النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ترياق الهموم

  1. #1

    ترياق الهموم



    [align=center]
    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
    وبعد
    فإن البؤس واليأس والقنوط من رحمة الله من المحرمات على أهل الإيمان ، إذ أن فيها حزن للمؤمن ، وهذا من عمل الشيطان " ليحزن الذين آمنوا " .
    ولذا جعل الله ترياق أهل الإيمان وعلاج قلوبهم بأن أعطاهم أوسع عطاءٍ، وأجزلهُ وأعظمه ... إنه الصبر ، وقد جاء في الحديث أوسع العطاء الصبر . فياله من ترياق لمن مسه الضر، وإكسير لمن آلمته المصائب والأحزان .
    إنه الوصفة العجيبة النافعة لقلوب المنكوبين ولأفئدة المحرومين.
    إنه ترياق أهل الإيمان ، فعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك إلا للمؤمن ... فعجباً لأمره.
    هو الصبر ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وهو شجنةٌ من الجهاد .
    وما أحلى مرارة الصبر في سبيل الله ، وما ألذّها والله يقول :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " فلهم الأجر الجزيل لفعلهم الجميل .
    والصبر أنواع ، فصبرٌ على طاعة الله تعبداً لله ، وصبر عن معاصي الله خوفاً من الله ، وصبر على أقدار الله المؤلمة رضاً بقضاء الله وقدره .

    قال أبو تمام :

    وقال عليُّ في التعازي لأشعثٍ *** وخاف عليه بعض تلك المآثمِ
    أتصبر للبلوى عزاءً وخشيةً *** فتؤجر أو تسلو سلُوَّ البهائمِ..؟

    فالصبر عند الملمات من إمارات السعادة كما قال ذلك المارودي في كتابه الماتع " أدب الدنيا والدين " وضياعه من البلادة.
    والله يقول :" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا ".
    وقد روي عن المعصوم صلى الله عليه وسلم قوله:" الصبر سر من المكروب،وعون على الخطوب". وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو أن الصبر والشكر بعيران ما باليت أيهما ركبت . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : أفضل العُدّة الصبر على الشدة .
    وما صابر إلا سيوفى أجره ، إن كان صَبَرَ نفسهُ على طاعة ،أو صَبَرَ بدنه على عملٍ وشُغل ، قال بعضهم :

    إن الأمور إذا سُدت مطالبها *** فالصبر يفتق منها كل ما ارتتجا
    لا تيأسن وإن طالت مطالبة **** إذا استعنت بصبرٍ أن ترى فرجاً
    أخلق بذي الصبر أن تحظى بحاجتهِ *** ومُدمن القرع للأبواب أن يلجــا

    اشتداد الكرب يؤذن بفرج ، وضيق الفرج يؤذن بفرج ، وكلما زاد ظلام الليل كلما آذن ببزوغ فجرٍ ضاحك ، وأملٍ صادق ..
    فالصبر مفتاح به تفتح الأمور إن غُلقت مغاليقها ، وهو نبراس يهتدى به إن غابت الشمس وأظلمت السبل.
    والصبر يزيد صاحبه ثباتاً على الحق ، وتأييداً بين الخلق ، كالنار زادت العود طيباً وريحاً.

    مِحنُ الفتى يُخبرن عن فضل الفتى *** كالنار مخبرةً بفضل العنبر

    والمؤمن يجعل المحنة منحة ، والبلية عطية ، فعجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء فشكر فكان خيراً له ، أو أصابته ضراء فصبر فكان خيراً له ، وليس ذلك إلا للمؤمن لأن منهج المؤمن ...

    إذا بُليت فثق بالله وارض به *** إن الذي يكشف البلوى هو الله
    إذا قضى الله فاستسلم لقدرته *** ما لامرئ حيلة فيما قضى الله
    اليأس يقطع أحياناً بصاحبه *** لا تيأسن فإن الصـــــــانع الله

    وليس المؤمن بالشكاء مما أصابه من أقدار الله ، بل حصيف صبور غيور ، يعلم أن الغريق لا يستنجد بغريق فيصبر ، وإن الضعيف لا يسعف الضعيف فيصبر ، فيفيض أملاً ورجاءً ورغبةً ورهبةً في أن يُفرِّج الله عنه ، فإن الشكوى للناس مصيبة عظيمة ، فهل يشتكى من الخالق للمخلوق ..... عجباً والله .

    أورد المارودي رحمه الله خبراً عن بعض أهل الأدب أن أبا أيوب الكاتب حُبس في السجن خمس عشرة سنة ، حتى ضاقت به حيلته ، وقل صبره ، فكتب إلى بعض إخوانه يشكو له طول حبسه ، فرد عليه جواب رقعته بهذا :

    صبر أبا أيوب صبر مُبرِّحٍ *** فإذا عجزت عن الخطوب فمن لها؟
    إن الذي عقد الذي انعقدت له *** عُقدُ المكارة فيك يملك حلهــــــــــا
    صبراً فإن الصبر يعقب راحة *** ولعلها أن تنجلي ولعلهـــــــــــــــــا

    فقلب الرقعة أبا أيوب وكتب:

    صبّرتني ، ووعظتني وأنا لها *** وستنجلي بل لا أقول لعلهــــــا
    ويحُلُّها من كان صاحب عقدها *** كرماً به إذ كان يملك حلهــــــا

    فلم يلبث بعد ذلك في السجن إلا أياماً حتى أُطلق مكرماً .{أدب الدنيا والدين صــ222}.
    فالصبر الصبر فبه تنال السعادة ، والحسنى وزيادة ، وبه يكون العبد قوي العهد ، صادق الود ، بعيد الصد والرد.
    وأخيراً :
    ليعلم الفرح الجذلان أن سروره غير دائم فليعد العدة ، وليشد العزم على إحالة المرارة إلى حلاوة ، وشراب الليمون بقليل من السكر يصبح حلواً..

