كم هو أمر مؤسف حين لايعرف بعضنا بعضاً ونحن قلَّة ,, فمن المعروف أن قبيلة شمر تعتبر صغيرة من حيث العدد وإن كانت كبيرة بتاريخها العريق وشمائلها الجمة ..هذا بالقياس إلى بقية القبائل ..
كتبت مقدمتي هذه حين وقعت عيني على تقرير إخباري منشور في مجلة العصر الإلكترونية كان يتكلم عن بني عمومتنا الذين لم نسأل عنهم خصوصا أنهم في محنة تستلزم أن نقف إلى جانبهم فيها ,, لكن للأسف غرقنا في دنيانا وتشاغلنا عنهم بها ,, أما هم وهم أحفاد حاتم فلم يبحثوا عنا ولم يستجدوننا لنعينهم ,, بل على العكس قدموا لنا أوسمة نفخر بها وأعمالا بطولية يندر مثلها في جهادهم ضد العدو المحتل ,,
التقرير بقدر ماأسعدني فقد ساءني لأني قرأت بين طياته عتابا رقيقا من أهلنا هناك على إهمالنا لهم حتى بالسؤال عنهم ..
سأترككم مع التقرير وهو طويل نوعا ما لكنه يستحق القراءة وقد جعلت الفقرات المهمة فيه بلون مغاير لمن تكاسل عن قرائته ;) :
(( ثمة مقاومة للاحتلال الأمريكي للعراق، وحيثما يكون الاحتلال تكون المقاومة، فالمغلوب لا الغالب هو الذي يحدد نهاية المعركة، وقد أدت المقاومة في معظم الحالات إلى الغلبة على الاحتلال ودحره.
والمصادر الأمريكية تظهر خسائر في الجنود، وتكشف عن عمليات كثيرة تستهدف القوات الأمريكية، وبالطبع فإن المصادر الأمريكية تميل إلى التقليل من شأن المقاومة وكتمان كثير من أخبارها، ولكن يمكن ملاحظة كثير من الانعطافات في السياسة الأمريكية تجاه العراق مما يمكن رده إلى المقاومة، مثل التعجيل في نقل السلطة والسيادة إلى العراقيين، وإعداد دستور عراقي على وجه السرعة، وتكوين مجلس وطني انتقالي يكون بمثابة برلمان تمهيدا لإجراء انتخابات عامة وتشكيل دولة عراقية ذات سيادة.
ولكن تبدو في المقابل شواهد كثيرة على أن ما يجري في العراق، وبخاصة في مناطق السنة هو افتعال للكوارث والاستفزاز واستدراج للناس إلى السخط والمقاومة والعنف، وأن كثيرا من أعمال المقاومة يمكن ردها إلى اختراق واستدراج لإنشاء حالة جديدة في المشهد العراقي قائمة على التناحر والعداوة الداخلية، وابتزاز وتهديد بعض الدول المحيطة بالعراق، وأعني تركيا والسعودية وسورية، ولإطالة أمد عدم الاستقرار في العراق وتأخير استقلاله، وإنشاء مبررات لبقاء الاحتلال والتعاون معه، وقطع الطريق على مستقبل واعد للعراق يحقق العدل والحرية والاستقرار، ويرسخ مصالح فئة من الناس كانت هي المستفيد الأول والأساسي من الأوضاع الجديدة الناشئة بعد الاحتلال الأمريكي.
ربما يكون أهم من يعبر عن السنة في العراق إلى جانب الحزب الإسلامي هم العشائر العراقية، وأهمها بالطبع عشائر شمر الممتدة في العراق والسعودية والكويت والأردن وسورية، ولكن رئاسة هذه القبائل ومشيختها استقرت في العراق منذ عام 1791 عندما رحل الشيخ مطلق بن مقرن على رأس أعداد كبيرة من قبيلته في هجرة جماعية بعد معارك قبلية طويلة.
