن قدم إليها لزيارة المسجد النبوي أو لحاجة من تجارة أو طلب علم فيسن له زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم . وأما الحديث الذي ذكره فهو حديث رواه الطبراني في المعجم الكبير 12 / 291 بلفظ : " من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة " . وهو حديث ضعيف جدا , وقال ابن عبد الهادي في الصارم المنكي صفحة 69 : ضعيف الإسناد منكر المتن , لا يصلح الاحتجاج به , ولا الاعتماد على مثله . وأما قوله : بأن الزائر يجعل اللقاء حقيقيا فكلام باطل مخالف للعقل والنقل والواقع , فالزائر لا يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم شخصيا , فهو مدفون في قبره , والحي لا يلتقي بمن في القبور لقاء حقيقيا ولا شخصيا , وإنما يسلم عليهم ويدعو لهم كما ورد في السنة . ولكن الذي ذكره عمرو خالد شيء من خرافات ضلال الصوفية .
========================
الشيخ الدكتور بسام بن عبدالله العطاوي
المفضلات