    { وبشر الصابرين}

    ما أمرّه ...، وما ألذَّ ثمرته ...
    وأول ثماره وجوائزه صلاة الله ورحمته وهدايته لأهل هذه البضاعة .. " أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "
    و " وبشر الصابرين " بعظم الأجر ..
    و " بشر الصابرين " بالهداية والثبات ..
    و " بشر الصابرين " بالجنة " أولئك يجزون الغُرفة بما صبروا" ..
    و " بشر الصابرين " بالسعادة في الدارين " واستعينوا بالصبر والصلاة "..
    و " بشر الصابرين " بالمحبة من الخالق جل وعز " والله يحب الصابرين "..
    و " بشر الصابرين " بالمعية الربانية بالهداية والتوفيق والتسديد والتثبيت والنُصرة " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون "، " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " ..
    و "بشر الصابرين " بأجر عظيم لا حد له ولا عد ، ولا وزن له ولا كيل ولا كم له ولا كيف ... " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " .
    و " بشر الصابرين " بأحسن ما كانوا يعملون .." ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ..
    و " بشر الصابرين " بزيادة الأجر على قدر البلاء ، قال المعصوم صلى الله عليه وسلم : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء" كما عند الترمذي وابن ماجه.
    و " بشر الصابرين " بذهاب الخطايا ، وزوال الآثام ، قال صلى الله عليه وسلم : " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ". كما عند الترمذي.
    و " بشر الصابرين " " فمن يرد الله به خيراً يصب منه " كما في البخاري ، حتى يتنكر العبد فيتوب ويرجع إلى الله ، ويحصل له الثواب العظيم .
    و " بشر الصابرين " فإن أمورهم كلها خير ، وإلى خير بإذن الله جل وعز ، عجباُ لأمر المؤمن إن أمره كله له خير.....
    و " بشر الصابرين " بحط الخطايا والذنوب كما تحط الشجرة ورقها ، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ما من مسلم يصيبه أذى من مرض أو مما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها .
    و " بشر الصابرين " على الطاعة ، وعن المعصية ، وعلى أقدار الله المؤلمة " ولربك فاصبر" ، " والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم " ..

    وإذا عرتك بليّة فاصبر لها *** صبر الكريم فإنه بك اعلم
    وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما *** تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم

    و " بشر الصابرين " فإنما الصبر عند الصدمة الأولى كما جاء في الحديث.
    و " بشر الصابرين " برضا الله وقسمة واختياره .
    و " بشر الصابرين " بتكفير الخطايا والذنوب .
    و " بشر الصابرين " بالفرج بعد الشدة ، وباليسر بعد العسر ، وبالسعة بعد الضيق " فإن العاقبة للمتقين" ..

    ولرُبّ نازلةٍ يضيق بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرج
    ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكنت أظنها لا تفرج

    فالصبر الصبر تؤجروا ... وتنجحوا ... وتفلحوا ....
    وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    الفوائد
    [/align]



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

  2. #2

    رد : ترياق الهموم



    و " بشر الصابرين " فإنما الصبر عند الصدمة الأولى كما جاء في الحديث.
    و " بشر الصابرين " برضا الله وقسمة واختياره .
    و " بشر الصابرين " بتكفير الخطايا والذنوب .
    و " بشر الصابرين " بالفرج بعد الشدة ، وباليسر بعد العسر ، وبالسعة بعد الضيق " فإن العاقبة للمتقين" ..
    بارك الله فيكى أختى الفاضلة تذكار على هذا الموضوع الرائع
    أخوكى بالله رامى




  3. #3

    رد : ترياق الهموم



    وفيك بورك أخي الفاضل ..

    أختك

    تذكار



    مقاس التوقيع 500 بيكسل عرض وطول200 كحد اقصى وكذلك حجم التوقيع لا يتجاوز50ك ب نرجوا من الجميع التقيد بذلك من اجل تصفح افضل

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. عطلة الصيف بين الهموم و الأحلام [ شارك برأيك]
    بواسطة شام في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 55
    آخر مشاركة: 13-06-2009, 16:19
  2. لماذا جعلت الهموم والأحزان تتجرأ على إنزال دمعتك
    بواسطة المطنوخ في المنتدى مضيف فيض المشاعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-12-2004, 04:50
  3. ..كلمات نيرة تدفعون بها الهموم..
    بواسطة ديمــــه في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-03-2004, 22:30
  4. ....(( الهموم الجلغمية ))....
    بواسطة العذب في المنتدى مضيف ا لشّعر الشعبي"النّبطي"
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 29-12-2002, 21:30

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته