[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الشامخين في زمن الركوع..
إلى الأحياء في مقابر الأموات...
إلى الشموع التي لا تنطفئ...
إلى المرابطين هناك في أقفاص جوانتانامو وغرف التحقيق في سجون (النازية الجديدة) ..
إلى الذين أورقت بهم تلك الجزيرة النائية فغدت بإيمانهم روضة تتزين بسنابل القمح وشذى الأزهار والرياحين..
إلى من أذاقوا سجانيهم ويلة القيود بعيونهم وبصبرهم وثباتهم...
إليكم يا مهجة القلب وأشقاء الروح...
إليكم يا من تصفون الغد المشرق وتنسجون خيوطه بنسيج أجسادكم.. إلى العمالقة في زمن التقزم..
إليكم يا من حملتم العقيدة في قلوبكم فتحررتم من تلك القيود لتغدو أساور تزين معاصمكم...
إليكم يا من صنعتم التاريخ فانحنى لكم إكباراً وإجلالاً.. إلى الرابضين خلف القضبان..
إلى تلك الأسود الرابضة نهدي سلاماً عاطراً ..ودعاءً متواصلاً .. إليكم من السلام أجمله.. ومن التحية أزكاها ..
ما بين راكع .. أو ساجد لله .. لله دركم
أسرى جوانتانامو ..
هم فوارس الوغى..ورجال المواقف .. آمنوا إيماناً قاطعاً بقضية الإسلام العادلة .. وحقوقه المسلوبة فأقسموا أن لا يغمض لهم جفن على حق مستضام.
أسرى جوانتانامو : يدفعون من زهرات شبابهم وأجمل سني عمرهم فاتورة العزة والكرامة.. وضريبة التحرر والإباء.
أسرى جوانتانامو: يحطمون قيد الجلاد بإيمانهم .. ساخرين من عتمة الزنازين وظلمتها.. وقهر السجان وجبروته.
أسرى جوانتانامو : يعلمون جيداً أن لا مكان في هذا الزمان لفارس سوى السجن أو القبر أو الميدان.
مانسيناكم ... ولن ننساكم
من حق المعتقلين علينا أن نعيش معهم ظلمة سجونهم لا بالكلمة فقط بل وبالعمل ..
بأن نمسح الدموع في عيون أطفالهم،،، بأن نرسم البسمة على شفاه أمهاتهم...
بأن نكون البلسم الشافي لجراحهم وأن نكون الأوفى لدمائهم وعبرات محبيهم...
بأن نثير قضيتهم .. ونهتم بشأنهم .. ونسعى في فكاكهم ...
ويل لأمة تنسى أسراها وشهداءها وجرحاها .. .
أحبتنا الأسرى: إذا العين لم تراكم فالقلب لن ينساكم.. ووالله إن النصر حليفكم طال الزمان أو قصر ...
جوانتانامو .. ثم ماذا ؟
غريبة هي الأيام والسنون تتبدل أحوالها وسننها ففي الوقت الذي اعتاد فيه العالم على كون السجون رمزا لإقامة مجتمع آمن خال من الجريمة والقتل ..
أصبح المجاهدون يدخلون في السجون ويزجون في الزنازين تعيش أسرهم وزوجاتهم وأمهاتهم وذويهم مأساة إنسانية متجددة فيذوقون مرارة الحرمان وآلام الظلم ..
لهف نفسي ما هو حال أطفالهم يفرح الأطفال في العيد ويفقدون هم آباءهم وتسيل الدموع من عيونهم وعيون أمهاتهم..
ولكم أيها الأحباب في تلك السجون نقول :
كونوا جذورا في أعماق الأرض ... وثمارا في عنان السماء ... فهذا قدر الرجال العظام والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
كفاكم فخرا أن جعلتم جحيم السجن جنة علم :
1 - أنتم في رباط لكم في كل حركة و سكنة أجر .
2 - أنتم أيها الأسرى لا تسدون ثغرة من ثغور الإسلام فحسب بل أنكم تسدون ثغرات كثيرة خلفها المتخاذلون ..
إن القيود قلادة الأحرار ... و السجون عرين الثوار... فعلى قدر قسوة الظلم نطمح إلى العدل و على قدر ظلمة الباطل نهفو إلى أنوار الحق.. و على قدر آلام المحنة تكون المنحة .
وختاماً :
هذا هو قدر الرجال العظام …. تتناثر الكلمات الجريحة وتتساقط وتتعثر أمام عظمة الرجال وأي الرجال أنتم ...
أنتم أسرى خلف القضبان ولكن أرواحكم الطاهرة وجهودكم المباركة وأعمالكم الصالحة تحلق دائما في عنان السماء هناك في العلياء .. زلزلتم العدو وعلمتموه أن العقيدة في الصدور هي أعظم السلاح وأشدها فتكا به .
والله أسأل أن يعجل لكم الفرج .. والنصر .. إنه سميع مجيب .
[rams]http://www.anashed.net/audio/al_aseef/aseer.ram[/rams][/align]
المفضلات