صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: أنا والأحمق !!

  1. #1
    كاتب مميّز


    تاريخ التسجيل
    07 2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,422
    المشاركات
    1,422

    أنا والأحمق !!





    هي قصه صغيره , أرجوا أن تحوز على رضاكم جميعاً , وأنا مستعدٌ لأي قدحٍ أو نقد . وإن ظهر عيبٌ في تتابع القصه , فهو لأني قد قطعت منها كثيراً حتى لا تُمل .

    [align=center][align=center][/align][/align]

    لطالما كُُنت بالتاريخِ معجباً وبحبه مُغرماً , ومبدأ ذلك , أنني أرى فيه عزةً ما ألفناها وقوةً ما عهدناها , من نُصرة الدين والمسلمين , والثأر من الأعداء المُعتدين , نراها جليةً في أُمراء متقدمين وحكاماً سالفين , إن في التاريخِ أخبارٌ قد خلت , وأحداثٌ قد مضت , صُنَّاعها من الماضين وروادها القادة الأولين , كانوا قد إهتموا بالعلوم والعلماء وبالحكمة وأهلها من الفضلاء , وقليلٌ من الرعيةِ من بات مظلوماً أو عاش محروماً أو ربما مات مغبوناً . قد كان من هؤلاء الأئمه ما قدموا من صونٍ للدينِ وتقويةٍ للأمه , فالأُمةُ بهم قد إمتدت وتقوت , بينما هناك من تركوها بعد أن تعرت . ففرقٌ بين من أثرى الحياة ولم يؤثرها وبين من آثرها وأورثها !

    إن في التاريخ ما تجد من عظائم الأثر , وروائع القيمِ والعِبر , والتي صورها لنا بأجمل صور , ومِن ما تقرأ لتسعد , أن هنالك فتوحاتٌ وهناك نصرٌ , وهنالك مغانمَ وهناك أسرٌ . وهناك جزيةً من العدو تُعطى وفديةً منه تُقضى . قتالٌ وسجال , وبطولاتٌ واستبسال , حتى أضحت اليوم من روائع الأمثال التي تُضرب والتي تُحسب . قد إنقسم الناسُ أمام التاريخِ إلى فئتين إثنتين , فأهلُ اليأس كانوا تبعداً عنه يُرمى , وذو الأملِ تقرباً له يُروى .

    ومن مزايا كُتب التاريخ أنك تَتَنقل في أزمانهِ متى ما شئت , وأينما أردت , وفي الحدث الذي تريد والحالة التي تفيد , والمزية الأعم في ذلك والأهم , أنه إن ساءتك فترةٌ منهُ , لك أن تقلب الصفحة لأخرى تقابلهُ . ولعمري فلأي صفحةٍ سيقلبها اللاحقون بنا , أو المتتبعون لآثارنا . فلذا كنت بحب التاريخ مرغماً وبذاك الود مجبراً .

    قلت ذات يوم ! لم لا أعيش حقبةً من تاريخنا ؟! لأرى صُناعها , وصِدق أوضاعها , أكون فيها حاضراً وشاهداً على أحداثها , فجمعت ما لدي من كتب التاريخ جلها , قديمها وحديثها , كالكامل لإبن الأثير والتاريخ الأموي وتاريخ بغداد وأيضاً تاريخ ابن كثير . أخذت احدها وفتحته من دون تعيينٍ أو تحديد , وعلى أي عصرٍ من العصور , وعلى أية حالٍ آلت بأهله الأمور , أفي نصرٍ هي أم في حالة خورٍ وثبور . فلم أُحدد لأمري مقراً , ولم أقر للأمر حداً .

    فرأيت جيشاً عائداً بنصر قادماً بظفر , حيث إنتشر في سامراء وأمام أسوارها , وذلك بعد معارك قد خاضها وملاحم قد ساقها , فتتبعت أمره وتمعنت في شأنه , فإذا أنا في سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين , أخذتني عندها نشوة النصرِ , وروح الظفر , فأردت أن أرمي بنفسي مع الحشود , وأن أزهو بالنيل من عدوٍ لدود , فلا وجود في ذلك للقيود , بينما إن أغلقت الكتاب !! فالقيد قد أثقل من هذا الوجود . ثم تسائلتُ وقلتُ , أي عصرٍ أجلُ ؟ وأي هلال نصرٍ قد أَهلَ ؟ بل وأي فعلٍ للتمجيد أهلُ ؟ منذُ نصر المعتصم في عصرٍ فحواه المروءة وصبغته القيم , وإلى عصر الظُلم الذي محياه الخنوع وصيغته الوهم ؟!

