بسم الله الرحمن الرحيم
***لا شك أننا نواجه الآن تحدياً كبيراً رهيباً لم يعد يخفى على الكثير, فأعداء الأمة وجموع الشر قد اجتمعت لكي تحارب ديننـــا وتحاربنا , بل لنقل كي تبيدنا إذا سنحت لهم الفرصة ســـواءً الآن أو فيما بعـد.
فهم بإمكاناتهم الكبيرة وبجيوشهم الجرارة وأسلحتهم الرهيبة قد تهيأوا لحربنا وإبعادنا عن ديننا ولو بالقـوة,...
ولكـــن وعلى الرغم من كل هذه الشرور والمخاطر المخيفة المقلقة فإن وسيلة الأمان والنجاة بأيدينا بإذن الله إن عملنـــــــا لها بحــــــــق!!!, فبعـــودتنا الصادقة الى الله والتزامنــا بأوامره وبتطبيقنا شرعه, وبإرسالنا أرواحنا خفاقة مشرقة فيما يرضي الله يبزغ فجر النصر والغلبة والعودة إلى عزنا ومجدنا.
أخي سنبيد جيوش الظلام---ويشرق في الكون فجر جديــد
فأطلق لروحك إشراقهــــا--- ترى الفجــر يرمقنا من بعيـد
*** وعتابنــــــــــا شديد لأمتنا التي تغفل أو تتغافل عن ما يخططه أعداء الدين, وقلوبنا لاشك غاضبةٌ علـــــى الذين يخدرون ويضيعون الأمة ويفسدونها بينمــا الأعداء منقضون عليها من كل جانب .
يا أمة الإسلام جلَّ مُصابي--- وأطار كيد الخائنين صوابي
إني أعاتب فيك قلبا غافلا---عما تخبئه يد الـقـصــــــاب
وأراك لاهيةً وغيرُكِ لم يزل---يقظاً يمد إليك كف خراب
***ولنتذكر ولنذكر غيرنا بأن اليهود والنصارى وأهل الشرك والكفر أجمعين تملي عليهم عقائدهم المحرفة وتصوراتهم الباطلة بالكيد للمسلمين والتنكيل بهم غايــــــــة التنكيل, وقد ظهــــــــــــــــر ذلك في مذابحهم العديدة للمسلمين على مدى التاريخ الإسلامي كلما سنحت لهم فرصة تمكنهم من ذلك. وقد رأينا بــــأم أعيننا في عصرنا الحاضر كيف فعلوا بإخواننا أفعالا شنيعة لا يكاد يتصورها العقــــــــــــل!!,وبعضها حصلت من شعوب كان الواحد منا يتصور أن حضارتهم الزائفة في هذا العصر الحديث تمنعهم من ذلك كما حصل لإخواننا في البوسنة وكوسوفا من جيرانهم الأوربييــــــــــــــــن!!!
قال تعالى : (( لا يرقبون في مومن إلاًّ ولا ذمة وأولئك هم المعتدون ))
- يقــــــــــول جلال العالم في كتابه الهــام(قادة الغرب يقولون) في فقرة بعنوان انظروا كيف يحقدون:
(( إن المتتبع لتاريخ العلاقات ما بين الغرب وشعوب الإسلام ، يلاحظ حقـــــــــــداً مريراً يملأ صدر الغرب حتى درجة الجنون ، يصاحب هذا الحقد خوف رهيب مــن الإسلام إلى أبعد نقطة في النفسيــــــــة الأوربية .
هذا الحقد ، وذلك الخوف ، لا شأن لنا بهما إن كانا مجرد إحساس نفسي شخصي ، أمــــــــــــا إذا كان من أهم العوامل التي تبلور مواقف الحضارة الغربية من الشعوب الإسلامية ، سياسياً ، واقتصادياً ، وحتى هذه الساعة ، فإن موقفنا يتغير بشكل حاسم .
سوف تشهــــــــد لنا أقوال قادتهــــــــــــم أن للغرب وللحضارة الغربية بكل فروعها القومية وألوانها السياسية موقفاً تجاه الإسلام لا يتغير ، إنها تحاول تدميـــر الإسلام ، وإنهاء وجود شعوبه دون رحمـــة .
حاولـــــوا تدمير الإسلام في الحروب الصليبية الرهيبة ففشلت جيوشهم التي هاجمت بلاد الإسلام بالملايين ، فعـــــــــــــادوا يخططون من جديد لينهضوا .. ثم ليعودوا إلينا ، بجيوش حديثة ، وفكر جديد .. وهدفهم تدمير الإسلام من جديد )).