وقبائل شمر استوطنت شمال الجزيرة العربية بعد هجرتها من اليمن، ومن أهم قبائلها طيء، وبدأ تهاجر إلى العراق في موجات قبلية رعوية في القرن السادس عشر الميلادي، ثم أسست بالتعاون مع الدولة العثمانية كيانا سياسيا لحماية قوافل الحج والتجارة وتزويدها باحتياجاتها، وفرض الأمن والاستقرار.
ومازالت قبائل شمر في العراق والتي تقدر بمليوني نسمة تحتفظ بكيانها القبلي ومشيختها الممتدة إلى الشيخ سالم الجربا في القرن الثالث عشر الميلادي، ويتزعمها اليوم الشيخ محسن الياور، ويشارك ابن أخيه المهندس غازي الياور في مجلس الحكم الانتقالي.
يعمل الشيخ غازي في التجارة والمقاولات، وقد ترك مع عمه شيخ مشايخ شمر العراق عام 1990 ليقيم في لندن، ثم أقام في المملكة العربية السعودية، وما زالت عائلته تقيم هناك، وجاء هو إلى بغداد ومعه بعض أفراد عائلته ومساعديه للمشاركة في مجلس الحكم، ولم يشارك الياور مع المعارضة العراقية في أنشطتها التي كانت تجري خارج العراق، فهو وإن كان معارضا لاحتلال الكويت فإنه اختار معارضة غير عدائية أو استفزازية.
يطلب منك الحراس على مدخل منزل الشيخ غازي الياور أن تركن سيارتك وتنزل ليستقبلك عدد من الحراس المسلحين، ولكن تأتي تعليمات بسرعة تطلب منهم أن يسمحوا لك بالدخول بسيارتك إلى ساحة المنزل، ويعتذر بأدب عن الإجراءات الأمنية المتبعة والتي يعتبرها تتنافي مع تقاليد الضيافة.
يبدو الشيخ غازي متعجلا نقل السلطة إلى المجلس الوطني الانتقالي الذي سيشكل حكومة عراقية جديدة، ويفضل هو أن يترك العمل السياسي، ويساهم في إعادة صياغة العراق وتنميته من مدخل الاقتصاد والاستثمار.
وهو يعتقد أن كثيرا من الأعمال والحوادث التي تجري في العراق من قبيل الاعتداء على رجال الشرطة والمدنيين ومقرات الصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون أعمال مقاومة، ولكنها برامج ومخططات تقوم بها دول للتدخل والتغيير في الشأن العراقي قد تكون من بينها إسرائيل، ولكن يوجد غيرها أيضا، وهو وإن كان واضحا في تقدير دور بعض الدول فإن موقعه في مجلس الحكم يجعله يفضل ألا يتهم دولة أو جهة محددة.
مقابلة الشيخ غازي تزودك بالكثير من الأفكار والآفاق، ولكن سلوكه وحديثه المعبر عن أرستقراطية عربية تقليدية يجعل من الصعب على كاتب أن يقدم خطابا محددا ينسبه إليه، وإن كان بمقدوره أن يصل إلى تحليلات وأفكار كثيرة ومهمة حول العراق ومستقبله، ولكن مسؤوليتها ستكون على الكاتب واجتهاداته.
فالسنة في العراق يجري إهمالهم واستفزازهم على نحو غير مفهوم، ويؤكد الأستاذ خليل إبراهيم عضو المكتب السياسي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني أن إعادة ترتيب التوازن السياسي في العراق على نحو عادل سيخفف احتقان معظم أهل السنة، ويدمج كثيرا من العشائر السنية في عملية إعادة تشكيل العراق، ويقول إن جلال الدين الطالباني يقوم بمفاوضات مع قادة العشائر السنية على أساس وقف المقاومة ودعمها مقابل مشاركة عادلة ومعقولة للسنة في مستقبل العراق. )).. انتهى .
هل تستطيعون الرد الآن ؟؟ لا أظن
رابط الموضوع :
http://www.alasr.ws/index.cfm?fuseac...&categoryID=16
المفضلات