[align=center]المحتويات
مقدمة
الباب الأول : تعريف الإعاقة
الباب الثاني : أسباب الإعاقة ( الحركية والسمعية والبصرية والذهنية )
الباب الثالث : الأسباب النفسية والفسيولوجية المؤدية للإعاقة
الباب الرابع: آخر ما توصل إليه العلم الحديث
الباب الخامس : الوراثة وأثرها في الإعاقة
الباب السادس: بعض الأمراض المتصلة بالإعاقة
الباب السابع : طرق التغذية والوقاية من الإعاقة
الباب الثامن : ما تقدمه حكومة السلطنة للمعاقين
الباب التاسع : جمعية الأطفال المعاقين
الباب العاشر : الخدمات الصحية
الملاحق : ملحق "1" لقاء مع عقيد
ملحق"2" جدول بياني لنسب الحوادث
ملحق"3" لقاء مع طبيب
ملحق"4" لقاء مع معاقين
خاتمة:
*إحصائية
*مناقشة وتحليل
*توصيات ومقترحات
مـــقـــــدمـــــة
إن تاريخ العلوم حافل بالتفسيرات التفصيلية في فراسة الدماغ phrenology وكذلك مليء بالتفسيرات العديدة والتي هي عبارة عن دراسة شكل الجمجمة بوصفه مظهرا دالا على الشخصية والملكات العقلية.
فالدماغ الذي يفتقد القدرة على التمييز يرى كل شيء ضبابيا وغير واضح إلى جانب أنه يفتقد القدرة على التصرف السليم في المواقف المتعددة....
هذا بعض مما يتعرض له الشخص المعاق إعاقة ذهنية أما الآخرون فهناك الكثير مما يعانون منه مما يؤثر سلبا في تفاعلهم وتأثيرهم وتأثرهم بهذا المجتمع الذي يعيشون فيه ويشعرون بالإنتماء إليه. ومن هذاالمنطلق كان هذا البحث الذي درس شيئا مما تقدمه الحكومة للمعقين بعجالة إلى جانب ذكر أسباب الإعاقة المختلفة كما تم التفصيل في جانب آخر هو كيف تساعد المعاقين؟ وكيف نستطيع أن نتجنب الإعاقة ونتحاشاهافي المستقبل؟
ولقد إختص البحث فقط برسالتين من الرسائل الأربع المذكورة وذلك لكثرة تشعب الموضوعات وتفرع العناوين العديدة منها. لذلك كانت هناك فقط هاتين الرسالتين واللتان شملتا في مضمونهما أهم أسباب الإعاقة وشرح كل جزيئة من جزئيات الموضوع بتفصيل واسع شامل وبصورة بعيدة عن الإيجاز والتكرار الممل هذا إلى جانب أن البحث قد تناول مواضيع أخرى جديدة ربما لم يسبق أن طرحت على الساحة في هذا المجال وذلك لأن عامل الوقت لم يسمح لها بالظهور إلا في السنوات الأخيرة من العقد الماضي كمثل مشكلة التوحد والانعزالية المنتشرة كثيرا في مجتمعاتنا العربية بشكل عام مثلا وتأثيرها المباشر وغير المباشر في الإعاقة .
كما تم تناول مواضيع أخرى وإن كانت بعيدة كل البعد عن الإعاقة من وجهة نظر الشخص العادي ولكن المتأمل فيها يجد الإرتباط الوثيق بينها وبين ما أختص به البحث من البحث عن أسباب الإعاقة ومناقشتها كالظواهر الطبيعية من خسوف وكسوف وآثار البيئة الخارجية وما تحويه من عناصر طبيعية كالحيوان والنبات وربما الإنسان ذاته إذا ما حاول أن يضر نفسه أو غيره من باقي أفراد مجتمعه كذلك كان ضمن هذه الأسباب أسباب عديدة ربما كانت معلومة من قبل الجميع كالحوادث والحرائق ولكن لكثرة ما قيل عنها في هذا المجال فقد أكتفيت بمجرد التنويه إليها......
