السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
يعطيكم العافية ياهل المضيف ،،
أسعدُ بأن تكون هذه اولى مشاركاتي في مضيفكم الموقر ـ إقرأ ـ ، وان كنت اعقب على مايطرح من قِبل الإخوان والأخوات لديكم ، واتمنى ان لا تكون آخرها ..
قرأت لكم ،،،،
" بعض خصائص التسعير في تجارة التجزئة "
تسعير التشكيلة السلعية :-
يحمل معظم تجار التجزئة عادة عدداً من موديلات او اشكال السلعة . فيحمل تاجر التجزئة للملابس الجاهزة للرجال مثلاً عدداً من تشكيلات الأثواب او القمصان او المعاطف ....الخ . ويجد معظمهم انه من المفيد تقسيم التشكيلة السلعية التي يحملونها الى عدد قليل من المجموعات ، لا يزيد عادة عن ثلاث او اربع مجموعات ، وتحديد سعر معين لكل مجموعة . فبالنسبة للقمصان مثلا يقسم تاجر التجزئة التشكيلة الى ثلاث او اربع مجموعات تتدرج ، من حيث السعر، من الإرتفاع الى الإنخفاض . وعلى الرغم من وجود تباين كبير بين وحدات التشكيلة من حيث المصدر الإنتاجي والسعر والجودة ، فإن وضعها في عدد قليل من المجموعات بأسعار معينة يسهِّل عملية التسوُّق على المستهلك إذ تنحصر عملية الإنتقاء بين ثلاث او اربع مجموعات بدلا من مئات الوحدات المختلفة السعر او الجودة من السلعة . كذلك تسهِّل هذه الوسيلة على البائع عملية التسعير والإعلان عن التشكيلة السلعية التي يحملها ، بالإضافة الى إمكانية اتباع سياسة تجزئة السوق والتي تهدف الى الإفادة من التقسيمات الطبيعية في سوق المستهلكين بتقديم السلعة بالسعر الذي يتناسب مع التكوين الإقتصادي والإجتماعي لأجزاء السوق .
ويلاحظ عند تسعير هذه المجموعات وجوب وجود اختلاف واضح في اسعار كل منها ، وإلا اختلط الأمر على المستهلك وصعب عليه معرفة المجموعة التي تناسبه . ويرجع ذلك الى الإرتباط الذهني التلقائي بين سعر السلعة وبين جودتها إذ يعني ارتفاع السعر من وجهة نظر المستهلك ارتفاع الجودة والعكس . لذا يجب ان يعكس السعر مستوى معين من الجودة .
التسعير الموسمي :-
كثيرا مايحمل تجار التجزئة سلعا تتصف بالموسمية فيما يتعلق بميعاد بيعها . ويجد كثير من تجار التجزئة انه من الأفضل إتباع سياسة تسعيرية من شأنها وضع أسعار عالية لما يحملونه من سلع موسمية عند بداية الموسم ، ثم يتلوها عمل بعض التخفيضات التدريجية الطفيفة اثناء الموسم . اما في نهاية الموسم فيتم عمل تخفيضات كبيرة في الأسعار حتى يمكن التخلص من هذه السلع الموسمية بدلا من الإحتفاظ بها للموسم التالي . وتُرى هذه السياسة بوضوح في حالة الموضات الجديدة والملابس بصفة عامة . والمنطق الذي تستند اليه هذه السياسة الموسمية في التسعير هو الإعتقاد ان المستهلك الذي يقوم بشراء السلعة في بداية الموسم يتصف عادة إما بإهتمامه بالموضة وإما بحاجته الملحة للسلعة . لذلك يضع تاجر التجزئة سعرا مرتفعا للسلعة في هذه المرحلة طالما ان هناك من المستهلكين من لا يتردد في الشراء بهذه الاسعار المرتفعة . اما عند تقدم الموسم فيجد التاجر عادة انه حتى ينجح بإجتذاب المستهلكين الآخرين لشراء السلعة وجب عليه البدء في عمل بعض التخفيضات في هذه الأسعار . وتصل هذه التخفيضات الى اقصاها في نهاية الموسم عندما يضطر التاجر للتخلص من باقي المعروض من السلعة الموسمية . ويتبع معظم تجار التجزئة هذه السياسة حتى لا يجمِّد رأس المال المستثمر في البضاعة الموسمية حتى حلول موسم البيع الجديد ، وما قد يترتب على التخزين من مشاكل كتغير الموضة او كالتلف او كإنخفاض الأسعار او كتغير اذواق المشترين بالإضافة الى تكلفة التخزين المادي ذاته .
الأسعار التي حددها العرف :-
كثيرا مايواجه تاجر الجملة وهو بصدد بيع بعض انواع السلع مايعرف بالسعر المحدد عرفا ، كما هو الحال مثلا عند بيع زجاجات المشروبات الغازية او السجائر ، او قطع الحلوى التي تباع في اجهزة البيع الآلي ، او كغيرها من السلع التي يتوقع المستهلك الحصول عليها ، ايا كانت علامتها التجارية ، بدفع نفس السعر . لذلك يجد كل من المنتج وتاجر التجزئة ضرورة الإلتزام بأسعار البيع المحددة بهذه الطريقة بتعديل تكاليف الإنتاج بالنسبة للمنتج او تكاليف إقتنا السلعة بالنسبة للموزع حتى يسمح سعر البيع بتغطيتها .
الأسعار ذات الكسور العشرية :-
يلجأ كثير من تجار التجزئة الى استخدام الأسعار ذات الكسور العشرية كأن تباع السلعة مثلا بمبلغ 998,85 ريال او 9,99ريال وهكذا . والمنطق في هذا استخدام هذا النوع من انواع التسعير هو اولا التأثير السيكولوجي الذي تؤدي اليه هذه الأسعار بإعطاء الإنطباع انها تقل عن حقيقتها . فالسلعة التي تباع بمبلغ 998,85 ريال يظهر سعرها اقل انطباعيا عن 1000 ريال ، والسعر 9,99 ريال يبدو انطباعيا اقل من 10 ريالات وهكذا . والسبب الثاني في استخدام هذه الأسعار هو تمكُّن تاجر التجزئة من تغيير الأسعار ، وخاصة بالزيادة ، بسهولة دون ان يكون هناك فرصة كبيرة للمستهلك لملاحظة التّغير في السعر . ويصعب بالطبع على المستهلك ملاحظة التغير في السعر متى احتوى السعر على الكسور العشرية .
تسعير السلع الترويجية :-
جرى تجار التجزئة على سياسة استخدام السلع الترويجية لإجتذاب المستهلكين الى متاجرهم . والسلع الترويجية هي : سلع مختارة من التشكيلة السلعية لتاجر التجزئة وتباع عادة بأسعار تقل عن او تعادل تكاليف اقتنائها بواسطة تاجر التجزئة . وعادة ما يستخدم تجار التجزئة عددا صغيرا من مفردات التشكيلة السلعية التي يحملونها لتنفيذ هذه السياسة . فمثلا قد يقوم السوبرماركت بإختيار 10سلع اسبوعيا من ضمن التشكيلة السلعية التي يحملها ، ويقدمها بسعر مخفَّض للعملاء . ولايتم إختيار هذه السلع عشوائيا ، بل يقع الإختيار عليها لأنها تمثل سلعا ظاهرة تحتاجها ربة كل بيت كاللبن والدجاج ومساحيق الغسيل وغيرها من السلع المطلوبة بكثرة . والمنطق من وراء إستخدام هذه السياسة هو ان السعر المنخفض لهذه السلع المعدودة يعمل كحافز للمستهلك على زيارة السوبرماركت الذي يقدمها حتى يستفيد من فرصة شرائها بالسعر المنخفض ، وبما ان المشتري عادة مايقوم في نفس الوقت بشراء عدد كبير من السلع الأخرى اثناء وجوده بالسوبرماركت بمايعوضه ـ السوبر ـ عن الخسارة البسيطة التي لحقته من بيع هذه السلع الترويجية بالسعر المنخفض .
وقد تستخدم هذه السياسة بتطبيقها على عدد صغير من السلع المختارة من التشكيلة السلعية ، او قد تطبق على جميع السلع في قسم بأكمله من اقسام المتجر . فمثلا قد يستخدم قسم اللحوم الطازجة في السوبر.. كقسم ترويجي ، حيث تباع كل اللحوم الطازجة بأسعار تقل عن تكلفتها . والغرض من ذلك هو ان ادارة السوبر... قد اكتشفت ان اسعار وجودة اللحوم الطازجة من اهم العوامل التي يعتمد عليها المستهلك عند المفاضلة بين المتاجر المتنافسة ، والتي يكون لها الأثر الأكبر في إجتذابه الى احدها . وعند إجتذاب المشتري الى السوبر.. لشراء اللحوم الطازجة ، فإنه ولا شك سيقوم بشراء المواد الغذائية الأخرى التي تحتاجها عائلته . حيث يرتفع هامش الربح على هذه السلع الأخيرة ، فيتمكن المتجر من تعويض الخسارة التي لحقته من بيع اللحوم الطازجة بسعر يقل عن تكلفتها .
ويمكنك اخي القارئ ملاحظة ذلك عند مرورك على تلك المتاجر او السوبرماركات لتتعرف على التسعير المتبعة فيها ،،
الأمل بأن يكون هناك من سيستفيد من هذه القراءة ...
تحياتي ،،
المفضلات