اختيار قابل للنقاش
********
قرأت في كثير من المنتديات الكثير والكثير من وجهات النظر ،ورأيت من يدافع عن وطنه، ورأيت من يدافع عن مذهبه، وعندما دققت وجدت الاكثر من ذلك من يهاجم وطن غيره ،ومن يهاجم مذهب غيره، وتيارات متضاربة وافكار متناحرة وكل امر يبدو وكأن الحماس قد انتقل من القلوب الى الاصابع، فامتلأت صفحات المنتدى بالمعارك..
ما يشدني في الموضوع ليس الدفاع او الهجوم، فلكل منا الحق في ان يدافع وله الحق احيانا ان يهاجم ، ولكن لو اخنا الأمر من وجهة نظر مختلفة وهي لو نظرنا الى انفسنا قبل كل شيء كأشخاص غير مرتبطين بأي مجتمع او فكر او وطن او غيره ..
الانسان هو سبب تطور الارض ودمارها سبب الحرب والسلم... ولكن يظل عقل الانسان صغيرا اذا حاول التمثل واختراق اقدار الطبيعة واهداف الكون الازلية ، واعذروني هنا انتقل الى نقاط فلسفية بعيدا عن الدين ، الحياة كدفاتر متى رسم فيها قدر انسان او مجموعة من الناس او حتى شعوب وقبائل لا يمسح ابدا،، ويصبح ذلك بنظرنا تاريخ وحضارة غابرة وهي ليست الا اعادة لما نحن عليه ولكن تختلف المظاهر لان المشاعر الانساية والفطرة والغرائز تستمر دون ان تتغير ولكن ما يتغير فيها هو قساوتها وضرواتها فلا اعلم حتى الان اننا اكتشفنا صفة اخرى تمت الى الانسان لو قلنا انه يحب ويكره وينسى ويتذكر ويشتهي ويتذلل ويشرف ويكرم وغيرها من الصفات والغرائز والفطر،،، كل ذلك لا يتغير وانما نزع عنه لباس التاريخ وتلبس بلباس الحاضر اذن ليس هناك حضارات غابرة لانها ما زالت مستمرة،،،،
اذن كيف يسمح الشخص لنفسه بان يحسب على غيره ما لا يحسبه لغيره من خطأ او صواب ان هناك امور خاطئة كثيرة في حياة كل شخص وان كنت افكر بالكمال،، فان الكمال يختلف مقارنةمن مخلوق الى اخر ومن شيء مادي الى معنوي ولكن لو تكلمنا عن تلك الكومة الكبيرة من المادة والمعاني(الانســـــــــــــــــــــــــا ) نجد ان الكمال بالنسبة له هو ان يملك كل شيء وهذا يعود بنا الى الوراء في كلامي السابق ما هو كل شيء ،،،معنى ذلك ان يملك كل الصفات وان تكون متساوية بجميع المقادير،،،،اذن لماذا ينكر صفات ويتمسك باخرى ان كان يبحث عن الكمال،، اني اختلف كثيرا مع نظرية ((الفيلسوف نيتشيه )) السوبر مان الرجل الخارق وذلك لانه ركز على صفات دون اخرى القوة والسرعة ووووووو,,,
وانا اقول ان الكمال هو ان تملكجميع الصفات بنفس الدرجات اذن يملك الانسان الذكاء والغباء فتلك ايضا صفة والقوة والصعف لان الاخرى ايضا صفة وهكذا ان الاضداد ايضا صفات وان كانت غير مستحبة فهي ايضا موجودة في طبيعة البشر وسبق تحديدها في العقل والمادة الانسانية والمعنوية وليست دخيلة لذلك الكمال الذي يتصوره الجميع بشكل خاطيء ،، اذن الكمال هو عدم توازن الكمال هو نقص كوني كبير لان هذا لا يمكن ان يحدث ابدا لا يمكن ان تجتمع جميع الصفات في مكان او زمان واحد سواء ماديا او معنويا فذلك سيجعل جميع الاطراف الكونية الموجودة متساوية وهنا يستحيل العيش بما ه متوافق مع الرغبات البشرية واحتياجاته ,,,,اذن الكمال قد يضر بسيرة الحياة ويصبح هناك غير متوازن اذن لا يوجد كمال كوني ولا يوجد كمال كوني... لابد من الاختلاف ولابد من وجود طبقات ومستويات ..