وفي النهاية تم طرح الحلول المناسبة ومناقشتها والتعريف بطرائق جديدة ربما تؤدي للإعاقة عن طريق بعض الأمراض التي لها علاقة وتأثير وتأثر مباشرا وغير مباشر أو بمعنى آخر دراسة لذات ولمكمون الإعاقة بأسلوب علمي جيد قابل للطرح ومن ثم محاولة إيجاد وأستنتاج طرائق ممكنة لتجنب كل ما من حقه أن يؤدي او يوصل بالنهاية الى الاعاقة..والله الموفق....
الباب الأول (( تعريف الإعاقة ))
الإعاقة شذوذ في الطبيعة كان من الممكن معالجته في المرحلة الجنينية وقبلها وقد أتاحت الهندسة الوراثية فرصة تلافي هذا الشذوذ بالتدخل قبل العمل والنمو الجيني أو هي كل قصور جسمي أو نفسي أو عقلي أو خلقي يمثل عقبة في سبيل قيام الفرد بواجبه في المجتمع ويجعله قاصرا عن الأفراد أو الأسوياء من بني جنسه الذين يتمتعون بسلامة الأعضاء وصحة وظائفها ولا يعد الانسان شاذا لأنه فقد عضوا أو أصيب بعاهة بدنية أو نفسية وإنما لأن سلوكه تأثر لهذا العيب الخلقي وأصبح سلوكا منحرفا عن السواء بمعنى أنه حاول أن يتوافق مع عاهته فاصطنع توافقا شاذا من شعوره بالنقص وعدم الإتزان وبعده عن السلوك الغالب على المجتمع والتوافق الشاذ هو الذي يكون بين طرفي الإعتدال بدون إفراط أو تفريط والسلوك المعتدل السائد هو الذي يرضى عنه المجتمع من جملته ويتسم بالإيجابية والسلاسة وعدم التناقض وتقدير ظروف الآخرين ولذلك يحتاج الفرد في هذه الحالة إلى إعادة توافقه مع المجتمع أي معرفة ما يطلبه المجتمع منه وما يقدر عليه بطريقة سليمة.
أما الإعاقة العقلية فهي تأخر أو تباطؤ في التطور العقلي بمعنى آخر هو إنخفاض ملحوظ في مستوى القدرات العقلية وعجز واضح في السلوك التكيفي والمعاقون عقليا هم أناس أقل ذكاء من بقية الناس ، والمعاق عقليا هو الشخص الذي تأخر أو تباطأ تعلمه وتطوره وتطوره لسبب أو لآخر ، وعليه فالإعاقة العقلية هي تأخر أو تباطؤ في التطور العقلي وللكشف عن الطفل المتخلف عقليا نجد أن ذلك الطفل يتأخر في جميع نواحي تطوره (( كالتحكم بالحركة والكلام وفهم اللغة والتعرف على الصور...إلخ، كما نجد أن بعض الأطفال يتأخرون في ناحية واحدة أو ناحيتين من تطورهم وقد تكون الإعاقة العقلية لها إرتباط بإحدى الصعوبات النوعية في التعلم بحيث يتأخر جزء من التطور العقلي ولكن هذا الجزء يؤثر على تطور المهارات الأخرى التي تعتمد عليه وتلخيصا لما ذكر فالإعاقة العقلية والتخلف العقلي هو:
إنخفاض ملحوظ في مستوى الأداء العقلي مع عجز في مستوى الأداء التكيفي ويظهر ذلك في مرحلة النمو فيما يؤثر سلبيا على الأداء التربوي للفرد ، ويصنف التخلف العقلي حسب نسبة الذكاء إلى:
1) التخلف العقلي البسيط ( 55%-69%)
2) التخلف العقلي المتوسط (40%-45%)
3) التخلف العقلي الشديد جدا (أقل من 24%)
بينما الإعاقة السمعية هي:
فقدان كلي أو جزئي لحاسة السمع وذلك الفقدان يؤثر بشكل ملحوظ على قدرة الطفل أو الشاب أو الرجل على إستخدام حاسة السمع للتواصل مع الآخرين وللتعلم من خلال الأساليب التربوية العادية والإعاقة السمعية مصطلح يرمز إلى فقدان سمعي يبلغ درجة من الشدة تحتم التربية الخاصة وتشمل الإعاقة السمعية كلا من الصمم والضعف السمعي فالشخص الأصم هو الشخص الذي يعاني من ضعف سمعي شديد جدا ( أكثر من 90 ديسيبل ) أي أنه لا يستطيع إكتساب المعلومات اللغوية عن طريق حاسة السمع باستخدام أو بدون استخدام المعينات السمعية . أما الشخص الذي يعاني من الضعف السمعي فذلك يتراوح بين (26-98 ديسيبل) وذلك بالطبع ؤثر على أدائه سلبا ويمكن تصنيف الإعاقة السمعية إلى:
1) إعاقة سمعية توصيلية.
