[ALIGN=RIGHT]كنت قد وعدت بكتابة مشاركةٍ في هذا المضيف ,, وحين أَعِد فلا أحب أن أخلف الوعد ,, لكنني لست ممن يتخلص من وعوده بأي مشاركةٍ كانت ,, لأنني حين أكتب فلأنني محتاجةٌ حقاً للكتابة لا لأن هناك من يحتاج لكتاباتي ,,
فكرت بماذا يمكنني أن أخدم هذه الفئة من المجتمع ؟ ولم أجد شيئاً ,, حينها علمت أنني عاجزة وأدركت أنني قد أوقعت نفسي في فخ المجاملات ,, لكن هل كانت فعلاً مجاملة أم حاجة ؟؟
لا أظن أنني أجامل مرفأ أو عبدالله المهيني حين أحتاج للكتابة عن موضوع لاأدري كيف أصل إليه؟؟
لكن لعلي أبدأ مشاركتي بالكتابة عن جارتنا تلك المرأة المسنة العجوز التي يمكنني أن أراهن على محبة أهل الحي جميعهم لها صغاراً وكباراً نساءاً ورجالاً ,,
نعم نحبها ليس لأنها صماء وبكماء ,, بل لحيويتها ونشاطها وثقتها في نفسها بل وخدمتها لمن حولها ,,امرأةٌ لاأملك حين النظر إليها إلا أن أقبِّلها وأحضر مجلسها عند والدتي ,,
هذه المرأة تزوجت وهي صغيرة مثل بقية بنات جنسها في ذلك الوقت أتقنت الطبخ والخياطة بل وحتى حسن التبعل لزوجها الذي كان يبادلها الحب والمودة حتى آخر لحظةٍ من حياته رحمه الله ,,
عجوزٌ أخرى أعرفها أيضاً كانت حديث المجالس ,, تنافس الرجال لخطبتها بعد وفاة زوجها وهي صغيرة لما سمعوه عنها من مهارةٍ وحسن إدارةٍ لبيتها ومع زوجها وأولادها ,,وهي كذلك لاتسمع ولا تتكلم ,,
لن أضرب أمثلة من الرجال لأن معاناة النساء أكثر ,,
الآن وبعد هذه النهضة وهذا التطور وبعد محاربة الأمية التي كانوا يتهمون آباءنا وأجدادنا بها ,,مالذي جنته هذه الفئة من تلك الحضارة ؟؟
للأسف أعتقد أن الوضع صار أسوأ ,, لماذا؟؟
من وجهة نظري هناك عدة أسباب أو دعوني أجعلها فروقاً بين الماضي والحاضر:
1/ في الماضي كانت هذه الفئة مندمجة مع أفراد أسرتها لم تكن تشعر أن هناك فرقاً بينها وبين بقية أفراد العائلة ,,فالجميع يتقاسمون أداء الواجبات بالتساوي ,,
أما الآن فإما من باب الشفقة والرحمة أو من باب الانتقاص وعدم الثقة في قدراتهم أصبحنا نلغي تلك الواجبات التي عليهم ونتحملها عنهم ظناً منا بأن هذا يساعدهم ,, وهو بلا شك سيؤدي إلى نتيجة عكسية .
2/ في الماضي كانت الأعمال لاتفرق بين الأصم ومن يسمع والأعمى والبصير بل حتى بين المقعد والمعافى ,,مادام أن الجميع قادرٌ على إتقان عمله ,,
أما الآن فبالكاد نجد وظائف لأمثال هؤلاء وكأنهم عالةٌ على المجتمع غير قادرين على أن يكونوا أعضاء فاعلين فيه ,, وهذا غير صحيح.
3/ في الماضي كان التعليم بالرغم من كونه بدائياً في المنزل أو الكتاتيب ,,كان مدمجاً فلم يفرق بين هذا وذاك ,,
والآن وبعد كل هذا الانتعاش والازدهار في التعليم لازلنا نتخبط ونبني الحواجز بيننا وبينهم فلنا مدارسنا ولهم مدارسهم وكأنهم جاؤوا من المريخ .
4/ في الماضي لم يكن هناك تردد أو خوف من الزواج من صماء أو عمياء أو .... والآن لا أدري ماذا أقول..؟؟
في الحقيقة لدي الكثير لأقوله لكنني لن أبوح به فقد يُغضب البعض وقد يجرح مشاعر آخرين لذلك سأتوقف هنا ولعلكم تكملون أنتم مابدأت به وتطرحون رؤاكم وحلولكم حول ماذكرت ,,[/ALIGN]
المفضلات