[align=center]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحببت أن أطرح هذا الموضوع و هو موضوع بحثي في مادة الاسلام للفائدة أولاً
و لتناقشونه
و خطة البحث هي استخلاص النقاط الاساسية فاذا كانت تطابق الشرع نذكر
الدليل و وجه الدلالة و نبين الفكرة التي تتنافى مع ديننا
كاتب الموضوع طبعا عالم غربي[/align]
[align=center]مضاعفة القدرة العقلية[/align]
حينما يود الإنسان أن يضاعف دخله المالي أو يجعل مستقبله أفضل من ناحية ما, فأول ما يخطر بباله أن عليه أ، يضاعف الجهد الذي يبذله. غير أن العمل و التعب ليس هو الحل. كان الكد هو الحل في الماضي حينما كان الاعتماد الأول على العضلات. أما الآن فان التقدم في الحياة يحتاج إلى الابتكار و الإبداع.
إن قدرتنا على الإبداع ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنظرتنا إلى أنفسنا , أي ترتبط بمفهوم الذات عند الفرد. إن كل طفل يلد و هو قادر على درجة عالية من الإبداع. ظهر في إحدى الدراسات أنه في سن(2-4) سنوات سكون(95%) من الأطفال إبداعيين ومجددين و امكاناتهم في ارتقاء و لديهم قدرة على التجريد و التخيل النشيط. و أما في سن (7) سنوات فلا يبقى إلا (4%) من الأطفال إبداعيين. من الواضح إذن أنه حدث في تلك الفترة ما ثبط أولئك الأطفال و أخمد قدرتهم الإبداعية. لقد كان من هؤلاء الأطفال يسمع أبويه يقولان: ماذا تفعل؟ هذا سخيف.لا تشم هذا الشيء. لا تلمس هذا الشيء. لا تفعل هذا الشيء. حينما تكثر مثل هذه التنبيهات فإنها تغرس في عقولهم أ، من الخطأ الخروج عن الدرب المعهود.
ان هناك قانوناً يجب أن نذكره هنا هو: قانون الاستخدام.
يقول هذا القانون:" إن أية قدرة إنسانية لا نستخدمها فنحن نفقدها."
و الحقيقة أن قدرة الإبداع و التجديد و الابتكار لا تضيع أبداً و لكن تختبىء و تصبح كامنة. و المطلوب هنا ان نتعلم كيف نخرجها إلى الوجود.
حتى نفهم الإبداع أكثر نحتاج هنا أن نتحدث عن القدرة الخفية الفائقة. هذه قدرة عقلية ليست ضمن الوعي, بل هي فوق الوعي. انك تلاحظ أنك حينما تواجه معضلة تلتمع في ذهنك فكرة مفاجئة لا تعرف كيف جاءت. و كذلك تفكر في شخص عزيز أحياناً و اذا به يفكر بك في اللحظة نفسها, و يتصل بك. هذه قدرة إنسانية كأنها ليست من عالم الواقع الملموس. كأنها برق من السماء.
و الكتب لا تستطيع أن تساعدنا في فهم هذه القدرة. غير أنني أقول هنا: ان استخدام القدرة الخفية الفائقة يطير بنا نحو أهدافنا بسرعة أكبر من أية طريقة أخرى.
هناك كتاب من تأليف (ريتشارد باك) سماه (الوعي الكوني), راجع فيه حياة بضع مئات من المبدعين. و قد وجد المؤلف في حياة كل منهم وجود شيء فوق الوعي يحقق لهم الابداع. و كتب الكاتب المشهور (رالف ايمرسون) أن كل ما كتبه لم يكتبه عن اختيار, و انما كان مجرد ناقل لما يلقيه في عقله نوع من الروح. ان هذا هو الذي سميناه القدر الخفية الفائقة. و (موزارت) أعظم موسيقي في الدنيا كانت تأتيه القطعة أو المعزوفة كاملة تلتمع في ذهنه فجأة, و لا يحتاج الى القيام بأي تصحيح لها. و الشيء نفسه ينطبق على (بيتهوفن), و قد كان (أديسون) أعظم المخترعين يقتنص و يصطاد هذه الالتماعات فيعمل بوحي منها. و أعجب من ذلك (فرادي). ان أعظم اختراعات فرادي أتته في منامه. وجد المعادلات حينما استيقظ تتدفق عليه فكتبها, و فيما بعد وجدها كلها صحيحة.