2) إعاقة سمعية حسية عصبية.
3) إعاقة سمعية مركزية.
إن الذهان هو أشد الإضطرابات العقلية خطورة وينقسم إلى قسمين:
أولا: ذهان عضوي:
وينشأ عن إصابات معينة في الجهاز العصبي تنتج عنها إضطرابات في الوظائف النفسية مثل : الصرع، تصلب الشرايين في المخ، وكذلك الشيخوخة والضعف العقلي الذي قد يكون وراثيا أو نتيجة إصابة في المخ.
ثانيا: ذهان وظيفي:
لا تعرف له أسباب عضوية مثل : إضطرابات التفكير التي فيها إنفصام الشخصية والبرانويا واضطرابات الوجدان التي منها الإكتئاب وسواد الشيخوخة والهوس والجنون الدوري.
وتختلف الإعاقة بأنواعها اختلاف موقعها من شخصية الفرد ومدى شدتها ومرحلة حدوثها بحيث يمكن القول بأنه لا يوجد عضو من أعضاء الجسم البشري العضوية أو الوظائف النفسية لم يتعرض لإعاقة في تاريخ الجنس البشري بدرجة من درجات القور ففي جميع العصور وجدت حالات من الإعاقة مزمنة أو طارئة حلت بكافة أعضاء الجسم ووظائفها. وكما أنه لا يتماثل إثنان من الأفراد العاديين تماما في سماتهم الشخصية والعضوية والنفسية كذلك يختلف المعاقون من ناحية وجه الإعاقة وشدتها وفترة ظهورها من المرحلة الجنينية إلى آخر العمر في الحياة لذلك فإن ضروب الإعاقة كثيرة يمكن إجمالها فيما يأتي : أولا : إعاقة الحس ( في الجلد مثل الرتيكاريا والأكزيما والبهاق والجرب وانعدام المادة الملونة للجلد والشعر)، وإعاقات في الجهاز البصري مثل الضعف والحول والإستجماتزم والكتاركتا والجلوكرما وإعاقات الجهاز السمعي والشلل والكلام والدم والعظام.
الباب الثاني
(( أسباب الإعاقة:الحركيةوالسمعية والبصرية والذهنية))
هناك عدة أسباب للإصابة بالإعاقة فبعض الأطفال يولدون وهم يعنون من إعاقات بينما يصاب الآخرون من جراء تعرضهم للحمى الشديدة والمرض كما تسبب الحوادث إصابة البعض بإعاقات وهناك بالتحديد توجد خمسة أسباب رئيسية للإصابة بالإعاقة تنحدر منها أسباب أخرى فرعية وهذه الأسباب الخمسة تتركز في خمس نقاط:
1) الوراثة: حيث يولد الطفل معاقا كفقده لبعض الحواس أو ظمور بعض الأعضاء عنده.
2) سوء التغذية: حيث إمكانية إصابة الطفل بالإعاقة تصبح كثيرة إذا ما تعرض لنقص شديد في ما يتناوله يوميا من أطعمة.
3) الحوادث: والمقصود بها جميع الحوادث بصورة عامة بدءاً بالمنزل وبالاخص المطبخ والمدرسة والشارع وكذلك الحرائق.
