[align=center]فسيولوجيا الطعام عبارة عن رجيم قاس جدا يتعرض له الجسم أثناء ساعات الصوم.
وبالتالي فإن استجابة الجهاز العصبي لهذا الحرمان الكامل، الذي يتعرض له الجسم من مواد الطاقة، هي نفس استجابته الفسيولوجية في حالات اتباع الريجيم القاسي في أيام السنة العادية.
وهذه الاستجابة، هي تنشيط ميكانيكية الخزن والتقنين في استخدام الطاقة.
على أي حال، ولأن صيام رمضان، يحرم الجسم حتى من الماء،
فإن التقنين في استخدام الماء وزيادة خزنه في الجسم يحدث أيضا.
إذن، عند حلول موعد الإفطار، فإن الجسم مهيأ تماما لخزن أكبر كمية ممكنة من السعرات الحرارية التي يحتويها الغذاء الذي يدخل الجسم في وجبة الإفطار. وبالتالي فإن النقص في الوزن الذي حدث أثناء ساعات الصيام سوف يعود وبشكل أكيد بعد الإفطار خصوصا إذا أفرط الصائم في تناول الطعام كما هو الحال مع الكثيرين. وبالتالي لا عجب أن الكثيرين يصابون بالسمنة في نهاية شهر رمضان بما فيها أيام العيد، والتي تتميز بالولائم والحلويات من حيث المناخ الغذائي لأيام العيد.
وبالطبع السؤال هنا هو :
كيف يتجنب الإنسان سمنة رمضان ؟
الإجابة هي كما يلي :
1. وجبة السحور يجب أن تكون هي الوجبة الرئيسية في رمضان وليس وجبة الإفطار.
2. وجبة الإفطار يجب أن تتوفر فيها المزايا التالية :
· سهلة الهضم والامتصاص وتعطي شعورا سريعا وطويلا بالشبع.
· محتواها من السعرات الحرارية قليل.
· ذات كثافة غذائية عالية، أي تحتوي على كثير من مكونات الغذاء المتوازن حيث أن امتصاص الغذاء أكثر فاعلية بعد ساعات الصيام الطويلة، لأن الجسم بحاجة ماسة للغذاء، هذه المواصفات الثلاث
يمكن تحقيقها من خلال الخطوات التالية:
· البدء بتناول مواد سكرية سهلة الهضم والامتصاص وتعمل على رفع مستوى سكر الدم بسرعة، وبالتالي تقل إلى حد كبير مشاعر الجوع الناجمة عن نقص سكر الدم خلال ساعات الصيام.
· أنواع الغذاء المناسبة هنا تشمل :
- التمر والرطب مع الماء.
- عصير الفواكه.
- أنواع الحساء المختلفة ( حبوب، خضار) المضاف لها قليل من الدسم مثل قطع لحم أو سمك صغيرة.
· تناول وجبة كربوهيدرات مركبة، (حبوب، معكرونة، بطاطا، أرز) بكمية قليلة مع كثير من السلطة الخضراء بالليمون ويفضل الدجاج والسمك.
· التحلية من خلال إما الفواكه الطازجة، أو حلويات مصنوعة من الدقيق والبيض والعسل
( أو محليات اصطناعية لا تحتوي على السكر).
· يفضل التسلسل في تناول الغذاء أعلاه بحيث يكون هناك فاصل زمني في تناولها حيث أن توزيع مواد الغذاء هذه على وجبتين أو ثلاث قصيرة بعد حلول موعد الإفطار، سوف يزيد من قدرة نشاط الجهاز الهضمي، وبالتالي يتم استخدام قسم كبير من السعرات الحرارية في مواد الغذاء كتكلفة لهضم وامتصاص هذه المواد وذلك طبقا لمفهوم الطاقة اللازمة لهضم وامتصاص الطعام.
· ممارسة النشاط البدني الحركي مثل المشي أو أي رياضة أخرى وذلك على فترتين هما :
1- قبل ساعة أو نصف ساعة من الإفطار.
فترة النشاط الحركي هذه، مناسبة جدا لخسارة الدهون المخزونة تحت الجلد لأن تركيز جلوكوز (سكر) الدم يكون قليلا وبالتالي مستوى الإنسولين في الدم يكون منخفضا وهذا معناه زوال العائق الأساسي أمام طرح الدهون المخزونة تحت الجلد في مجرى الدم، واستخدامها كمصدر للطاقة اللازمة لهذا النشاط الحركي كما وأن نقص مستوى الدم يؤدي إلى زيادة دعم الجهاز العصبي لعملية استخدام الدهون كمصدر للطاقة.
2.بعد ساعتين أو ثلاث من الإفطار
النشاط الحركي في هذه الفترة سوف يمنع ميل الجسم لخزن السعرات الحرارية التي دخلت مع وجبة الإفطار، لأن الأولوية في الطاقة تكون دائما لجزء الجسم الذي يقوم بالنشاط الرئيسي في الجسم، وهذا الجزء هي العضلات التي تقوم بالنشاط الحركي.
محصلة اتباع هذه الإرشادات هي تجنب سمنة رمضان وربما خسارة كمية لا بأس بها من الشحوم ( الدهون المخزونة في الجسم ) إضافة إلى اكتساب الجسم الصحة واللياقة نتيجة النشاط الحركي المنتظم خلال شهر رمضان، والذي يمكن بسهولة الاستمرار به مع تعديلات بسيطة خلال بقية أشهر السنة قبل استبدال فترة النشاط الحركي بعد الإفطار في رمضان بفترة نشاط حركي قصير قبل تناول الفطور ( أو بعد تناول فطور خفيف ) في بقية أيام شهور السنة الأخرى.
كل عام وانتم بخير [/align]
المفضلات