[frame="2 80"]أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيت بعينيه براءة الأطفال وشعرت من
نظراته الحائرة أنه يخفي في قلبه سرًّا
وأمراً عظيماً أصبحت أراقبه كل يوم اقتربت منه وأخذت أتحدّث معه ولكن
صوته كان خافتاً لم يكن كبقية الأطفال
مرحاً بل كان هادئاً ينشد الراحة والدعة
اقتربت منه أكثر وأكثر وقلبي يعصره
الأسى عندها أيقنت تمام اليقين بأن هذا
الطفل البريء يفتفد الدفء وعطف وحنان
أمه وهيهات لمثلي إعادة ذاك العطف
والحنان بعدها أخذت أرمق عينيه فكتبت
على لساته هذه الرسا لة :
أبتهاه: أكتب لك هذه الرسالة وعيني تغرغر
بالدموع أسطِّر كلماتي هذه من قلب
مكلوم ليلي حلوك وأرّقتني الظنون
والشكوك حبرها دمي ونبضها ألمي
كتبتها من قلب يحبك أتمنى أن تتغلغل
في وتين وحدق قلبك
أبي العزيز: كم أتمنى أن تعود تلك
السعادة والطمأنينة إلى بيتنا كم أتمنى
أن أكون مثل أقراني يلعبون ويمرحون
أنت لم تقصّر في حقّي وفّرت مأكلي
ومشربي وشقيت من أجلي أشعلت
قنديلك وسهرت ليلك وبحثت عن سعادتي
وراحتي ولكن أبي العزيز أقولها وبكل
صدق وشفافية أنا أحتاج إلى عطف أمي
أحتاج إلى هدأة وارتماء في حضنها
صدقني أبتي غرفتي موحشة أسهر
الليل كله تعصف بي أفكاري وحيرتي
وأملي تقتله خيبتي أذهب إلى المدرسة
منهمكا السهد أرقني والضيم أحرقني
حاولت مراراً وتكراراً اللعب مع
أصدقائي ولكني لم أستطع فخيال أمي
يلاحقني وطيفها يلازمني أنظر إلى
أقراني وأغبطهم
أبتي : الخادمة لن تعيد ذاك الدفء
والحنان لن أجد بها ما يغني عن أمي
الحنون ينقصني العطف والحنان
والبسمة واليد الحانية
والدي العزيز: أعد أمي إلى البيت كي
تعود السعادة أعدها كي أستظل وأتفيّأ
بظل تلك الدوحة الوارفة أعدها
لأقطف زهرة الأمل أعدها كي أمرح
وألعب وأحلّق كالفراشة وهذه قبلة
على رأسك وثانية على خشمك وثالثة
على يدك أعد أمي إلى البيت أعدها
أعدها.... أعدها.... أعدها .
الموقّع أدناه
ابنك وفلذة كبدك[/frame]
المفضلات