4) الأمراض: وهناك العديد من الأمراض التي تؤدي مضاعفاتها إلى الإصابة بالإعاقة كالشلل والسعال الديكي والحصبة والتيتانوس.
5) اما السبب الخامس والأخير فقد ضم موضوعا جديدا هو التكنولوجيا وما توصل إليه العلم الحديث وأخطار هذه التكنولوجيا على الفرد والمجتمع من حيث صلتها وتأثيرها المباشر في موضوع البحث "الإعاقة".
فالإنشطار النووي مأساة تشيرنوبيل وهيروشيما وناجازاكي كلها حوادث من صنع الإنسان دمرت الفطرة ونشرت الفزع وخلقت أجيال متخلفة مشوهة ومعاقة..تلك كانت قضية أخرى كانت سببا من أسباب الإعاقة إلى جانب بعض الظواهرالطبيعية كالخسوف والكسوف التي تؤدي للإصابة بالعمى نظرا للأشعة الكهرومغناطيسية الفوق بنفسجية التي تنبعث منها فتتلقاه قزحية العين إذا ما نظر الإنسان إليها بعينه المجردة مما يؤدي إلى إصابتها فتحدث الإعاقة، كذلك الحرارة والنار تؤدي إلى الإعاقة بالإضافة ظواهر طبيعية أخرى وفيزيائية كالأصوات العالية والضوضاء والضجيج التي تؤدي إلىالصمم إذاما تعرض لها الشخص مرات عديدة وكثيرة هذا إلى جانب المواد الكيميائية كالوقود والبترول التي تؤدي إلى الحوادث ومن ثم الإعاقة إلى جانب المواد العضوية الأخرى هناك الأشعة السينية تؤدي إذا ما تعرضت لها الحامل لإصابة جنينها بتشوهات خلقية حادة بسبب الموجات الكهرومغناطيسية التي تنبعث من الهواتف النقالة والتي تؤدي أيضا إلى إصابة الجنين بتشوهات خلقية وإعاقات عديدة.
الباب الثالث
((الأسباب النفسية والفسيولوجية المؤدية للإعاقة))
أولا : الأسباب النفسية:
بالإضافة الأسباب السالفة الذكر للإعاقة فهناك الأسباب او الامراض النفسية العديدة وتأثير البيئة المحيطة مما يؤدي إلى إقبال الأفراد على غيذاء انفسهم وبالتالي يصابون بالإعاقة ... كذلك هناك الأنماط الحياتية والبيئية فالشخص الذي يسكن أو يقيم في الأماكن التي تكثر فيها الضوضاء وتعلو فيها نسبة الأصوات العاليةوحركة السير كالمدن والمطارات معرضة للإصابة بالإعاقة أكثر من غيرها من المناطق (إعاقة سمعية) كذلك العوامل الإجتماعية التي تكثر في بيئات معينة نتيجة لتردي الاوضاع المعيشية والصحية للسكان
وإنطلاقا من أن العلم لا يبلغ الحقيقة إلا من خلال الحوار الصريح الصادق كان هناك حوار في الملاحق إختص بالنقاش في هذا الجانب...
إن المعيشة للواقع والإنفعال به والهموم الحياتية للمواطن العربي والحل ماذا؟
إن السكان بحاجة ماسة إلى التثقيف في مشاكلهم النفسية ودور عالم النفس يبرز في خدمة الإنسان لتحقيق النمو المتكامل والإتزان النفسي الصحيح ولذلك لا بد من توفر الثقافة النفسية العميقة والتجارب وحب الإنسان والقدرة على النفاذ إلى أعماق الآخرين من أجل تخليصهم مما هم فيه وكبت الرغبة في أنفسهم نحو الإنتحار ومحاولة تبديدها لينجو المجتمع من كثرة الحوادث ومن الإعاقات الناشئة عنها.
