يعدّ مرض هشاشة العظام، المعروف أيضاً بإسم ترقق أو وهن العظام، من الأمراض الخطيرة المؤدية الى الموت على مستوى العالم. وبالرغم من ذلك فإنّ الوقاية منه سهلة، لا تتطلب سوى تغييرات بسيطة في نمط الحياة مع ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن.
ومرض هشاشة العظام هو عبارة عن نقص غير طبيعي في كثافة العظام عند الفرد مما يجعلها هشة وضعيفة، ومما يعرض الورك والعامود الفقري ومنطقة الرسغ في اليدين للكسر بسهولة. والمعروف عن مرض هشاشة العظام أنه يصيب النساء أكثر من الرجال، ويسجّل الخبراء نحو 200 مليون حالة هشاشة عظام بين النساء حول العالم، مؤكدين أنّ نحو ثلث النساء ما بين سن ال60 وال70، ونحو ثلثي النساء فوق سن الثمانين، مصابات بمرض هشاشة العظام.
ويقول الدكتور محمود الدسوقي، الأستاذ في كلية الطب بجامعة الملك سعود ورئيس نادي هشاشة العظام السعودي، أنّ مرض هشاشة العظام متفش بين السعوديات بطريقةٍ ملحوظة، إذ أثبتت الأبحاث الأخيرة التي أجراها الدكتور الدسوقي أنّ نسبة كبيرة من النساء السعوديات مصابات بمرض هشاشة العظام. وتتوزع نسبهن وأعمارهن كالتالي:
·مابين سن الـ50 والـ60: حوالي 34 بالمئة
· ما بين سن الـ50 والـ80: أكثر من 50 بالمئة
أما نسبة السعوديات اللواتي تخطّين ال70 عاماً واللواتي يعانين من هشاشة عظام الورك والظهر فتبلغ 90 في المئة.
ويقول الدكتور الدسوقي أنّ هنالك عوامل عدة تؤدي إلى تفاقم مشكلة هشاشة العظام بين السعوديات وتفسّر الإحصائيات المخيفة التي أجريت على هذا المرض. ويعود السبب الأول برأيه إلى عدم تعرض السعوديين لأشعة الشمس بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى نقص معدل الفيتامين د في الجسم، وهو عامل أساسي في عملية امتصاص الجسم لمادة الكالسيوم.
ويضيف الدكتور الدسوقي أنّ نمط الحياة العصرية، الذي يتجلى في استخدام وسائل النقل الحديثة على حساب المشي، والجلوس لمشاهدة التلفاز أو أمام الحاسوب لساعات طويلة، أيضاً يلعب دوراً رئيسياً في ظاهرة تفشي مرض هشاشة العظام في المملكة.
وينصح الدكتور الدسوقي بممارسة الرياضة بشكل يومي، وذلك عن طريق جعلها جزءاً من الحياة اليومية. وينصح قائلا": "إننا نوصي بالتنقل مشياً على اقدامك بدل من استعمال السيارة للمسافات القريبة، وصعود السلالم بدل من استعمال المصعد الكهربائي. إنّ هذه التغييرات البسيطة في نمط حياة الفرد، بالإضافة لتعريض الوجه والكفّين لأشعة الشمس لمدة ربع أو نصف ساعة، كل هذه قد تقي من تعرض الأفراد لمرض هشاشة العظام."
أما الجمعية العالمية لمرض هشاشة العظام (International Osteoporosis Foundatio فتوصي باتباع نظام تغذية متوازن يمنح الفرد المعدل الكافي من مادة الكالسيوم والفيتامين د، مؤكدة أنّ اتباع مثل هذا النظام المتوازن هو "السبيل الأمثل للحفاظ على عظام متينة".
ومن جهته، يأخذ الدكتور خالد علي المدني، استشاري التغذية والمشرف العام على إدارة التغذية التابعة لوزارة الصحة السعودية في منطقة مكة المكرمة، على عاتقه شرح مواصفات هذا النظام المثالي قائلاً: "هناك مواصفات أساسية للغذاء المتوازن تنحصر في كونه مشتملاً على عناصر رئيسية مهمة هي: البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء كي يحقق أعلى فائدة متأتية من تنويع مصادر الغذاء. ثم يبيّن المدني أن الغذاء لا بد أن يكون كافياً بدون إفراط، أي أن يكون بكميات مناسبة وضرورية لاحتياج الفرد اليومي وما يبذله من طاقة.
وكانت منظمة الصحة العالمية (World Health Organizatio التابعة لمنظمة الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أنّ مرض هشاشة العظام سينتقل خلال العشرين سنة القادمة من كونه وباء أمريكياً وأوروبياً ليصبح وباء أفريقياً وآسيوياً.
متعكم المولى واياكم بالصحة والعافية
للجميع اطيب التحية وارقها
اختكم زهور النور
المفضلات