ان الشخص العادي تخطر في باله فكر’ أصيلة فلا يهتم بها, لأنه يقول: لا بد ان لها عيباً أو أنها لا تصلح, فيهملها. ثم بعد فترة يجد شركة ضخمة تستخدم الفكرة نفسها و تكسب منها الملايين. ان الفرق بيننا و بين النابغين ليس أننا تنقصنا أفكارهم المبتكرة, و لكننا لا نعطي الثقة لما يخطر لنا. يقول الواحد منا: أنا تخطر ببالي فكرة عظيمة؟ أنا؟ ثم تخطر في بال غيره فكرة مشابهه فيقول: ما أذكى هذا الانسان!!!!
و الحقيقة أن الابداع ليس مرتبطاً بالذكاء و العبقرية. الابداع: هو التجديد و ايجاد طريقة لم تكن معروفة من قبل, و كلما استخدمنا هذه القدرة فانها تنمو تماماً كالعضلات.
و من صفات القدرة الخفية:
(1) أنها تعرف بشكل عفوي ما يفيد و ينجح و تعرف مالا يمكن أن ينجح. إن هذه القدرات تستعرض المعلومات و تعطيك الفكرة البديهية الصحيحة.
(2)و من صفات هذه القدرة: أنها تعطيك أفكار تتجاوز المعلومات التي أخذتها من الخبرة, لأنها قدرة تتجاوز مجال الوعي في عقلك. و لهذا فان أعظم الابتكارات تأتي من أفراد صغار في شهرتهم و من شركات صغيرة, ثم تأتي الشركات الكبيرة فتأخذ الفكرة و تستغلها و تحولها إلى مصدر للربح الوفير. إليك هذه القصة حتى تعرف أن الأفكار الأصيلة تأتي ممن لا يتوقعهم أحد. حدث منذ فترة أن سيارة شاحنة ضخمة دخلت بسرعة تحت جسر منخفض ارتفاعه بارتفاع السيارة, فانحشرت الشاحنة تحته. و واجه رجال الدفاع المدني صعوبة بالغة يحاولون استخراج السيارة. و جاء الصبي يتفرج على المشهد, و سأل شرطياً عن سبب هذه المشكلة, و لما أخيره الشرطي قال ببساطه: لماذا لا يفرغون الهواء من الإطارات فينخفض ارتفاع السيارة و يمكن إخراجها؟و فعلاً كان هذا هو الحل الصحيح.
(3) و من صفات هذه القدرة: أنها تعمل (24) ساعة. أنها تتابع الأمور التي ندخرها في العقل الباطن و تجد لها الحلول.
(4) و من صفاتها أيضاً: أنها تعمل بقوة الأهداف, و ما لم يأت الدافع من أهداف تهمنا فلا تعمل هذه القدرة. تصور أعظم كمبيوتر يعمل عليه أعظم المبرمجين, لديهم كل الأجوبة عن أي استفسار. إن هذا الكمبيوتر و المبرمجين لا فائدة تستطيع أن تستفيدها منهم ما لم تعرف بالضبط ماذا تريد. لهذا قلنا من قبل: إن المهم أولاً أن تحدد ما تريد. و هذه القدر التي تتجاوز الوعي تعمل كلما كانت أهدافنا واضحة محددة.
(5) و من صفات هذه القدرة الخفية الفائقة: أنها تطلق طاقة تكفي لبلوغ الهدف. ألا تلاحظ أنك إذا كنت متحمساً لأمر ما كيف أن طاقتك تزيد جداً, ويكفيك (4) ساعات من النوم؟؟؟؟ هذا مثال على الطاقة التي تطلقها القدرة التي نتحدث عنها.
