[align=center][align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن مما يُحبه الله تعالى من الصائمين تعجيل فطورهم وتأخير سحورهم ، ولذلك كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أعبد الناس لله وأعلمهم به وأتقاهم له ـ لا يخرج لصلاة المغرب حتى يصيب من فطوره ...
فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يصلي المغرب حتى يفطر و لو على شربة من الماء .
وأفضل ما يفطر به الصائم أكل الرطب ، فإنه أنفع الطعام وأصلحه للمعدة حين خلوها منه ،
فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء .
فهذا صنيعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حال فطوره ، يبدأ بالرطب ، فإن لم يجد فبالتمر وإلا فحلو فإن لم يتسير فالماء كاف في حصول السنة .
فعن سلمان بن عامر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إذا كان أحدكم صائما فليفطر على التمر ، فإن لم يجد التمر فعلى الماء فإن الماء طهور .
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبدأ إذا أفطر بالتمر.
أي إن لم يجد رطباً ، وإلا قدمه عليه ، فإن عجز الصائم عن الفطر بالتمر لفقده أو لحصول الضرر منه ، فعليه بالماء فإنه طهور ، وإلا فأي طعام مباح .
فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من وجد تمرا فليفطر عليه و من لا فليفطر على الماء فإنه طهور .
قال ابن القيم ـ رحمه الله : في فطره عليها تدبير لطيف فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء فلا يجد الكبد منها ما يجذبه ويرسله إلى القوى والأعضاء فيضعف والحلو أسرع شيئاً وصولاً إلى الكبد وأحبه إليها سيما الرطب فيشتد قبولها فتنتفع به هي والقوى فإن لم يكن فالتمر لحلاوته وتغذيته فإن لم يكن فحسوات الماء تطفئ لهيب المعدة وحرارة الصوم فتنتبه بعده للطعام وتتلقاه بشهوة اهـ . [/align][/align]
المفضلات