    قد سأل المعتصم عن أي بلاد الروم أحصن وأمنع , وفي إحتلالها عند الصليبيين أوجع , فقيل له , هي عموريه وهي أُس النصرانيه , فأقر فتحها وإذلال أهلها , وقد أنشده ابراهيم المهدي قصيدةً يحضه فيها على الجهاد , ونُصرة العِباد , فمنها ..

    [poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    يا غارة الله قد عاينت فانتهكي = هتكُ النساء وما منهن يرتكب
    هب الرجال على اجرامها قتلت = ما بال أطفالها بالذبح تنتهب[/poem]

    أغلقت الكتاب بعد أن طويت تلك الصفحة , وذهبت لأُغلق الباب , وذلك كي أمنع الإزعاج ولأنعم بتلك المُنحه . ثم عُدت إليه , وفتحت دفتيه , فوجدت نفسي سائراً في إحدى الطرقات , خاليةٌ من أهلها , ساكنةٌ من روادها , فلا إنسٌ تصاحبه أو أحداً تُحادثه , حتى أنني مللت الأمرَ , والتمست في العودُ .. العُذرَ , إلا أنني لمحت في بعض المكان شبح إنسانٍ , فكان شيخٌ هرِم , وقد بدا عليه الوقار والحكمة والعلم , فلما إقتربت منه , إعتدل بجلسته ورحب بي بابتسامته . فألقيت عليه السلام , فرده علي بمثله , وأظهر لي الاحترام , ثم قلت , يا عم أين القوم ؟ ما لهم هذا اليوم ؟! فأجاب بأنهم قد تجمعوا أمام قصر أمير المؤمنين , فرحين بأن هزم المشركين الصليبيين , ثم سألني وقال , تبدوا غريب الأمر والهيئة , وإني أرى فيك الشك والريبة .

    قلت نعم يا عم , وأبعد الله عنك الهم والغم , فأنا قد أتيت من زمنٍ لاحق , لأزور أهل هذا الزمان السابق , حيث جئت لكم زائراً , وعلى حاضركم شاهداً . ولكي أقنع بما أقرأ وأسمع . وكما قيل , فليس الذي يُروى كالذي يُرى . فمحى شيخنا عن وجهه ما قد ذكرتُ وأسلفت , حيث غلبت عليه علامات الغضب وبدت عليه رموز العجب . فقال , سأفعل معك كما فعل أبي حنيفة , ثم مد قدميه , بل وأمسك العصا بيديه , ثم قال صارخاً صائحاً , مالي اليوم أُقابل أحمقين ؟! مالي ولهذين الإثنين ؟! الأول قد عد نفسه من الأنبياء ! والآخرُ يدَّعي الآن بالإسراء ! ثم أشار بالعصا يميناً وقال , قد سبقك صويحبك إلى هناك , فما رأيت له صاحباً أحمقاً إلا سواك ! فنظرت إلى حيث أراد , فرأيت رجلاً يشير إلي . فصحت بهِ أن يتمهل عليَّ ! فذهبت إليه وعيني على نظرةٍ من الشيخ كانت مريبه , مما جعلني منه في شكٍ وريبه , لم أفهمها حينها , ولم أعي سرها , لكنني لم أكترث بها .

    ثم تحادثنا أنا والرجل وتلازمنا جميعاً , تائهاً وأحمقاً , حيث ظهر لي حُمقه وبان لي سفهه , إلا أنني رأيت في رفقته ما يسر أو على الأقل ما لا يضر , وعموماً فلن يتعالى علي المجانين بأمجادٍ صنعوها أو الحمقى بأفعالٍ أوجدوها ثم خلفوها .

