[align=center]تأملات في سلوكيات البطل:
من الهندي " القذر" إلى العربي " الكريه " إرهابيًا ماثلا و محتملاً
أشار المؤلف في مقدمة الكتاب الى بعض مااسماه بالمسلمات التى قلما يختلف حولها احد ، ومنها :
ان المنطقة العربية تحتاج الى برنامج طويل من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية. فالإصلاح دينامية و حيوية مستمرة ينبغي ان تكون دائما نشطة ، مهما تعاظم رصيد الأمة في الفلاح والقوة.كما ان قيم العدل،والحرية والديمقراطية،هي قيم مليئة بالإغراءات البهيجة , وما من
أحد يستطيع أن يقاوم مفاتنها و لذائذها مُـذْ هي مجرد أفكار , إلى أن تصبح ممارسة طبيعية , و معاشًا يوميًا للناس.
ثم يقول المؤلف : نحن اليوم , في هذة المنطقة من العالم لنا مشكلة مع الولايات
المتحدة , و مع الديموقراطية و العدل عندما يقترنان بها وهي مشكلة يمكن النظر إليها من خلال مستويات عدة : و من تلك المستويات أن الولايات المتحدة دأبت منذ نشوئها على الإعتقاد بأن قيم العدل و الحرية و الديموقراطية ماهي إلا قيم " أمريكية " خالصة .. و بمعنى ما فإن الثقافات
الأخرى ليست على شيء من كل ذلك , أو أنها إن كانت على شيء من ذلك فهو لا يمكن بحال أن يرقى إلى مستوى المفهومات أو الممارسات الأمريكية في هذا الخصوص.
و الولايات المتحدة عندما لاتجد مبررًا عسكريًا, مفتعلاً غالبًا, للتوسع و الهيمنة فهي تلجأ إلى فكرة نشر الديموقراطية, أو أنها تتذكر فجأة أحد أهدافها " النبيلة ! " في هذا العالم, و هو السعي الدائم إلى تخليص الناس من مظالم أنظمتهم ! وهذا بالتحديد ما سمعناه وما نسمعه مؤخرًا من مسؤولين أمريكيين في مناسبات مختلفة تجاه الأنظمة التي لا تروق لهم, أو التي تكون قد أدرجت سلفًا على الأجندا الأمريكية الطويلة المفعمة , هي نفسها , بالمظالم وانعدام الأمن , ويعرض المؤلف بعض ملامح تاريخ الولايات المتحدة , القديم و الحديث و يوضح أنها في كل تدخلاتها, خارج الحدود الأمريكية, لم يكن هدفها . في أي يوم نشر الديموقراطية أو تعميم العدل , أو دعم الحرية.
يتحدث المؤلف في بعض فصول الكتاب أيضًا عن " عقيدة " الولايات المتحدة في " الهيمنة " و نزعاتها الأمبراطورية و إستغلالها لتطورات الأحداث , قديمًا و حديثًا, من أجل تأكيد تلك العقيدة و يستعرض أيضًا بعض الأحداث التي تؤكد أن الولايات المتحدة قد داست على مبادئ الحرية و الديموقراطية , خارج الولايات المتحدة في الهندوراس و نيكاراغوا وغواتميالا و التشيلي و سواها في أمريكا الجنوبية.
فضلاً عن النشاطات المشبوهة لـ CIA في أفريقيا و الشرق الأوسط و أسيا. وقد أثبتت الوثائق التي تم الكشف عنها مؤخرا مدى تورط الولايات المتحدة الأريكية و جهاز استخباراتها في الإنقلابات و الإضطرابات التي سادت أمريكا الاتينية طوال عقدي الستينات و السبعينات من القرن الماضي,
وأن جهازها لا يتورع عن التعامل مع تجار المخدرات و المافيا الإجرامية
من أجل زعزة الإنظمة التي لا تروق لـ أو تعجب الولايات المتحدة.