والناس في غفلــــة عما يراد بها---مما ترى العين كاد القلب ينفجــــر
- يقول د عبد القادر طاش"نقلاً عن كتاب البوسنة والهرسك من الفتح الى الكارثة للدكتور محمد حرب" (( ماذا نسمــــــــــي ذبح المسلمين في البوسنة - والمسلمين فقط - بالسكاكين والتمثيل بجثثهم حتى بعد قـتـلـهــم ورسم الصلبان الأرثوذكسية على جثثهم إن لم تـكـن حــــربــــــــــا صليبية ؟ وماذا نسمي اغتصــــــــاب النساء المسلمات- والمسلمـات فقط - وتقطيــــــــــــع أثدائهن وبقـــــــــــــــر بطون الـحـوامـل منهن لـلـتـمـثيـــل بالأجنة ، إن لم تكن حرباً صليبية ؟ وماذا نسمي تصفيــــــــة الشبـاب المسلم - والمسلم فقط - وقطع أعضـائهم التنـاسلية والإلقاء بهم أحيـــــــــــاء في الماء المغلي وذبحهم للشـــــــــــواء شي الذبائح إن لم تــكـــن حرباً صليبية ؟)).
قال تعالى العليم الخبير (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
****فهل أدركنا حقــــــــــــاً هذه الأخطار وهذه التحديات ؟ وهل نحن المسلمين نستعـــــــد لمواجهتها أم أننا ننـــام عنها وعن حماية أنفسنا منها,...خاصة بتأخيرنــــــــــــــــــــا التوبة واللجوء والتضرع الحقيقي الصـــــــــادق إلى الله؟ أم أننا-وتلك أدهـــــــــــــى- ممن يقوي تسلط أعداء الدين بإبعـــــــــــاد الأمة عن حقيقة دينها والتمسك به, سواء شعر بذلك أم لم يشعر؟ .
[/COLOR]قال تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
قال ابن الجوزي رحمه الله عند تفسيره للآية السابقة (( إن الله لا يغير ما بقوم من الكـــروب حتى يغيروا ما بأنفسهم من الذنـــوب . فلا يكون التغيير إلا بعد التغيير فبظلمنا وذنوبنــا صبت علينا المظالم . وهكذا ينتقــم الله من الظالم بظالم )) .
- ويقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : (( قد يستطيع العرب استيراد السلاح من جهة أو أخرى كي يستردوا حقهم الضائع ، ويداووا جراحاتهم الغائرة . . ولكنهم لــو أداروا ظهورهم لله ثم جمعوا سلاح المشرق والمغرب فلن يدركوا به إلا ذل الدهر وخذلان الأبد !!
ولن يغني عنهم أن يعطف عليهم ذلك الفريق ، أو يشد أزرهم ذلك الفريق (( أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور )) سورة الملك آية ( 20 ).
ليس أمام العرب إلا طريــــق فذ لتطهير أرضهم ، وطرد عدوهم واستعادة النضرة إلى وجوه كساهـــا الهوان . .
هذا الطريق هو العــــــــودة إلى الإسلام ظاهـــــــرا وباطنــــــا ، وترسم خطى السلف الأول في صدق الإيمان وحسن العمل . .
لقد اختار الله العرب ليحملوا أمانات الوحي بعد أن عبث بها بنو إسرائيل . .
فإذا استهان العرب بهذا الاختيار الإلهي ، وقرروا أن يدعوا العمـل بالإسلام ، وأن يتركوا الدعــــــوة إليه ، ورأوا أن يلتحقوا أذنابا أو رؤوسا بإحدى الجبهتين المتنافستين في العالم فهيهات هيهات أن يفلتوا من عقبى هذا الإرتداد الخسيس وتلك الخيانة الفاجرة . . !!
. . إنهم لــــن يجنوا من هذا المسلك إلا خيبة السعي وضياع الجهد . .
. . إن الله لا يتــــرك الناقضين لعهوده يمرون بسلام . .
. . أهون ما يلقونه أن يغلبهــــم ذباب الأرض وإخوان القردة . .
. . وذاك هو حصاد الغـــرور . .
ليس للنصر إلا طريق واحــــــــــــــد )).
*** (أنا أقسمت بالذي برأ الكون من عدم
وكسا ثوب عزة كل من بالهدى اعتصم
ورمى مدمن الظلام بسوط من النقم
إن قَنعنـــــــا (بِغيِّنَـــا) وركنا إلى النعم!!
فخطى الخصم ماضيات من القدس للحرم
عندها يندم الجميـــــــــــع يوم لا ينفع الندم!!!).
***أخيراً ما ذكَّرتُ به هو دعـوة للأمة للعودة والصلاح والإصلاح..فليست دعوة لتهورٍ أو عنفٍ أو إستعجالٌ للطريـــــــــق,.....ولكنهــا دعوة الى النفيــــــــر إلى أن نصدق مع الله ونحقق الإلتزام بكـل أوامره لكي يغيـــر سبحانه ما بنا,وننجو في الدنيا والآخـــــــــــــرة.
المفضلات