    وقد كان مِن نقاشنا أن سألني عن الناس وأحوالهم , وعن طريقة كسبهم وعيشهم , فقلت إن في زمننا , يدوم على البائس الفقير العناء والشقاء , ويحظى بالعناية والإهتمام من هم في فئة الأغنياء , ويبقى بهم الحالَ كذلك وإن طالَ , فذكر لي شِبه ذلك في فعل هبنقة الأحمق وقوله , حيث كان يُحسن لإبله السمينة ويُُهمل أمر الهزيله , ويقول , تِلك أكرمها الله فأنا أُكرمها , وهذه أهانها الله فأنا أُهملها !

    ونحن سائرين إلا وفجأةً , أمسك بنا بضعة أُناسٍ قالوا أنهم حراس , علمت بعد أن رأيتهم , مغزى نظرات الشيبةِ الهرِم , ثم ساقونا بقوةٍ أمامهم , دون أن يُفصحوا لنا عن أمرهم أو مرامهم , إلا أن منهم من يقول , هما زنديقين , ليقول الآخر , بل هما مارقين , ثم يقطع حديثهما من أظنه لهما قائداً فيقول , سيجدا عند أمير المؤمنينَ الشِدةَ في الحساب والقوةَ في العقاب , فذهبوا بنا إلى قصر الإمارة , الذي ما رأيت مثل جمالهِ وروعةَ بناءه , ففي هندسته الفن والدِقة , وفي زخارفهِ السلاسةَ والرِقة . فأدخلونا القصر .. قسراً , وأوصلونا إلى قاعةٍ فيه , فرأيت المعتصم أبي اسحاق , ورأيت من حولهِِ الأعيان والفضلاء وكِبار القادةِ والعلماء . هو المعتصم , أبيضٌ طويل اللحيةِ , مُشرباً بحُمرة , مربوعاً وشديد الهيبةِ .

    ولقد كان جعفر بن دينارٍ القائد , يصف للحاضرين بعضاً مِن ما قابلوا من مواقفَ وشواهد , وقد كان مما يقول , ولما طال حصارنا لحصن عموريه وضيقنا على أهلها , فقد البطريق ناطس في ذلك الحيلةِ والوسيله , فكتب لملك الروم يطلب منه العون والقدوم , ثم سير الكتابَ مع رجلين إثنين , إلا أننا أمسكنا بهما , وأخذنا الخط منهما , ثم خلع عليهما المعتصم فأسلما , فأمرهما بأن يطوفا حول السور , وأن يقفا أمام البرج الذي فيه ناطس المأسور , الذي علق كل آماله وأمانيه على هذين الرسولين , مما زاده حقداً وغضباً , ويأساً وجزعاً .

    يقول القائد , ولولا أن سخر لنا الله , رجلاً كان قد تنصر من أسارى المسلمين , حيث أخبرنا عن ضعفٍ في هذا الحص الحصين , وذلك لإهمال القائمين عليه , لما تيسر لنا إقتحامه , ولطال بنا الوقوفُ أمامه , فوجهنا المجانيق إلى ذلك المكان , حتى إنفرج السور ما بين بُرجينِ اثنين .

    فقال أحد الحكماء من الحاضرين , وتلك حصون الأُمه إن أهمل أُمراءها تحصينها , وأصلحوا من مكامن عيبها , لكانت هينة وسهله , أمام المُعتدين والغاشمين .

    ثم وقف أبي تمام , وبعد أن ألقى على المعتصم السلام , أنشد بيوم الفتح وما كان فيه من صولاتٍ وجولات , وأذكر منها هنا بِضع ما أحفظ من أبيات ..

    [poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    السيف أصدق أنباء من الكتب = في حدّه الحد بين الجد واللعبِ
    بيض الصفائح , لا سود الصحائف في = متونهن جلاء الشك والريبِ
    تدبير معتصمٍ بالله منتقم = لله مرتغب في الله مرتقبِ
    لم يغزُ قوماً ولم ينهض إلى بلدٍ = إلا تقدمه جيشٌ من الرعبِ
    خليفة الله , جازى الله سعيك عن = جرثومة الدين والإسلام والحسبِ
    أبقت بني الأصفر المصفر كإسمهم = صفر الوجوه وجلّت أوجه العربِ[/poem]