إن الجنون كدرجة عليا من درجات الفوضى في التفكير والعبقرية كدرجة عليا من درجات التنظيم العقلي والهروب من التشوش هما حدا الإعاقة واللتي بينهما تتمحور الذات فالامراض المعدية وسوء التغذية والتحصينات والتغذية السليمة ومتابعة النمو والفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج لتفادي أمراض الإضطرابات الوراثية مهم جدا بل وضروري حتما في تجنب الإصابة بالإعاقة
في عصرنا هذا الذي يطلق عليه العلماء إسم عصر القلق تزدحم أجسادنا بالإنفعالات بأكثر مما تزدحم به شوارعنا من مركبات وهنا وجه الخطورة حيث أن الجسد البشري على الرغم من كمال صنعه وخلقه ليس مجرد آله صماء بل هو خضم من الأحاسيس ومن الأجهزة والأعصاب والخلايا التي تتفاعل مع تلك الأحاسيس وتشعر معها بالتعب والإرهاق بل والسأم أيضا...
فالجسم يستجيب لمشاعرنا العنيفة كالفرح والكره والغيظ والعنف وغيرها، إستجابات مخيفة فتنشط الغدة فوق الكلوية وتفرز مادة الأدرينالين والتي ترفع ضغط الدم وسرعة النبظ وتزيد من إستجابة الإنسان للمؤثرات الخارجية فيصير عصبيا شديد التوتر وتثير البنكرياس ومركز التنفس وكل أجزاء الجسم تقريبا ومع الإدرينالين يصاب المرء بعسر الهضم والشعور المستمر بالضيق والإنهاك مع صعوبة التنفس والصداع وارتفاع نسبة السكر في الدم،و....إلخ، وتأتي فيما بعد الإعاقة البصرية لتمثل النهاية في سلسلة كل هذه الأمراض نتيجة الإرتفاع في ضغط الدم (كما سيظهر لاحقا في باب بعض الأمراض المتصلة بالإعاقة ومن هذا ينتج أثر وتأثير العوامل النفسية في الإصابة بالإعاقة...
إن النشاط النفسي = دالة ( الوراثةxالبيئة ) فشخصية الفرد ليست نتاج نفسه فحسب ولا نتاج البيئة فحسب وإنما نتاج تفاعلهما الوظيفي المستمر. والجدير بالذكر أن الإعاقة ليست نوعا واحدا كما يظنه البعض أو ناتجه عن فقد الحواس أو شلها عن الحركة فقط فقد ظهر هناك إعاقات أخرى رغم وجود جميع الحواس الإنسانية وتوافرها في ذات الشخص المعاق بالمعنى الآخر ولعل السطور التالية تبين ذلك وتزيل الغموض مما صعب فهمه من ذلك....
فلقد بينت الدراسات الأنثروبيولوجية Anthropological studies التي أجريت على ما يعرف بالأطفال المتوحشين الذين وجدوا وسط الحيوانات في بعض الغابات. وتبين أن في هذه الحالات لم تتضح في هذه الكائنات الحية حتى الخصائص الوراثية المميزة للنوع الإنساني.. كالكلام واللغة والحركة المنسقة وإنما الذي حدث هو إنحراف أو إعاقة للإمكانات الكامنة والإستعدادات الطبيعية حتى أن هؤلاء الأطفال صاروا يستجيبون بالقفز وبأصوات كالحيوانات وطريقة الأكل وغير ذلك مما يميز وسط جماعة الحيوان..
من هذه البيانات وغيرها الكثير يتبين لنا في النهاية أن ما يبدو عليه الأفراد من فروق في مستويات النشاط العقلي المعرفي وخصائص الشخصية بصفة عامة تعتمد على البيئة لذلك يظهر هذا الترابط الوثيق بين العوامل النفسية والإجتماعية والبيئة في فسيولوجية الإعاقة...
إن أهداف أي علم تكمن في 3 أهداف :
1) الفهم
2) التنبؤ
3) الضبط
فنحن في دراستنا لهذه الأوراق من علم النفس نهدف إلى فهم هذا العلم لنفهم عن طريقه ماهية الإعاقة وفسيولوجيتها ولنستطيع التنبؤ بمكان ووقت حدوثها – بعون الله- فنضبط هذه الظاهرة ونتحكم في إنتشارها إن -شاء الله-..
