[align=center]
يا أهل الفلوجة وأسودها ، لقد جرى الوادي فَطَمَّ القَرِيِّ ، وقامت القوات الصليبية بحصار عرينكم ، يدفعهم حقدٌ صليبيٌّ أعمى القلوب قبل البصائر ، وساعدهم في ذلك رافضة العراق عليهم جميعاً لعائن الله تترى ، فلا قريبٌ يقدر على مساعدتكم ، ولا بعيدٌ يستطيع القدوم لمناصرتكم ، فأصبحتم كَقَصَعَة الطعام ، ينهش بها الجياع من كل مكان ..
ولكن ...
لا تَهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعْلَون ، فحالكم اليوم كحال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام يوم الأحزاب ، حيث جمعت قريش وغطفان جحافلهم وجيوشهم ، ونقض يهود بني قريظة عهودهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحاصروا المدينة من كل جهة شهراً كاملاً ، المشركون من أمامهم ، وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، واليهود من خلفهم ، والمنافقون من بينهم ، فعظم الخطب ، واشتد الأمر ، وضاق الحال ، وشخصت الأبصار ، وبلغ بهم الخوف مبلغه ، وزُلزِلوا زلزالاً شديداً ، حتى يَئِس البعض القليل من نصر الله ، (( إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَاْ * هُنَالِكَ اُبْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا )) . " سورة الأحزاب : 10-12 " . عندئذٍ ، وبعدما عَلِمَ الله – وهو أعلم – ثبات المؤمنين ، وصبرهم واحتسابهم وإيمانهم بنصره لهم ، قذف الله في قلوب أعدائهم الرعب ، وأرسل عليهم ريحاً صَرْصَرَا ، وشتت شملهم ، وفَرَّقَ كلمتهم وجمعهم ، وأرسل عليهم جنوداً من عنده ، ملائكةً مُسوَّمين ، لا يَعْصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، وكفى الله المؤمنين شرَّ القتال ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرَاً )) . " سورة الأحزاب : 9 " .
يا أُسُود الدين والتوحيد بالفلوجة ، ها هم مشركي قريش وغطفان (( أمريكا وحلفائها )) يغيرون عليكم ويتربّصون بكم ، وها هم يهود بني قريظة (( الرافضة )) ينفضون أيديهم عنكم ويديرون ظهورهم ، وها هم المنافقون (( مجلس الحكم الانتقالي وغيرهم )) يعقدون الاتفاقات بالخفاء ، ويضمرون لكم السوء ، ولعل المذكرة التي قاموا بإرسالها لكم آخر دليل على ذلك . فاثبتوا يا أسود الفلوجة ، ويا أنصار الرحمن ، اثبتوا كما ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام من قبل ، واعلموا أن الله لن يضيِّعكم ولن يخذلكم ، ووالله ثم والله ثم والله ثم والله لَيَنْصُرَنَّكم الله ، وهذا وعدٌ وعدكم به ، وقَطَعه على نفسه حيث يقول : (( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ )) ، فانصروه بقدر استطاعتكم لينصركم ، واعلموا يا جُند الله أنَّ فتح مكة كان عقب غزوة الأحزاب ، وأنا أسأل الله العلي القدير ، الكريم المنَّان ، أن يعقب حصار الفلوجة هزيمةً نكراء للقوات الصليبية ، هزيمة مُنكرة تكون سبباً في هروب علوج الروم ومومساتها من أرض الرافدين وبلد الرشيد ، هزيمة تُشفي صدور قوم مؤمنين ، وليس ذلك على الله بعزيز .
يا أسود الله ، ويا حُماة الدين بالفلوجة والعراق ، اعلموا أنَّ الجنة تحت ظلال السيوف ، واعلموا أن نبيكم الكريم صلى الله عليه وسلم تمنّى الشهادة في سبيل الله ثلاثاً ، واعلموا أن الله وعدكم إحدى الحُسنيين ، إما نصرٌ وإما شهادة ، فاثبتوا يا رعاكم الله ، وليكن شعاركم :
نحنُ الذينَ بايعوا مُحمَّداً *** على الجهادِ ما بقينا أبداً
وليكن شعاركم :
وإنْ نَصدُقْ معَ المولى *** سَنُنْهي اليومَ أمريكا
ولكم منا نحن الدعاء لكم ، والتضرع إلى الله اللطيف الخبير ، الرؤوف الرحيم ، بأن يرفع عنكم هذه الغُمَّة ، وأن يمددكم بمدد من عنده ، وأن ينصركم نصراً مؤزراً عاجلاً غير آجل ..
والحمد لله رب العالمين ، وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
لله دركم يا أسود السنة وياكتائب الأنصار .....
تذكا1111111111ر[/align]
المفضلات