    بعد ذلك رأيت من أتى بنا إلى هنا , وقد تقدم إلى المعتصم يحادثه وهو يشير صوبنا , ثم أتانا ودفعنا أمامه دفعاً , فأيقنت بسوء المصير قطعاً , ثم أوقفنا أمام الوالي , الذي أشار إلى صاحبي , ثم سأله , أأنت نبي ؟! فقال , نعم أنا كذلك , فقال له , ومن هذا الذي معك , ( وليتني حينها ما طلبت المغامره , لما تعرضت لهذه المخاطره ) فقال , هو وزيري وخليفتي !! لقد تذكرت حينها قول الاعرابي , إن حماقة صاحبي علي أشد ضرراً منها عليه ! ثم إلتفت المعتصم إليه وقال , وإلى من بُعثت ؟! فقال الرجل , إليك أُرسلت !! فصمت المعتصم وهو غاضب ثم قام ونطق , وقال لصاحبي , إنك والله لسفيهٌ وأحمق . فرد عليه صاحبي فقال , إنما يُبعث إلى كل قوم مثلهم !! فضحك منه المعتصم .

    ثم سألني عن أمري وصدق ما يُذكر عني , فأخبرته كما أخبرت الشيخ صاحب العصا , فإن صَدَّقَ المعتصم وإلا عدني أحمقاً لا أُحاسب , أو سفيهاً كصاحبي لا أُعاتب ! لكن المعتصم قد ضحك أيضاً مما قلت , ثم قال لي , وكيف أمركم يوم ذاك ؟

    فقلت له , يا معتصم ...

    إن لنا عجائب غريبة , تُضحك الثُكلى وهي عند قبر زوجها , ويُنكرها الرضيعُ ويعجب من أمرها , قد تعددت بنا الأهواء والمشارب , فتناثرت علينا أشكال النوائبِ وأنواع المصائب . حتى حارت بنا الأقدام , ثم تثاقلت عن الإقدام , فكُنا إضحوكةٌ بين الدول , إلعوبةٌ عند أهلها . الشعب مطبوعٌ على الطاعة , وموجوعٌ قد ألِف المجاعة . منا طفلٌ يعشق الثوره , ومنا كبير قومٍ يسرق الثروه , منا نساءٌ قد صنعن الملاحم , ومنا قادةً التهموا شعوبهم فعُدوا لهم مغانم .

    يا معتصم ...

    قد لبيت صرخة أمٌ عربيه , وإني من زمنٌ فيه الأمة العربية تصرخ . . إن لنا أحلاماً ما أن تبدوا حتى تخبوا , وأماني ما أن لنا تدنوا حتى تعلوا , فلا الأحلام نرجوها , ولا الأماني نبلغها , قد أوجدتم الأمور العِظام , وما قدمنا إلا ما عادل رُفات العضام !! قد أكثرتم من المآثر , وقد أوجعتنا المعاثر , فليتنا تتبعنا منكم الأثر , لما كان منا هذا الخبر , إن من قطعت أعناقهم , فعلى أعناقنا يوماً , سنحمل أبنائهم .

    يا معتصم ..

    ان الأعداء قد تعاضدوا فتكاثروا , فكان من العرب أن تحاسدوا فتناثروا , نعطي الجزيةَ لعدونا ونحن صاغرين , ونجنح للسلمِ وما هم إليه بجانحين , فنحن نحزن لقتلى أعدانا ولا نبالي بقتلانا , سلاحنا شجبٌ والإنكار عتادنا , ورايتنا .. الرُعبُ والإنكسار مرامنا . قد أُقيمت لنا المؤتمرات , ليُديموا علينا المؤامرات . وإن قُتل للعدو قتيلا , تجمهر المؤتمرون ولهم صهيلا . أصهيلٌ هو ؟! بل نحيبٌ وعويلا . أما إن دارت علينا الدائره , وطغت علينا النفوس الجائره , وكان بنا القتلُ , وعلينا الحملُ , صاح الكلُ , بِئس منا النفوس الثائره , ألا تصبِر لتُحكم العقلُ ؟!

    ثم يذيعون أمرهم بهذا البيان , يا أهل الجبال والسهل والوديان , يا أهل الوبر والمدر , يا أهل الأرض قاطبه وكذلك القمر , هذا منا هو الإجراء , فنحن براءٌ براء , مِن من حمل منا السلاح .. ( جوراً ) فأثخن بعدوه الجراح , وزادها غوراً , أَمَا لو لزم الصمتُ , ورضي بالكبتُ , وهانت عليه سطوةَ أهل السحت , أو طغيان عبَّاد السبتُ , لما هُدمت الدورُ ولما عُمِرت القبور .