(6) و من صفات القدرة الخفية الفائقة: أنها تستجيب لتأكيدات ايجابية صارمة. كلما قلت أنا راضٍ عن نفسي, أو أنا في روح معنوية رائعة يذهب هذا الكلام إلى العقل الباطن و يحرك القدرة الخفية الفائقة. إن الذين لديهم أهداف يتكلمون عنها بحماس و يهتمون بها دوماًَ فان طاقتهم تزيد, والذين ليس لهم أهداف واضحة فان القليل من الطاقة التي لديهم تقل أكثر.
(7) و من صفات القدرة الخفية الفائقة أو ما فوق الوعي: [align=center]أنها تحل كل العقبات بشكل آلي حتى تصل إلى الأهداف[/align]. و حتى لو بعدت الأهداف فإن هذه القدرة تمكننا من بلوغها على شرط أن يكون الهدف واضحاً. إنها تحل المشكلات بالرتيب و في الوقت المناسب و تعطيك الخطوات كل خطوة في وقتها, كل ذلك على شرط وضوح الهدف.
(8)و من صفات القدرة الخفية الفائقة: أنها تعمل أحسن ما يمكن كلما قللت إجهاد العقل. لا تحاول إجبار عقلك على الإبداع.
(9) و من صفات القدرة الخفية الفائقة: أنها تصبح أنشط كلما وثقنا بها و كلما استخدمناها أكثر. إنها تنمو مثل العضلات كلما عملت أكثر. و تصل في نموها أن تعطينا الحل المطلوب بدقائقه و تفصيلاته. و قد كتب الباحثون عن حالات حدث فيها تدفق شعر كثير أو نوع آخر من الآداب بدفعة خفية واحدة.
(10) و من صفات القدرة الخفية الفائقة: أنها تعطينا القوة اللازمة للصبر على تعلم الدروس اللازمة حتى نحقق الأهداف. إن العقل الباطن يتحرك نحو الهدف مثل تحرك الطوربيد تحت الماء حيث لديه إحساس بحرارة الجسم الذي يتجه إليه حتى يصيبه مهما حاول أن يزيغ عنه يميناً و شمالاً. و القدرة الخفية الفائقة تتحرك مثل العقل الباطن كذلك و إن لم نكن ندرك عملها و لا ننتبه إليه. و العقبات التي نخافها هي في كثير من الحالات نعمة. و لو نظرنا إلى العقبات بعد حدوثها فكثيراً ما نشعر أنها كانت لصالحنا و من حسن حظنا. و يضرب (تريسي) مثالاً عن شخصين شريكين في العمل جربا (17) عملاً لم ينجحا في أي منهما, ثم جربا العمل الثامن عشر فنجحا و كسبا الملايين. و قد يبدو في هذه الحالة أن الأعمال السبعة عشر الأولى كانت وقتاً و جهداً ضائعاً, و لكن لا أنهما تعلّما فيها الدروس التي طبقاها في العمل الأخير الناجح.
(11) و هنا صفة أخرى هامة جداً و هي: أن القدرة الخفية الفائقة تجعل كل كلماتنا و سلوكنا تتناسب أهدافنا و تقربنا نحو الأهداف على شرط وضوح تلك الأهداف. إن الأهداف إذا توضحت تماماً فإننا قد نصل إلى حالة يستحيل أن نقول أو نفعل ما يضر بتحركنا نحو الهدف. و يحدث في حالات تزايد النجاح أن سلسلة من الحوادث المصادفة تحدث بحيث تخدمنا في تحقيق الهدف, حتى أننا نشعر كأن الصدف تتآمر لتحقيق نجاحنا.
(12) و من صفات القدر الخفية الفائقة:أنها تعمل أحسن ما تعمل في حالتين:
حينما يكون عقلنا مهتماً بأمر ما إلى أقصى حد, و حينما لا نكون نفكر بالأمر على الإطلاق. يقدح الحل أحيانا في عقلنا كالشرارة و نحن نسوق السيارة أو أي وقت. ولكن القدرة الخفية الفائقة لا تعمل حينما نكون في حالة التسر و التحرق على عدم وصولنا إلى الحل.