في أوربا في العام 1933م بخصوص العلاقة مع هتلر , كتب القائم بالأعمال الأمريكي ( في برلين ) إلى واشنطن : بأن الأمل في المانيا يتوقف على الجناح " المعتدل! " في الحزب الذي يقوده هتلر !! وهو جناح يخاطب كل الأشخاص المتحضرين و العقلاء (!!) وبما أن المانيا لم تهاجم أمريكا
( عَقب بيرل هاربر ) فقد بقيت النظرة إلى النازية دون تغيير .
وقد اعتبرت الإدارة الأمريكية,في العام1937م, أن الفاشية شبه متوافقة مع المصالح الإقتصادية الأمريكية , بما يعني توافقها مع المفهوم الأمريكي للديموقراطية. وفي العام1922م إمتدح السفير
الأمريكي في إيطاليا تقدم موسوليني نحو روما, وهو الذي قضى قضاءً مبرمًا على الديموقاطية
في إيطاليا , وقد وصف السفير الأريكي ذلك بـ " الثورة الجميلة و الشابة ", وشرح لـ إداراته لماذا
سيكون الفاشيون العامل الأقوى في الضغط على الفلاشفة ومواجهتهم .
ومن ثم تمتعت إيطاليا الفاشية بوضع خاص لدى الإدارة الأمريكية في حينه, وكانت أحد الأنظمة
الأولى بالرعاية, ولاسيما فيما يخص تسوية ديون الحرب, ومن ثم الإستثمارات الأمريكية المتدفقة.
في العام 1933م وصف روزفلت موسوليني بـ " الجنتلمان الإيطالي .. اللطيف ".
ويعرض المؤلف في الكتاب تاريخ الولايات المتحدة الذي إقترن - منذ التأسيس- بسمعة غير حسنة
فيما يتعلق بحقوق الإنسان. إبتداءً من سحق قرى لـ السكان الأصليين - الهنود - بكاملها وإنتهاء
بنشر الطاعون و تعقير النساء. وأيضًا عدم إعطائهم للجنسية الأمريكية إلا في عام 1924م, وفي
العام 1976م فقط أقر الكونجرس للهنود الحمر بممارسة دياناتهم الخاصة بهم.
يقول المؤلف :
" لكل ذلك, نحن في المنطقة العربية , مأخوذون بحلاوة الديموقراطية و الإصلاحات, التي منها دعم
الحريات و حقوق الإنسان, ولكننا مرتابون جدًا من اليد الملوثة التي تمتد نحونا وهي تزعم أنها
ستمكننا من مفاتيح الفردوس, وخاتم سليمان, وعصا موسى التي ستبتلع الظلام لتلد النور و
الفجر البهيج..! وليس هناك من شيء, ولو واحد فقط, يحملنا على الإطمئنان إلى النوايا الأمريكية. "
ويعود المؤلف ليؤكد أن التدخل الأمريكي في الإصلاح أصبح أمرًا مثبطًا و معرقلاً, على مستوى
القوى الشعبية, أكثر من كونه دافعًا أو مشجعًا. وهو " تهمة " أكثر منه " خبرة " و نوايا طيبة.
ثم يستدرك :
على الرغم من كل شي فلا سبيل إلأى التقليل من أهمية الإصلاح و ضرورته, وهو مهم, اليوم
تحديدًا, لقطع الطريق على من يريدون أن يتخذوا منه طريقًا إلى للوصول لأهداف أخرى لاتصب إلى
في مصلحتهم, هم وحدهم.
هذا الكتاب , بحسب مؤلفة, يعتمد على تاريخ الولايات الأمريكية المكتوب ووثائقها الرسمية,
ويعتمد على تصريحات كبار المسؤولين فيها, وبياناتهم, وخطبهم,فضلاً عن أقوال و تحليلات المثقفين و الأكاديميين الأمريكين في أمريكا ذاتها و في غيرها.
وصل حديثًا لفروع مكتبة العبيكان بالمملكة أما جرير فلا علم لدي.
لمؤلفه : د. فهد العرابي الحارثي
بيروت:1425هـ /2004 م
(492 صفحة من القطع العادي )
[/align]
المفضلات