عندما يجابه الإنسان بعض المواقف المفاجئة والمؤلمة فإنه يقف مذهولاً منها وعاجزاً عن وصفها للآخرين وهذا ما حدث لي عندما دلفت إلى إحدى المجمعات في مدينة الخبر، وشاهدت الناس هناك أفواجا يدخلون ويخرجون ولكن الدهشة أصابتني عندما شاهدت نفراً من الشباب تجمعوا مع بعضهم وساروا بشكل واحد وقد ارتدى كل منهم لباسا غريباً على هذه البلاد، ملابس قبيحة منفرة فاقعة ألوانها وبشعة، فذلك القميص الضيق والذي أبرز أجزاء الجسم وتلك السراويل الواسعة والتي ظهرت بشكل قبيح وتلك المشية الغريبة والتي تنبئ عن ميوعة بعضهم، قلت في نفسي لعلهم شباب وحدهم يحملون هذا الفكر ويتمشون عليه ويطبقونه ولكن الصدمة بلغت مداها عندما شاهدت كثيراً من الشباب على شاكلتهم، وكأني أصبحت في دولة أخرى وبات ما أرتديه غريباً عليها، ولا أدري ما هي الغاية من ظهور بعض الشباب بهذا المنظر المخجل، أهو النفس وما اشتهته، أم نقص فيها فتحاول تعويضه بالقيام بتلك الأمور؟؟ أم تقليد أعمى لبعض الذين ارتدوا تلك الأزياء الغريبة؟؟ أسئلة تطرح نفسها وتختلف الإجابات معها بحسب الأشخاص، وأنا أجزم يقيناً أن هؤلاء لو كانوا يملكون احتراماً وتقديراً لذواتهم لما تكسروا في كلامهم وظهروا بتلك الألبسة الغريبة وكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه، فما الذي ترجوه من شخص لم يقدر نفسه وذاته؟ هل تتوقع أن يحترم غيره ويقدره، لا أظن ذلك ولأجل ذلك ظهروا بذلك الشكل أمام الناس كافة، للأسف فقدوا معاني الرجولة في نفوسهم فصاروا إلى ما صاروا إليه من تلك الأمور المؤسفة، وليت الأمر يقتصر على ذلك وحسب بل تشاهدهم وقد طاردوا الفتيات في الأسواق وضايقوهن وأزعجوهن حتى أحرجوا الناس، هل وصل بعض الشباب إلى مرحلة صار فيها متعطشاً لخوض غمار الفساد والضياع حتى نشاهدهم في الأسواق وفي كثير من الأماكن على هذه الهيئة المشينة، هل هذه هي أخلاق شباب عاشوا وترعرعوا في كنف مجتمع محافظ تحيطه الأخلاق السمحة والمعاني الخالدة، العجيب أن كثيراً من الوفود التي تقدم إلى بلادنا تعشم في أبنائها خيراً وصلاحاً فماذا عساهم يقولون لو شاهدوا أمثال أولئك الشباب وهم يجوبون أماكن كثيرة؟ إلى عهد قريب كانت أخلاق شبابنا لها آثارها في هداية الغير وترغيبهم في اعتناق ديننا الحنيف، لأنها أخلاق نمت وظهرت من هذه الأرض إلا أن الأيام تدور ليشوب أخلاق البعض شوائب أخرجتها عن منهجها التي تربت وعاشت فيه، فإلى أولئك الشباب الذين ساروا خلف تلك الأمور الغريبة أقول انها ليست من معاني الرجولة أن تظهر بأزياء هي أقرب للميوعة وأبعد عن الرجولة ليس من معاني الرجولة أن تتكسر في كلامك وأن تميل لسانك وتنعم صوتك، ليس من معاني الرجولة أن تتمايل في مشيتك وتتراقص في حركاتك فهذه عيوب مشينة ابحث في أعماق نفسك وأيقظ رجولتك النائمة، واطرد تلك الأمور الدخيلة، فلو كانت مفيدة لنفعتك وهل ترجى المنفعة من المفاسد؟ ان ذلك من المستحيلات، أيقظ رجولتك فإنك لا ترضى أن يصفك الناس بعدم الرجولة، لأنها موجودة في أعماق نفسك وتأبى أن تتهم بتلك التهم المزرية، حررها من محبسها وفك قيودها ودعها تشد جسمك وترخم صوتك وتثبت مشيتك وتصلح نفسك وتعدل هندامك، فإن لها من التأثيرات ما لا يمكن وصفه، وأن كانت الدولة رعاها الله قد ساهمت في دحر هذا السلوك المتمثل في زيه الغريب بمنع أخذ معاملاتهم في المجمعات الحكومية والالتزام بزي البلاد المعتاد وهذه ضمن الحلول الناجعة لمثل هذه الفئة الشاذة. فاننا نأمل المزيد من متابعة هؤلاء وتقويم سلوكهم..
منقول.
|116|
المفضلات