السلام عليكم ورحمة الله ،،،
هل هناك حد بين الكرم وبين الإسراف والتبذير ..!؟
ام ان من يدعي الإقلال من مظاهر الكرم دون حد الإسراف والتبذير هو لتبرير البخل !؟
ما الفرق بين الشجاعة والكرم !؟
ومن اكرم اوأشجع من الآخر .. الكريم ام الشجاع ..؟
الكرم صفة الشجعان والأبطال وحصيلة الأغنياء وذوي الاقتدار، فلا عجب أن يتبارى الكرماء فيما بينهم للسبق بما تجود به أيديهم من الإكرام والسخاء، فإذا اطل الغنى من بابه هرب العجز والتبرم والندم لأن في كل واحدة منها قيداً للسماحة والرضى تقيدها فلا يقدر صاحبها على القيام بما تفرضه واجبات الأخوة والمحبة بل يبقى التنفيذ إلى طريق الأحجام أقرب فيقف لسانه عن النداء وعينه عن التأمل ويده عن الامتداد وقدماه عن السير وحث الخطى إلى الأمام.
فالكريم يستمد كرمه من الاستحقاق الذي يرفده دون انقطاع ويتفتح قلبه من المحبة التي تغمر الناس جميعاً دون أن يكون لها مانع فإذا ذهب المال حلت محله القدرة على اكتسابه ثانية وإذا فقد الشكر والامتنان حل محله العطف المتزايد على الإحسان الذي لم يوضع موضعه من التقدير فجاء سخطاً لا نعمة.
إذا اتصفت النفس بالكرم فقد أوتيت من الإمكانيات ما عجز عنها وقصّر غيرها من النفوس، والكرم لا يقصد لحاجة يندم بها الكريم على فعله إذا لم تتحقق، ولا يهدف إلى شهرة يذاع معها صيت صاحبها لتمجد أخلاقه، وإنما هو إدراك لأقصى غايات السمو والعظمة تفيض على مالكها فتشمل العامل في مصنعه فتحدد له ساعات العمل وتمنحه مكتسبات خاصة تقدر له جهوده ونشاطه وتحفظه في حال عجزه وعطالته.
ليس الكريم هو الذي تتسع نفسه لجميع المضافات فقط، وإنما هو القادر على اجتذاب القلوب قبل تنافرها وجمع الإخوان بعد تفرقهم ووسيلته في كل ذلك حلاوة الكلمة الطيبة التي تخرج من قلبه وصلابة اليد الأمينة التي تمسك زمام الأمر، ووفرة المادة..
يقول حاتم الطائي :
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ** ويخصب عندي والمحل جديــــب
وما الخصب للأضياف ان يكثر القرى ** ولكنما وجه الكريم خصيـــب
إذاً هذه صفة أخرى للكرم ، إذ ان الكرم ليس بكثرة القرى ولكنما وجه الكريم خصيــب ،،،
يقول الشعبي ـ الشعر ـ :
ياعيال ياللي على القعدان ** ليا جيتوا الطلح والسلا
يمينكم لإبن سلطان ** يضحك حجاجه ليا هلا
اترككم لقراءة الموضوع والإدلاء بآرائكم التي تثري الموضوع ولا شك ،،،
ولكم التحيــــــــــــــــــــــــــة ...
المفضلات