بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مقاله للدكتور محمد المسفر
نشرت في جريدة الشرق القطريه بتاريخ 27/7/2004 يوم الثلاثاء
وشدتني صراحه ورأيت ان اوصلها لكم
خروج السيد أياد علاوي للمرة الأولى من بغداد - بعد أن عينته سلطات الاحتلال الأمريكية في منصب رئيس وزراء العراق - في زيارة لعواصم الشرق العربي نقطة البدء كانت عمان وسبقه إليها مندوب من علاوي شخصيا يطلب من الحكومة الأردنية أن يكون استقباله استقبال الزعماء والقادة - سجادة حمراء، حرس شرف مصافحة كبار رجال الدولة الأردنية والسلك الدبلوماسي المعتمد في عمان، حملة إعلامية للترحيب به... الخ، فكان له ما أراد، وازعم أن ضغوطا أمريكية قد مورست على عواصم الدول العربية التي يزورها علاوي بان تحتفي بالزائر بدرجة عالية لان ذلك يدخل في نمط تسويق علاوي على الرأي العام العربي والدولي كزعيم منتظر للعراق، يؤكد هذا الرأي الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الأمريكية في الأيام القادمة للدول التي استقبلت السيد علاوي ليدعم مسيرته ويؤكد زعامته المنتظرة للعراق.
حملة التثقيف العدائية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها ضد الرئيس العراقي الأسير صدام حسين وأركان نظامه لأكثر من ثلاثة عشر عاما كانت تركز على أن الرئيس صدام زج بشعبه في حرب مع إيران وخلافات مع الجيران وانه قتل الكثير من الشعب العراقي وانه دكتاتور ولا حرية للإعلام في عهده.
نريد أن نذكر أصحاب مدرسة التثقيف العدائية الأمريكية وحلفاءها حتى ولو كانوا من العرب أن السيد علاوي قال - رئيس الوزراء المعين من قبل الحاكم الأمريكي السابق للعراق السيد برايمر في مطلع شهر يوليو الحالي - انه سيعيد العمل بقانون الطوارئ الذي كان ساريا قبل الاحتلال، وانه سيفرض حظر التجول في مناطق معينة وتفتيش البيوت والقبض على كل من يشك في أمره، ليس هذا فحسب بل انه دخل إلى أحد مراكز الشرطة في بغداد وجهزت له حفلة قتل راح ضحيتها ستة أفراد دون محاكمة كان أياد علاوي قد أطلق عليهم النار من مسدسه وبشهادة شهود من جنسيات مختلفة. يضاف إلى ذلك إن علاوي اصدر أمرا إلى القوات الجوية الأمريكية لشن غارات على الفلوجة الباسلة ومناطق أخرى في العراق بحجة القضاء على المقاومة المباركة فما هو الفرق بين إخماد ما سمي بانتفاضة الجنوب إبان حكم صدام حسين ودعوة القوات الجوية الأمريكية لتدمير منازل اهل الفلوجة في عهد علاوي ورهطه؟
الجواب عندي إن ما حدث في الجنوب عام 1991 كان كما قال النظام الأسير إنها حركة حُرّكت من الخارج لزعزعة النظام وهو في حالة حرب فيجب إخمادها وهذا قد يقبل به البعض وقد يرفضه، أما الفلوجة فهي في حالة حرب لمقاومة جيوش الاحتلال وهذا أمر مشروع ولايجوز لأي حكومة عراقية الاعتراض على مقاومة المحتل.
وزير عدله وبقرار من علاوي أعاد العمل بنظام أحكام الإعدام ضد العراقيين لأن العراقيين كما نسب إليه لايعرفون إلا لغة القوة، الأمر المستغرب إن هذا القانون لايمس كل من عبث بالأمن وسلامة العراق وكل من نهب موارده وثرواته وذاكرته التاريخية من الأمريكان ومن في حمايتهم ولو كان عراقيا فأي عدل ذلك؟
وزير دفاعه هدد بقطع رؤوس وايادي كل من يعارض حكومة علاوي ويعمل على تقويضها وانه سينقل المعركة إلى كل من سوريا وإيران و إذا تمادت الأخيرة في إرسال جواسيسها وبث عملائها في داخل العراق فإنها ستواجه بعنف. والكاتب لايعترض على أي إجراء يتخذ لحماية العراق وشعبه من أي اعتداء أو عبث بأمنه وسلامة أراضيه والأولوية تكون في طرد المحتل من العراق لأنه العابث الأساسي بأمن العراق لكن السؤال الذي يدور بين الناس هل هذا التهديد لإيران صادر من الذات العراقية أم انه بموجب تعليمات امريكية؟
يدينون الرئيس صدام لحربه ضد إيران وأعوانها وطابورها الخامس - حزب الدعوة وجوقة المجلس الأعلى للثورة الأسلامية - كما كان يسميها النظام السياسي الأسير واليوم حكومة علاوي الأمريكية تهدد إيران بنقل المعركة إلى داخلها فما هو تفسير القوم في هذا الشأن؟ هل حُرم على صدام حسين محاربة أعداء العراق والطامعين فيه وحُلل ذلك الفعل لغيره؟
نبحث عن جواب عند مدرسة التثقيف الأمريكية وتلاميذها المنتشرين في العالم العربي.
الشيخ الياور رئيس الجمهورية العراقية المعين من قبل قوات الاحتلال الأمريكية صدّق انه رئيس جمهورية العراق فراح يصدر مراسيم رئاسية جمهورية مثل اصدار عفو عام عن كل من يلقي بسلاحه من المقاومة الوطنية العراقية، هذا المرسوم الجمهوري سرعان ما نقضه السفير الأمريكي نقروبونتي في بغداد ووضع الشيخ الياور في موقف حرج امام الخلق عامة فهل مازال الشيخ يرغب في البقاء في منصب لاسلطان له فيه؟
كلمة صادقة أوجهها الى الشيخ الياور: ادعوك يابن قبائل شمر نصيرة كل مظلوم ومغبون ان تخرج من هذه السلطة المؤقتة رافضا لها واحتراما لشخصك وقبائل شمر العريقة، انها سلطة ليس لك فيها دور حسب قانونهم، انها لاتزيدك شرفا ولاجاها فاخرج عنهم وانت العزيز
ودمتم سالمين
المفضلات