غيرة أعرابي
كان بنو عقيل بن علفة بن مرة بن غطفان يتناقلون وينتجعون الغيث، فسمع عقيل بن علفة بنتاً له ضحكت فشهقت في آخر ضحكها، فاخترط السيف وحمل عليها وهو يقول: فرقت إني رجل فروق بضحكة آخرها شهيق
وقال عقيل:
إني وإن سيق إلي المهـر
ألف وعبدان وذود عشـر
أحب أصهاري إلي القبر
وقال الأصمعي: كان عقيل بن علفة المري رجلاً غيوراً، وكان يصهر إليه الخلفاء، وإذا خرج يمتار خرج بابنته الجرباء معه. قال: فنزلوا ديراً من ديرة الشام يقال لها دير سعد، فلما ارتحلوا قال عقيل:
قضت وطراً من دير سعد وطالماً*** على عرض ناطحنه بالجماجـم
ثم قال لابنه: يا عملس أجز، فقال:
فأصبحن بالموماة يحملن فتـية*** نشاوى من الإدلاج ميل العمائم
ثم قال لابنته: يا جرباء، أجيزي، فقالت:
كأن الكرى سقاهم صـرخـدية*** عقاراً تمشى في المطا والقوائم
قال: وما يدريك أنت ما نعت الخمر! فأخذ السيف وهوى نحوها، فاستعانت بأخيها عملس، فحال بينه وبينها.
قال: فأراد أن يضربه. قال: فرماه بسهم فاختل فخذيه فبرك، ومضوا وتركوه، حتى إذا بلغو أدنى ماء للأعراب، قالوا لهم: إنا أسقطنا جزروا فأدركوها وخذوا معكم الماء، فإذا عقيل بارك وهو يقول:
إن بني زملـونـي بـالـدم *** شنشنة أعرفها من أخـزم
ومن يكن درء بـه يقـوم ***من يلق أبطال الرجال يكلم
والشنشنة: الطبيعة، وأخزم: فحل معروف، وهذا مثل للعرب.
قرأتها وأعجبتني رغم بعدها عن واقعنا الذي صارت فيه الفتاة لاترى شيئاً يستدعي الغيره، حتى ولو ضاحكت وشاركت الرجال حديثهم حول الخمر والسفر وغيره مما يجرح ذوي الغيرة والشرف.
أرجو أن تعجبكم وقبل ذلك تنفعكم
تحياتي
المفضلات