ليستبد الطغاة.. يا بروفيسور هند
أساتذة الجامعات.. مع احترامي الشديد لهذه الطبقة التي هي أرقى طبقات المجتمع والتي تحمل رآية العلم والعلماء في كل المجالات.. قدوات في حياتهم العلمية والعملية وحتى في حياتهم الخاصة.. إلا أننا وللأسف نرى بعضهم عكس ذلك تماماً..
وتحت ظل السلطة المطلقة التي يتمتع بها عضو هيئة التدريس في جامعاتنا فقد استغلها بعض منهم لتحقيق مآرب لهم سواء كانوا سعوديين أو غير ذلك.. كاستغلال طلابهم في خدمتهم بأعمالهم الخاصة أو يصل الأمر أحيانا إلى الاستغلال المادي بكل بشاعة.. أما البعض الآخر وهو الأبشع والأطغى الذين يريدون تحقيق ذاتهم المفقودة المسكينة في محاولة اضطهاد الطلاب وإهانتهم وتحقيرهم ويصل الأمر إلى تعقيد المواد لدرجة إخفاق الطالب عدة مرات أو النجاح بعلامات ضعيفة تحرم الطالب على أقل تقدير من الحصول على مقعد للإعادة أو المواصلة في الدراسات العليا أو حرمانه من وظيفة قد لا تتحقق له عند فوات الأوان كل ذلك لإثبات شخصيته وأهمية مادته والتي قد لا يفقه غيرها.
تتساءل البروفيسورهند الخثيلة وهي أستاذة أكاديمية تسجل اسمها كأول بروفيسورسعودية ومن واقع تجربة في مجال التدريس الأكاديمي كعضو تدريس في مقال لها في زاويتها (وتاليتها) تقول: فمن الذي أعطى هذه السلطة المطلقة لأناس يفترض فيهم أن يكونوا أمناء على مستقبل الأجيال.. فيسخرونها لقهر هذه الأجيال وإثبات شخصياتهم التي لا بد أنها تعاني من عقدة غريبة على طبائع وقيم هذا المجتمع؟!.. لا بد من وجود لجنة، أو هيئة - أو أي اسم كان - يحتكم إليها الجاني والمجني عليه ويكون الوصول إليها ميسرا ويحمل أعضاؤها نفوساً مليئة بالشفافية والحرص على مصالح الطرفين لا أن يكون حكمها جاهزا قبل بداية المقابلة ومنحازا بالطبع إلى جانب الأستاذ الذي لا يعدم وسيلة للحصول على مثل هذا القرار مبكراًً.. انتهى كلامها.
وفي الاختبارات الشفوية بكليات الطب كم عانى ويعاني الطلاب من ظلم الأساتذة لأنها اختبارات لا يحكمها شيء سوى ضمير الممتحِن وعلى ذلك فيمكنك أن تتخيل كم هو التعسف والظلم الذي وقع ويقع وسيقع على طلاب الطب إن لم يحكم ذلك نظام وقانون..
وكم سمعنا عن أولئك المتفوقين الذين يخرجون من الاختبارات وهم يعلمون جيدا أنهم قد أجابوا الإجابات كما هي في الكتاب وتأتي النتائج محبطة ومؤسفة وتصل أحياناً إلى درجة الإخفاق ولا أحد يستطيع أن يتكلم أو يقول لماذا للحصانة التي يتمتع بها عضو هيئة التدريس.. وكم من الطلاب الذين لا يحضرون إلا في الاختبارات ويحصلون على أعلى الدرجات.. أو أولئك أصحاب الألسن المعسولة الذين لا يبرحون مكاتب الأساتذة ليفوزوا بالمعدلات العالية وهم في الحقيقة أصحاب مستويات أقل من ذلك بكثير..
وفي وقتنا الحاضر أجد أن التعسف امتد إلى الثانويات العامة فمواد بسيطة تحجم بأكبر من حجمها من قبل مدرسيها.. فتنزل بمعدلات أولئك الطموحين الذين يحصلون على أعلى الدرجات في مواد العلوم التطبيقية والإنجليزي ويخفقون بالأخرى الأقل تعقيدا وصعوبة وكأن مستقبل الطلاب يتحدد على هذه المادة أو تلك - مع أهميتها بلا شك - ويتجاهل مدرس المادة أن الكليات العلمية لا تنظر إليها ولكنها قد لا تقبل الطالب قبولا مبدئيا إن لم يحقق النسبة المطلوبة في المعدل العام.. وبهذا فهو يحرم الطالب من طموحه والوطن من مبدع قد سد الطريق أمامه..
لقد أزيل الظلم عن العراق بإزالة الطاغية صدام.. وأعتقد أن في جامعاتنا وكلياتنا ومدارسنا طغاة آخرين يكبحون من جماح الوطن ويجب وضع حدود وضوابط تحد من طغيانهم..
د. عبدالعزيز النخيلان الشمري
alnokhilan@yahoo.com
جريدة الجزيرة-صفحة عزيزتي الجزيرة- السبت9\12\1424
المفضلات