لايمكن ان نكون جميعا مثل بعض ولا يمكن ان نتفق ابدا لان الظرفية المكانية والزمانية كان لها دور يفوق وصف العقل وتفكيره وهناك امر يجب ان نعلمه جيدا ان ما يحدثه الزمان والمكان في القلب لا يمكن التخلص منه بسهولة اذن ان جميع المعتقدات المكتسبة والموجودة على وجه الارض ليست افكارا وليست مجرد تضادات وتفارقات او معارضات لوجود افكاراخرى انها اشياء احدثها الزمان والمكان في القلب وقد يسأل البعض العقل كيف تتحدث منطقيا وتتكلم عن القلب وماذا يحس به يمكن تجاوز ذلك بان هناك بعد انساني اخر غير العقل وهو الضمير او ذلك الجزء الروحي الذي لا نملك سره شيء يظل مرتبطا ويجاول التأثير علينا وعلى مسار ومناهج تفكيرنا ،، ذلك الجزء تمت الاشاره اليه دائما بالقلب ,,, اذن فلنقل ان القلب عندما يولد الانسان يكون اكثر الاشياء صفاء وعندما قال يولد الشخص كورقة بيضاء فنحن هنا نقصد القلب وليس العقل الذي ايضا يرتبط ومتشوه بما سبقه من وراثات جينية حتى ان تراكيب الداغ وتلافيفه لها نصيبها من التاريخ فليس هناك تشابه في العقول وطريقة تكوينها ,, اذن ما يكون نقيا هو القلب وهذا الشيء عندما يخرج الى الدنيا يجد نفسه غريبا عليها نعم هو كذلك لان الدنيا خلقت للعقول وليس للقلوب وبما ان القلب يخاف مما يجهل واعترض على قول ان ذلك هو العقل الذي يخاف مما يجهل لان العقل له قدرة على اجتياز الكثير من المسائل ولكن القلب يبحث دائما عن شيء يستنتجه العقل له ويكون متناسبا مع نقائه وهنا يبدأ العقل في البحث عن شيء يكون مسكنا لذلك القلب الذي يؤخره دائما عن اشياء اخرى فنجده يرمي به في كل مكان وندما ييأس العقل فانه يرسم تمثلية لذلك القلب تجعله يعتقد انه وجد المكان المناسب وهنا عندما يتعلق القلب فانه لا يمكن له ان يتخلص مما تعلق فيه بسهولة ،، وهذا ما يسمى بالايمان فكل عقل وجد طريقا او نظر الى طريق فاستساغه لقلبه ،،، وهنا تكمن المشكلة كون الطرق والمناهج والعقائد مختلفة او خاطئة وصائبة فان ذلك كله ليس ذنبا على القلب وانما على العقل ،، ومن ذلك نجد شعوبا امنت باشياء نراها نحن خاطئة ولكن ايمانها اوصلها الى ما هو ابعد مما نحن اليه الان ان الايمان هو الصفة الوحيدة التي توصل العقل الى غايته ،،،
فلماذ دائما نظلم بعضنا البعض في محاربة افكارنا ونحاول اهانتها وندافع ونهاجم وكل ذلك انما تتحمله مأساة الروح وتجرح القلب وهو عندما يجرح يصبح اكثر ا تمسكا وانسجاما مع الامه ،،، ما نحتاجه هو تخاطب العقول والافكار وان يكون هناك عزل كامل بين ما رسمه التاريخ وهو الزمن والدولة والبيئة وهو المكان عن تفكيرنا لان ذلك كله لن يصل بنا الى اي نتيجة
من الغباء جدا ان نرى الخطأ في التمسك باي عقيدة قبل ان نرى الخطأ في العقيدة نفسها اي انك بذلك لماذا تكره الانسان قبل ان تكره الزمان والمكان الذي هو منه... وعندها ستجد انك تكرهامورا لم يملك ذلك الشخص الخيار فيها ولم يكن له اليد في تغييرها ....
قبل ان تفكر في الشخص الذي امامك فكر في المكان والزمان الذي ولد فيه فلعلك تجد لقلبه عذرا فيما هو عليه وعندها ستجد ان الوصول الى عقله سيكون اسهل
المفضلات