[ALIGN=CENTER]سيبويه[/ALIGN]
هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قِنْبَر، وسِيبَوَيْهِ هو لقبه الذي اشتهر به ، كانت أمه تحب أن تراقصه به وتدلـله في الصغر، وهي كلمة فارسية مركبة وتعني "رائحة التفاح". وهو إمام النحاة الذي إليه ينتهون، وعلم النحو الشامخ الذي إليه يتطلعون، وصاحب كتاب العربية الأشهر ودستورها الخالد. فارسي الأصل ولد في حدود عام (140هـ / 756 م ) على أرجح الأقوال في مدينة البيضاء ببلاد فارس
جاء سيبويه إلى البصرة وهو غلام صغير ،كان سيبويه يدرج مع أقرانه يتلقى في ربوع البصرة ـ حاضرة العلم حينذاك ـ الفقه والحديث، وذات يوم ذهب إلى شيخه حماد البصري ليتلقى منه الحديث ويستملي منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء…"
ولكن سيبويه كان يقرأ الحديث على هذا النحو: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت ليس أبو الدرداء …"
فصاح به شيخه حماد : لَحَنْتَ يا سيبويه، إنما هذا استثناء؛ فقال سيبويه: والله لأطلبن علمًا لا يلحنني معه أحد، ثم مضى ولزم الخليل ابن احمد الفراهيدي ودرس كذلك علىغيره مثل أبو الخطاب الأخفش، وعيسى بن عمرو، وأبو زيد النحوي
برع سيبويه في النحو حتى صار امام البصريين فيه وله مناظرات نحويه مع العديد من أئمة النحو في زمانه ومنهم الاصمعي الذي ناظره وتفوق الاصمعي بفصاحته(بعدي يالاصمعي;)) مع ان الحق مع سيبويه وله مناظره مشهوره جداً مع امام الكوفيين الكسائي وهي التي عجلت في حتفه كما يقولون وتفاصيلها كما يلي:
قدم سيبويه على البرامكة؛ فعزم يحي بن برمك على الجمع بينه وبين الكسائي فحضر الكسائي فأقبل على سيبويه فقال تسألني أو أسألك ؟ قال لا بل سلني أنت. فقال : كيف تقول : ظننت العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو أياها، فقال سيبويه فإذا هو هي ولا يجوز النصب، فقال له الكسائي لحَـنـْت، ثم سأله عن مسائل من هذا النحو: خرجت فإذا عبدالله القائمَ أو القائمُ. فقال سيبويه في ذلك كله بالرفع دون النصب، وقال له الكسائي ليس هذا كلام العرب، العرب ترفع ذلك كله وتـنصبه، فدفع سيبويه قوله.
فقال يحي بن خالد البرمكي قدأختلفتما وأنتما رئيسي بلديكما فمن ذا يحكم بينكما؟! فقال له الكسائي هذه العرب ببابك قد اجتمعت من كل أوب ووفدت عليك من كل صقع وهم فصحاء الناس وقد قنع بهم أهل المصرين، وسمع أهل لكوفة وأهل البصرة منهم فيحضرون ويسألون، فقال يحي وجعفر : قد أنصفت. فأمر بإحضارهم فدخلوا وفيهم أبو فقعس وأبوزياد وأبو الجراح وأبو ثوران، فسُئـِلوا عن المسائل التي جرت بين الكسائي وسيبويه فتابعوا الكسائي وقالوا بقوله. فأقبل يحي على سيبويه فقال : قد تسمع أيها الرجل ؟!، فاستكان سيبويه.
[ALIGN=CENTER]قال القرطاجَنـِّي في منظومته في النحو حاكيا ً هذه الواقعة والمسألة :[/ALIGN]
[poet font="Simplified Arabic,4,skyblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
لذاك أعيت على الأفــهــام مسألـة = أهدت الى سـيـبويه الحتف والغُمَمَا
قد كانت العقرب العوجاء أحســبها = قِدْما ً أشد من الزنبور وقع حُـــمَــا
وفي الجواب عليها هل"إذاهوهي" = أو إذا "هوإيــاها" قد اخـــتــصــمــا
وخـطـــأ ابن زيادٍ وابن حمزة في = ما قال فيها أبا بــشــر ٍ وقد ظَــلـَما
وغاظ عمرا ً عليٌّ في حكومتـــه = يالـــيــته لم يــكن في أمـــره حكما
كغيظ عمرو ٍ عليَّــا ً في حكومته = يالـــيــته لم يــكن في أمــــره حكما
[/poet]
(عمرا ً- عليٌّ ) (عمرو ٍ -عليَّــا ) لاحظوا ابداع الناظم في الاستشهاد : فلله دره فعمرو وعليّ في البيت الأول : سيبويه والكسائي. وفي البيت الثاني: عمرو ابن العاص وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما.
ويشير في ذلك الى التحكيم بين عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين.
توفي سيبويه وهو ما زال في ريعان الشباب، لم يتجاوز عمره الأربعين، وذلك سنة (180هـ/ 796م) على أرجح الأقوال.
ولكن سيبويه لم يمت فسرعان ما بُعث حيًّا يخاطب الأجيال بهذا الكتاب الذي ضمنه أفكاره وآراءه وآراء معاصريه، فكان بحق أخلد كتاب في نحو اللغة وصرفها وأصواتها، يعتمد عليه الدارسون، مهما اختلف بهم الزمان والمكان، وقد اطلق عليه العلماء اسم "الكتاب"، فإذا ذُكر " الكتاب " مجردًا من أي وصف فإنما يقصد به كتاب سيبويه.
ومن الطرائف ما يقال أن المفتشين من أهل العربية ومن له المعرفة باللغة تتبعوا على سيبويه الأمثلة فلم يجدوه ترك من كلام العرب إلاّ ثلاثة أمثلة:
منها الهندلع وهي بقلة.
والدراقس وهو عظم في القفا.
وشمنصير وهو اسم أرض.
المفضلات