و نستطيع استخدام هذه القدرة, قدرة ما فوق الوعي, لبرمجة عقلنا حتى ينبهنا على السلوك بطريقة معينة. بعض الناس يصدرون الأمر لعقلهم حتى يصحوا من النوم في ساعة معينة, و كثير منهم يصحون بحيث لا يزيد الغلط عن دقيقة واحدة. و الحقيقة أن أي واحد يستطيع أن يأمر عقله حتى يوقظه في ساعة محدده بدون حاجة إلى الساعة المنبهة. و يستطيع الإنسان إذا ركز على أنه يريد أن يجد موقفاً لسيارته في مكان مزدحم أن يجد موقفاً بانتظاره على شرط أن يكون على ثقة من نجاحه. يقول (تريسي) إن زوجته تجد مكاناً لسيارتها أمام السوبر ماركت كلما وصلت بحيث يكون أحد أصحاب السيارات يخلي لها المكان في اللحظة المناسبة. إنها تثق أنها ستجد المكان فتجده فعلاً, و صديقاتها في غيظ شديد لأنهن لا يجدن مكاناً في ذلك المكان المزدحم. و أنا أنجح في ذلك -يقول تريسي- في أكثر الشوارع اكتظاظاً. إن المكان سيوجد بحسب ثقتك أنك ستجده. و هناك ألوف من الناس يطبقون هذه القاعدة و ينجحون. إن القدرة الخفية الفائقة تخدمنا إلى الحد الذي نثق بها.
تستطيع أن تصدر الأوامر لعقلك أن يذكرك بالمواعيد و أخذ الشيء الفلاني في القوت الفلاني. و سوف تذكرك القدرة الخفية الفائقة في الوقت الصحيح. ستجد الفكرة تلتمع في عقلك فجأة كأنها مصباح.
إن القدرة الخفية الفائقة لها الكمبيوتر الخاص بها. إنها تجد الجواب الصحيح و الوقت الصحيح. و لذلك فحينما تأتيك الفكرة البدهية ثق بها حالاً وطبقها حالاً. كثير منا إذا التمعت في عقله فكرة بدهية يؤجل العمل بموجبها إلى وقت آخر. فإذا كانت الفكرة هي مثلا الاتصال بفلان لأن عنده تلبية مطلبنا فقد نؤجل الموضوع ثم نقابل الشخص فنكتشف أن تلبية مطلبنا كان ممكناً في الوقت نفسه الذي خطر ببالنا. إنه الوقت نفسه الذي طلبته القدرة الخفية الفائقة. لذلك لا تتردد في قبول ما يأتيك بديهة و اعمل بموجبه حالاً. أحياناً تكون الفرصة لثوان إما تأخذها أو تضيع عليك. لقد رأينا رجال أعمال ناجحين يحققون أعظ النتائج بالعمل حسب البديهة.
و أخيراً نذكر أهم مبادئ عمل القدرة الخفية. إن أية فكرة أو هدف يبقى فعالاً نشطاً في العقل الواعي سوف يحققه ما فوق الوعي أي القدرة الخفية الفائقة, سواء أكان لصالحنا أو لغير صالحنا. و لهذا فإن علينا أن نجعل العقل يفكر دائماً بما نريده بوضوح و قوة. إن من صفات الناجحين من رجال و نساء أنهم يضبطون عقولهم جوماً و يوضحون ما يريدون أن يحدث و ما لا يريدون. و لهذا فإن من المهم ألا نتكلم و لا نفكر ولا نكتب عن الأشياء التي لا نريد حدوثها, فالقدرة الخفية الفائقة سوف تحقق ما يدور في عقولنا باستمرار. واجبك إذن ينحصر في عقلك الواعي و كل شيء آخر سوف يتحقق بطبيعته.
يتساءل الإنسان هنا طبعاً كيف يمكن تحريك القدرة الخفية الفائقة؟ إن تحريمها يتم بثلاث كرق:
بوجود أهداف واضحة نحن نتبناها تماماً.
بوجود مشكلات هامة ملحة.
بسماع أسئلة ذات علاقة بأهدافنا بصرف النظر عن مصدر هذه الأسئلة.
[align=center]
لكم كل الشكر مقدماً
((الذيب))[/align]
المفضلات