ثانيا: الأسباب الفسيولوجية:
لعل البداية ستكون من الجملة العصبية حيث تقوم بالتعاون مع الغدد الصماء بوظائف التوجيه والسيطرة على جميع أعضاء الجسم فتشرف الجملة العصبية على النشاطات العاجلة مثل : عمل العضلات ( والذي من خلاله سنتوصل إلى أسباب شلل بعض العضلات وعجزها عن الحركة الذي هو مدرج ضمن قائمة الإعاقة ) وحركات الأحشاء.، وتنظيم إفرازات الغدد الصماء فيما تشرف الغدد الصماء على انشاطات البطيئة مثل النمو والنشاط الجسمي وتقسم الجملة العصبية إلى جزئين متميزين هما:
(أ)-الجملة العصبية المركزية وتميز فيها 3 مستويات هي:-
أولا: مستوى النخاع الشوكي :
الذي هو جزء من الجملة العصبية المركزية يستبطن القناة الشوكية في العمود الفقري ويبلغ قطره وسطيا 1.5 سم وطوله 45سم ويتفرع عنه 31 زوجا من الأعصاب تتوزع على جميع أعضاء الجسم عدا الجمجمة وإذا ما أحدثنا مقطعا عرضيا في النخاع الشوكي فإننا نلاحظ في مركزه قناة دقيقة تحتوي السائل الدماغي الشوكي يحيط بها مادة رمادية اللون لها إستطالتان من الأمام هما القرنان الأماميان فيهما أكثر من 800000 خلية عصبية حركية تشرف على تحريك أعضاء البدن المختلفة ويصاب الإنسان بالشلل (الإعاقة) إذا ما تلف 60% أو أكثر من هذه الخلايا وهذا يفسر الكثير من الظواهر التي نشاهدها على الطبيعة فالحيوانات بالرغم من أنها تفتقد المخ الذي هو مركز التنظيم إلا أنها تحس بالمؤئرات الخارجية وتتأثر بها سلبا أو إيجابا وكذلك الحال عند المعاقين ذهنيا فبالرغم من إعاقتهم الذهنية إلا إذا قمت بوخز إصبع أحدهم بدبوس مثلا فسوف يستجيب بالإبتعاد عن المؤثر فكذلك الحال عند تقريب لهيب ساخن من يد أحدهم والسبب هو أن النخاع الشوكي هو الذي يقوم بالتحكم في مثل هذه الأفعال البسيطة والتي لا تحتاج إلى الرجوع إلى الدماغ ليقوم بتحديد الإستجابات المعينة ولذلك تسمى بالأفعال المنعكسة. ومن هذه النقطة نرى أن المعاقين ((ذهنيا)) لا يختلفون كثيرا عن الأشخاص الأسوياء عدا عدم القدرة على التفكير ولكن من حيث أنهم يعيشون في بيئاتهم المختلفة يؤثرون ويتأثرن بها وينفعلون سلبا وإيجابا فهم كغيرهم من الأسوياء.وللمادة الرمادية(0 قرنان خلفيان ) هما المسؤولان عن نقل كافة الأحاسيس من ألم وحرارة وبرودة ولمس وضغط. يحيط بالمادة الرمادية مادة بيضاء هي إستطالات الخلايا العصبية الصادرة من الدماغ والنخاع الشوكي نفسه.
ثانيا: المستوى الأدنى للدماغ :
وندخل في تفصيل عميق حول معنى كلمة ((دماغ)) ومدى ارتباطها الوثيق بل والأكيد مع مشكلة الإعاقة لا سيما وأنه مركز التحكم والسيطرة فالدماغ هو منبع العقل ال ذب به ميز الخالق – عزوجل- الإنسان به عن سائر المخلوقات الحية الأخرى وهو يعد اشد أجهزة البدن تعقيدا ومع هذا فقد استطاع العلماء كشف الكثير من اسراره وتمكنوا من تمييز مستويين من مستوياته:
1) المناطق العليا من الدماغ : وفيها المراكز التي توجه النشاطات الإرادية التي يقوم بها الإنسان وتتموضع هذه المراكز في قشرة الدماغ.
