[align=justify] السلام عليكم[/align]
[align=justify]...........................................................................[/align]
بين زحمة الحياة وامواجها المتلاطمه اصبح الصديق الحقيقي عمله نادرة يصعب الحصول عليها اكثر من ذي قبل.
والصديق الذي نحن بصدده هنا ليس ذالك الصديق الذي تجلس معه يوميا أو تخالطه اثناء العملك أو تحتفظ برقم هاتفه في جوالك أو ذاكرتك , ولكننا بصدد نوع خاص من الاصدقاء بات مهددا بالانقراض في وقتنا الحاضر وصار الحال الى انحدار .
فالصديق الذي بتنا نفتش عنه هو ذلك الذي يصدقك القول ولا يضلمك حتى وان تخاصم معك او اختلف كما ذكر الامام سفيان الثوري رحمه الله . في باب امتحان الرجل حين قال {اذا اردت ان تعرف مالك عند صديقك فأغضبه ,فإن انصفك في غضبه والا فجتنبه } .
فهل يوجد الان من ينصف صديقه عند الغضب ؟
اتمنى وان كنت اشك بذلك
وهو ايضا _ اي الصديق _ ذلك الذي تجده بجانبك ويمكنك الجوء اليه بعد الله عند الملمات , فقد يعتقد المرء , أو يخيل اليه , ان لديه العديد من الاصدقاء يمكنه الاعتماد عليهم ولكنه يصطدم بالواقع المؤلم عندما يحتاج اليهم أو تلم به ملمه , فلا يجد احد منهم او معظمهم .
وفي هذه الحال يجب عليه ان يعيد حساباته ويحذفهم من حياته لكونهم اعداد زائده عن الحاجه تشكل عبئا , بل ان هناك من ذهب الى ابعد من ذلك مثل الامام الشافعي رحمه الله حين ساواهم بالاعداء
فقال : صديق ليس ينفع يوم بؤس = قريب من عدو في القياس
وقد اختصر الامير الشاعر محمد السديري معنى الصداقه من خلال قصيدته الخالة ولخصه ببيته الشهير الذي اصبح مثلا يضرب بين الناس في خذلان الصديق المقرب والملازم لصديقه حيث
قال : لا خاب ظنك بالرفيق الموالي = مالك مشاريه على نايد الناس
وهنا يخبرنا البيت بأننا بعد ان نخذل أو نصد من قبل الصديق الحميم لا يحق لنا بعدها ان نعاتب بقية الناس حتى ولو كان ذلك لأتفه الامور .
قد يقال انني بالغت قليلا ونظرت للامور نظرة سوداويه , ولكنه الواقع , فلو سالنا انفسنا لماذا ننتظر من احد الاصدقاء فاجأنا باتصال أو زياره ان يسمي حاجته بعد ان يفرغ من سلامه والمقدمات ؟
ومتى ومتى كانت اخر زياره أو اتصال صديق لمجرد السلام أو الاطمئنان على احوالنا لا دركنا ذلك .
[align=justify]ولكم حرية الرأى[/align]
المفضلات