الطفل العراقي: السلام عليكم، أنا من الفلوجة العراقية، فمن أيّ البلاد أنت؟
الشيخ الفلسطيني: وعليكم السلام ورحمة الله، أنا من فلسطين أرض الصمود والإباء، ماذا تريد يا بني؟

الطفل العراقي: لي طلب بسيط يا عماه... أرجوك أن توصل صوتي لإخواني المسلمين فلم أعد أقوى على الصراخ... أخبرهم أننا محاصرون وأن الأعداء قد تمادوا في غيهم وطغيانهم، أرجوك أن تسرع... فقد قتل أبي وأخوتي ولم أفصح لأحد غيرك لألا يقال عني إرهابياً.

الشيخ الفلسطيني: يا بني أنت كالمستجير من الرمضاء بالنار، فنحن محاصرون أيضاً بجدار عنصري ونتعرض لأصناف القتل والتعذيب والتصفية، وصوتنا قد انقطع منذ زمن بعيد.

الطفل العراقي: فما العمل يا عماه؟

الشيخ الفلسطيني: عليكم بالصبر يا بني فليس له مثيل، أقطعوا أملكم ورجاؤكم منهم وعلقوه بالله وحده، فهذه حالنا منذ أكثر من 50 سنة.

الطفل العراقي: ألسنا كالجسد الواحد كما يقول نبينا عليه الصلاة والسلام؟ فأين شباب الأمة؟... أين مضادّها الحيوي الذي نراه في كل مكان ملتهب ونجده عند كل جرح نازف من جسد أمتنا؟... أرجوك يا عماه أن تحاول فما عليك إلا أن توصل صوتي لليوث الجزيرة والشام ومصر والمغرب الأشاوس وسوف يأتوننا في الحال.

الشيخ الفلسطيني: المجاهدون شُغلوا بالمطاردة والتصفية والتقتيل لأن أسماءهم وردت في قوائم المطالبة الصليبية، فقد أدرك أعداؤنا خطورة هؤلاء المجاهدين فقاموا بتصفيتهم قادتهم وتركوا الباقين لعملائهم المخلصين ليكملوا مشروع أسيادهم، فقد اغتالوا جوهر دوداييف وخطاب وأحمد ياسين وآخرهم الرنتيسي، وسلسلة الاغتيالات مستمرة، لتقطيع جسد هذه الأمة كما قُطِّع جسد الشيخ ياسين والرنتيسي!!

الطفل العراقي: / ولكن الأمة لن تعجز أن تلد غيرهم!

الشيخ الفلسطيني: صدقت يا بني ولكن أعداءنا المحليون قطعوا عليها الطريق وساهموا في إخراج أبطال جدد أمثال (بشار والخلاوي) فعندما فتر جمهور الرياضة والفن....

الطفل العراقي: (مقاطعاً) تقول الرياضة... لقد لمسنا فائدة الرياضة أثناء حصارنا هذا؛ حيث حولنا أحد ملاعب كرة القدم إلى مقبرة.

الشيخ الفلسطيني: هذه أول فائدة أسمعها لهذا اللهو العابث الذي أشغل الأمة بأسرها، فالمعروف عند كل عاقل أن الملاعب مقبرة جماعية للأحياء وإن شئت فقل مزبلة... نعم إنها مزبلة يا بني، ودعني أكمل لك... فعندما فتر جمهور الرياضة والفن وعزف بعض الشباب عنها ثارت ثائرة المنافقين فقدموا للأمة برامج ماسونية لتخنيث الشباب وتفحيل الفتيات مثل (ستار أكاديمي وبق برذر وسوبر ستار وغيرها) وقد نجح المشاركون فيها نجاحاً باهراً بالقيام بأدوار البهائم والحمير حين تُوضح في الحظائر، ولقد كشفت لنا هذه البرامج وللأسف الشديد عن قدر المسخ الذي تعاني منه الأمة؛ حيث تجاوزت الأصوات التي صوتت وأيدت هؤلاء الفسقة عشرات الملايين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الطفل العراقي: إذا أين باقي الأمة يا عماه، أين دعمهم المادي؟ بل أين مجرد الاستنكار والشجب الذي عودونا عليه؟

الشيخ الفلسطيني: لقد شغلوا عما خلقوا لأجله، ولم يعد لنا في حياتهم مكان، ألم تر كيف استقبلوا هؤلاء الأنذال استقبال الفاتحين واحتفلوا بقدومهم وأجروا معهم اللقاءات الصحفية والمقابلات التلفزيونية؟! في وقت عجزوا فيه عن مجرد عقد قمة لمناقشة تطورات الساحة ... يا بني الأمة نائمة ومخدرة لا تحس بما يدور حولها ولا تدري عما يحاك لها.

الطفل العراقي: فما رأيك يا عماه؟ .... إما أن نأتيكم أو تأتون إلينا؛ علّ بعضنا يواسي بعض ويداوي بعضنا الآخر.

الشيخ الفلسطيني: بيننا وبينكم يا بني مستعمرات لا نستطيع تجاوزها، فالعملاء يحاربون كل ما يمت للجهاد بصلة حتى مجرد التسمي بأحمد ياسين أصبح ممنوعاً فكيف بما هو أكبر من ذلك؟!!

الطفل العراقي: فما العمل يا عماه من واقع خبرتك ونضالك؟

الشيخ الفلسطيني: عليكم بمواصلة الجهاد، وإذا سمعتم أن المسلمين أصبحوا يصلون على شهدائكم صلاة الغائب فاعلموا حينها أنكم وصلتم إلى المرحلة التي نعيشها هذه الأيام في فلسطين!!.

الطفل العراقي: أتقصد أنهم لن يداووا جراحنا ولن يطعموا جائعنا ولن نجد من يواري أجسادنا الثرى حين يجهز عليها الأعداء؟

الشيخ الفلسطيني: يا بني... لقد أصابهم المسلمين الوهن، ولم يعودوا قادرين حتى على مجرد الشجب والتنديد، فاقطعوا أملكم إلا بالله كما فعلنا واعتمدوا على أنفسكم حتى يحدث لهم ما يجعلهم يفيقون من رقادهم.

الطفل العراقي: كيف ومتى يا عماه؟

الشيخ الفلسطيني: عندما يعبث عابث بعروشهم أو يهتز كرسي أحدهم، عندها سيفيقون من سباتهم وتعلن حالة الحرب وتجيّش الجيوش وتستدعى من كل مكان، كما فعلوا لتحرير الكويت...!!



منقول