    ثم إلتفت إلى أبي تمام , فقلت ,



    [poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    يامن تبريء السيف من أنباءِ الكذبِ = فلا جِدٌ فيه نحنُ , بل وقتُنا لَعِب
    تكاثرت علينا الأعداءُ من كل جهةٍ = ولدينا الصفائحَ قد أُفسِدت من العطبِ
    هندوساً وروساً والفرنجةُ والفرسِ = والأحباشَ معهم وصهيونَ والصِرَبِ
    وليس العجب في أن سادوا فملكوا = بل أن كنا عليهم ملوكاً كان عجبي[/poem]

    فنادى المعتصم على عساكره وقالَ , أخرجوا هذينِ الإثنين , وليتقاذفهما الصبية والمجانين , حتى يبتعدا عن بلاد المسلمين .

    فكُنا وصاحبي في سباقٍ مع الحجارة , وما تركنا طريقاً ولا حارة , حتى إعترض طريقنا الشيخ الذي قابلناه أول مره , وقد كان نافراً بين شفتين غليظتين , ليظهر لنا نابين إثنين , حيث كانا آخر ما بقي من أسنانه , وكان يتحسسهما بلسانه , كأنه يترقب فِراقهما أو أن يعلن الترحال أحدهما , وقد كان يهز عصاه كفارسٍ مغوارا , وهو يُزمجرُ كأسدٍ غضنفرٍ جبارا , كان قد وقعتا بين يديهِ طريدتيهِ , ثم قال , بمن أبدأ ؟! وعلى من يقع الاختيارا ؟!

    فإذا بصاحبي قد ترنح مغشياً عليه , فأمسكته محاولاً أن أُبقيه على قدميه , فقال لي الشيخ , دعه ولا تُشغلهُ , فلربما الآن يوحى إليه ! ثم إقترب مني متوعداً وبعصاه مهدداً , وهو يقول هذه العصا لمن خاب أو ضل أو عصى , بينما خلفي كنت أسمع تساقط الحجارةِ والحصا .

    فرفعت يدي لأُمسك العصا , وأنا أصيح فيه , رحِم الله من أصفح وعفا , فإذا أنا رافعاً كتاباً , فعلمت أن مابي هو وهمٌ وسراب ..

    [align=center]فأغلقتُ الكتاب !![/align]



    التعديل الأخير تم بواسطة محمد العربي ; 01-05-2004 الساعة 09:40

  2. #2

    رد : أنا والأحمق !!




    محمد العربي
    هي قصه صغيره , أرجوا أن تحوز على رضاكم جميعاً ,
    وأنا مستعدٌ لأي قدحٍ أو نقد . وإن ظهر عيبٌ في تتابع القصه ,
    فهو لأني قد قطعت منها كثيراً حتى لا تُمل

    .
    محمد العربي

    هي قصه قصيره لم تحز على الرضى فقط

    بل على الاعجاب وقرآءتها مراتٍ ومراتٍ

    ولم يكن الملل ابدا هو الشعور الذي احسست به

    بل كان حزن واسى والم .......وربما ......تفائل


    شكرا لك مبدعنا الكبير العربي




    ==================

    اعلم اني قد اتخطى صلاحياتي......... لكن!!!! ....

    لم أرى لهذه الدره افضل من التثبيت .....(على الاقل )

    ولعلمي انك لن تثبّت لنفسك

    تشرفت انا بذلك



    ريم




    تبسّمْ سلمتَ
    فحُزنُكَ ظلمْ
    أيحزنُ من عندهُ
    وجه أمْ

  3. #3

    رد : أنا والأحمق !!



    أخي المبدع ,, محمد العربي,,

    بحق هي قصة رائعة ,, محبوكة ,, وشيقة ,,

    لي رجاء وأنا على ثقة من كرم أخلاقك أنك لن تردني خائبة ,,

    رجائي هو ان تمنحني نسخة منها في مضيف الفصيح لأتشرف بمطالعتها كلما فتحته ,,

    في انتظارها هناك اذا سمحت ,,

    تحياتي لك .