2) المناطق الدنيا من الدماغ: وهي المسؤولة عن ما تدعوه بالنشاطات ( غير الإرادية أو الإرادية) مثل: التنفس، ضغط الدم والتوازن والمنعكسات. وتشمل هذه المناطق وتشمل هذه المناطق البصلة السيسائية وجسر المخ والمخ المتوسط والمهاد والوطاء والمخيخ والنوى القاعدية.
يزن دماغ الإنسان البالغ حوالي 1400 غرام ( = 2% من وزن الجسم) ويزيد دماغ الرجل عن وزن دماغ المرأة قليلا وقد أثبتت الشواهد أن أدمغة البشر ىخذة في الكبر فقد زاد معدل وزن الدماغ من 1372 غم في عام 1860 غلى 1424 غم في أيامنا الراهنة. ولعل أثقل دماغ بشري سجل في التاريخ حتى الىن هو دماغ الكاتب الروسي الشهير تورجنيف (1818-1883م) الذي بلغ 2012 غم أما أصغر دماغ بشري فقد بلغ 1096 غم حسب تقرير الدكتور (دافيس رايت) من مستشفى الملك إلمك في لندن عام 1977 وهو دماغ إمرأة في عامها الحادي والثلاثين ونظرا لأهمية الدماغ فإن الله عزوجل أودعه داخل صندوق محكم (جمجمة) الذي له قدرة كبيرة على مواجهة الصدمات فالجمجمة يمكن أن تتحمل ضغطا عاليا جدا يقدر بنحو( 50 ضغط جوي / سم2) عند المولود الحديث وأما عند الإنسان البالغ فإنها تتحمل أكثر من ضعف هذا الضغط!
يشكل الدماغ من حوالي 1 تريليون (=1000مليار) خلية عصبية لذلك فهو أداة العقل ولعله من أكثر مخلوقات الله عزوجل تعقيد فهو بمثابة شبكة إتصالات لا حد لامتدادها وتشعباتها وتشابكها، ويلاحظ على المستوى العياني تناظر نصفي الكرتين المخيتين اللتين ترتبطان معا بواسطة الجسم الثفي وجسور عصبونية أخرى وفي الأسفل ينقسم الدماغ إلى 4 فصوص متميزة في كل منها مناطق في قشرة الدماغ متخصصة بوظائف خاصة بها.
وخلايا الدماغ نوعين: أحدهما هو الخلايا الدماغية التي تضطلع بوظائف الدماغ المعروفة من ذكاء وإبداع وعواطف ووعي وذاكرة... تخيل إصابة الخلايا الدماغية بشيء ما يخلها عن الحركة وتخيل النتائج من فقدان الذاكرة والغباء والإعاقة- ويبلغ عدد هذه الخلايا نحو 100 مليار خلية أي مايوازي عدد النجوم في مجرة درب التبانة التي تنتمي مجموعتنا الشمسية إليه... وأما النوع الىخر من خلايا الدماغ فهو بمثابة خلايا داعمة للأولى.
وتمتاز الخلايا الدماغية بميزة فريدة : فهي لا تتكاثر ولا تموت بل ترافق الإنسان طوال حياته، ولو أن الخلايا الدماغية تتكاثر وتتجدد وتموت شأن غيرها من خلايا الجسم كانت ذاكرة الغنسان بل ومعالم شخصيته كلها عرضة باستمرار للتغير ولكان عليه ان يبدأ التعلم من جديد كل 6 شهور تقريبا فسبحان الله جل خلقه وعزت قدرته...
وتعد قشرة الدماغ أهم جزء فيه وهي تتكون من طبقات خلوية لا تزيد سماكتها عن 2 ملم وتبلغ مساحتها 1.5 م2 أي ما يعادل مساحة منضدة المكتب العادي تقريبا... ولكنها تنثني وتتلف فلا يشتغل منها سوى حيز صغير جدا داخل القحف، علما بأن كل 1 سم2 منه يضم أكثر من 1000كم من الألياف العصبية!![/align]
المفضلات