    يانسمـــة الــــوادي ,, ياوردة بــــلادي
    حايل ربى الشادي ,, يانرجس وكادي

  4. #4
    كاتب مميّز


    تاريخ التسجيل
    07 2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,422
    المشاركات
    1,422

    رد : أنا والأحمق !!



    [align=center]طبعاً لا يخفى على الجميع تلك الكسور والضمور الشنيعه في الأبيات المرفقه , وما يشفع لي هو أنني لست بشاعر .[/align]


    اختي الكريمه ريم شمر , لكِ الشكر على هذا الإطراء الذي أرجوا أن أكون مِن من يستحقه , فلك فائق الإحترام والتقدير , ولكِ الشكر مرة أخرى .



    التعديل الأخير تم بواسطة محمد العربي ; 01-05-2004 الساعة 16:43

  5. #5
    كاتب مميّز


    تاريخ التسجيل
    07 2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,422
    المشاركات
    1,422

    رد : أنا والأحمق !!



    [align=center]اهلاً باختي الكريمه الريم , ولكِ الشكر لما أبديتيه عن هذه القصه , والتي لولا ما بها من بعض العيوب التي أراها , لوضعتها هنا مسبقاً .. شكراً على التشجيع .[/align]



    التعديل الأخير تم بواسطة محمد العربي ; 01-05-2004 الساعة 17:03

  6. #6
    كبار الشخصيات* الصورة الرمزية سلمان النبهان


    تاريخ التسجيل
    12 2001
    الدولة
    الدمام
    المشاركات
    3,374
    المشاركات
    3,374

    رد : أنا والأحمق !!



    [poem=font="Andalus,6,black,normal,normal" bkcolor="sienna" bkimage="backgrounds/17.gif" border="double,10,darkred" type=1 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
    الاخ محمد العربي تسلم ويطول عمرك
    حقيقة رائعة وغير معقوله شي جميل جدا ..
    سجع... بل ادب .... بل شعر بليغ ........
    بل هو عقل وابداع من سيدنا الاديب / محمد العربي
    والواقع انني لأرقى لمستوى تقييم شخص بقامتك .
    محمد العربي استطعت ان تقول لنا مالم يستطعه غيرك
    كتبت لنا بطريقة موصله لم يسبقك احد عليها ...
    شكرا لما كتبته من ابداع وتسلم ونحن ننتظر المزيد
    فلا تبخل علينا من هذا الجمال الشيق الممتع ...[/poem]




  7. #7

    رد : أنا والأحمق !!



    ياسلام عليك يا مبدع|116|

    ما شاء الله تبارك الله |4|
    قصه متكامله تقديم ذكي وتناسق جميل وحبكه مميزه وحوارات شيقه وسجع وشعر و و الخ.......|116|

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العربي

    قد أُقيمت لنا المؤتمرات , ليُديموا علينا المؤامرات . وإن قُتل للعدو قتيلا , تجمهر المؤتمرون ولهم صهيلا . أصهيلٌ هو ؟! بل نحيبٌ وعويلا . أما إن دارت علينا الدائره , وطغت علينا النفوس الجائره , وكان بنا القتلُ , وعلينا الحملُ , صاح الكلُ , بِئس منا النفوس الثائره , ألا تصبِر لتُحكم العقلُ ؟!
    [align=center]فأغلقتُ الكتاب !![/align]
    لقد ذكرني هذا المقطع من القصه بسلسلة مؤتمرات شرم الشيخ


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العربي

    إن من قطعت أعناقهم , فعلى أعناقنا يوماً , سنحمل أبنائهم .
    [align=center]فأغلقتُ الكتاب !![/align]

    إلا هذه، فلن تكون ان شاء الله ابداً


    سلمت يمينك اخي المبدع/محمد العربي
    قصه رائعه ومشوقه وموجعه واحداثها مترابطه، أبدعت بصياغتها وأجدت بأختيار شخوصها.


    تحياتي



    عائدون عائدون
    سيعود الجميع ان شاء الله


  8. #8
    كاتب مميّز


    تاريخ التسجيل
    07 2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,422
    المشاركات
    1,422

    رد : أنا والأحمق !!



    الغالي سلمان النبهان ...

    أشكرك أخي في تواجدك لقراءة القصه ( هذا أولاً ) وفي قولك الكريم والمُشجع ثانياً , والذي أرجوا أن أنال بعضاً منه ..

    لك الشكر مرة أخرى .




  9. #9
    كاتب مميّز


    تاريخ التسجيل
    07 2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,422
    المشاركات
    1,422

    رد : أنا والأحمق !!



    أهلاً .. أهلاً .. بأخي الأصمعي ...

    شرم الشيخ ( شرخ الشيخ ) !!


    ومن ينكر أفضال الشيخ المشروم ؟!


    عموماً .. أشكرك أخي على ما تفضلت به , وعلى قراءتك لهذه القصه , كما أنني سعيدٌ لأنها أعجبتك .

    تحياتي لك .




  10. #10


    [font=Comic Sans MS][align=center]ضاقت فلما إستُحكِمت حلقاتها فُرجت , و كنت أظنها لا تُفرج ..

    \/
    |

    تبادرت إلى ذهني , عندما إنتهيت من قصتك مع الأحمق .. أخي العربي.


    _-_-_

    [color=#CCCCCC][size=5]هي رمزيةٌ رائعة تفتقد لسلاسة السرد <-( وجهة نظر قارئ ليس إلا )



    " ... , إن لنا أحلاماً ما أن تبدوا حتى تخبوا , وأماني ما أن لنا تدنوا حتى تعلوا , فلا

    الأحلام نرجوها , ولا الأماني نبلغها , قد أوجدتم الأمور العِظام , وما قدمنا إلا ما عادل

    رُفات العضام !! قد أكثرتم من المآثر , وقد أوجعتنا المعاثر , فليتنا تتبعنا منكم الأثر , لما

    كان منا هذا الخبر ,
    "
    " إن لنا أحلاماً تبدوا لـ تخبوا , وأماني لا تدنوا لنا إلا لـ تعلوا , فلا الأحلام رجوناها , ولا الأماني بلَغناها , قد أوجدتم من الأمور العُظام , وما قدمنا إلا ما عادل رُفات العِظام !!
    قد أكثرتم من المآثر , ونحن أوجعتنا المعاثر , فليتنا منكم تتبعنا الأثر , و ما كان منا هذا الخبر , "


    --_--

    " فكُنا وصاحبي في سباقٍ مع الحجارة , وما تركنا طريقاً ولا حارة , حتى إعترض طريقنا الشيخ الذي قابلناه أول مره , وقد كان نافراً بين شفتين غليظتين , ليظهر لنا نابين إثنين , حيث كانا آخر ما بقي من أسنانه , وكان يتحسسهما بلسانه , كأنه يترقب فِراقهما أو أن يعلن الترحال أحدهما , وقد كان يهز عصاه كفارسٍ مغوارا , وهو يُزمجرُ كأسدٍ غضنفرٍ جبارا , كان قد وقعتا بين يديهِ طريدتيهِ , ثم قال , بمن أبدأ ؟! وعلى من يقع الاختيارا ؟! "
    فكُنا وصاحبي نسابق الحجارة ,و لم نتركـ طريقاً ولا حارة , حين إعترضنا الشيخ الذي قابلناه أول مره , و كان نافراً بين شفتين غليظتين , ليظهر لنا من الأنياب إثنتين , كانتا آخر ما بقي من أسنانه , و متحسِسًا لهما بلسانه, كأنه مترقبًا لفراقهِمْ أو لـ يُعّلَن له الترحال من أحدهِمْ , وقد كان يهز عصاه كفارسٍ مغوار , و مٌزمجرُ كأسدٍ غضنفرٍ جبار , بين يديهِ قد وقعت طريدتيهِ , قال , بمن سـ أبدأ ؟! و من منكما أختار .. ؟!

    _-_

    " فرفعت يدي لأُمسك العصا , وأنا أصيح فيه , رحِم الله من أصفح وعفا , فإذا أنا

    رافعاً كتاباً , فعلمت أن مابي هو وهمٌ وسراب ..

    فأغلقتُ الكتاب !!
    "
    _-_

    " فرفعت يدي لأمسك العصى - و صائحًا فيه أنا - رحمةُ الله لمن عفى , فإذا أنا رافعٌ الكتاب , فعلمت أنه وهمٌ و سراب .. !!

    فأغلقتُ الكتاب . "



    \/
    |
    سليت نفسي بإعادة صياغتها فمعذرة ..

    تحياتي... [/align]




صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته