نظرا لتساؤلات الاخ الاصمعي حول علاقات الدول العربية ببعضها ،، اجيب له بشكل عام وليس خاص ... عن طبيعة الروابط التى تجمعنا مع بعضنا البعض...ربما تلك المقالة تشير الى ما في نفوس الدول العربية ...رغم اننا جيلا قد رضع القومية العربية منذ الصغر....ولكن....!!!
اليكم الموضوع..
[ALIGN=CENTER]تحيا الأمة العربية...!![/ALIGN]
مذ كُنا صغارا ونحن نردد في ساحات المدرسة كل صباح.." تحيا الأمة العربية "..! عبارة نقولها كالدوي يملأ فضاءات الساحات المدرسية بكل مراحلها التعليمية .
كانت تلك العبارة هي الخطوة الأولى في الرحلة اليوميّة باتجاه مقاعد الدراسة ، لنتلقى بعدها دروس العلم والمعرفة..!
أتذكر تأنيب ناظرة المدرسة لنا حين كنا نتأخر قليلا عن طابور الصباح ، حتى أنها قالت لنا ذات يوم
" كيف تسمحون لأنفسكم التأخر عن تحية العلم والعروبة" ؟!!
نرتجف حينها خوفا واحتراما وخجلا ، فيخيم علينا الاعتذار الصامت عن قصورنا في تأدية تلك الطقوس حيث كنا ندرك بان العَلم رمز للبلاد ، والعروبة أمانة في الأعناق.. دون هتاف أو زعيق كل صباح..!! ولكننا لانجروء بالإفصاح بذلك وقتها..
الآن وبعد سنوات طوال مضت أقول لناظرة مدرستي ، بأننا بفضل جهودكم الحثيثة وبتشجيع منكم ومُباركة تلك الطقوس كلّ صباح، قد تعودنا على الهتافات الرنّانة حتى اصبح هذا الجيل جيل التطبيل والهتاف الأشهر على مستوى العالم و بلا منازع بكل أسف!!
جميل أن نتعلم دروس الاعتزاز بالعروبة والقيم العربية الأصيلة التي يفخر بها الجميع.. ولكن ينبغي أن نتعلمها عن طريق المناهج بأسلوب راقي منطقي يناسب عقول من نتعامل معهم في معركة الحياة ، فنعدل من قزميّة أحجامنا قليلا أمام العالم ، لا بالهتافات المدوية التي تفزع منها طيور الصباح الجميلة ، وكأننا في ساحة معركة....أو ساحة حراج يسود فيها الصراخ ..!!
لا أدرى هل لازال أولادنا يرددون في مدارسهم تلك العبارات كما كنا نرددها في الماضي؟؟ أتمنى انهم سلكوا الأسلوب الأفضل من أسلوبنا الأجوف الساذج....
في اعتقادي انه لا داعي بأن يذكرنا أحد بعروبتنا ، فهي باقية ما بقيت سحناتنا و أفعالنا التي للأسف الشديد الكثير منها اصبح مخجلا ومؤلما ، فلم تعد الدول الشقيقة شقيقه كما كانت، بل أصبحت القلوب مليئة بالأحقاد ، والاجتماعات مليئة بالمهاترات ، والنزاعات شقت الصفوف ، وشارعنا العربي تفرع إلى شوارع عديدة ، تحتاج إلى دليل يرشدك إلى الاتجاه الوطني السالك الصحيح ، لان الكثير منها مسارهُ مبتور وباللهجة المحلية نقول بأنها صارت ( سكة سد )...!!!
لا نريد أن ننسلخ من عروبتنا بمجرد شعورنا بالخجل أو الحسرة لما آلت إليه حالنا ، إنما ما نريده هو الصحوة ، والعمل على تغير الذات العربية و تصحيح المسار ، بان نبدأ بالصغار ، فبالقيم المشرفة السوية والعمل المخلص الجاد ننقذ ما تبقى لنا من أمجاد العروبة لا بالهتافات التي لاتُسمن ولا تُغني من جوع..!!
رذاذ المطر
في انتظار ردودكم.. وارائكم
المفضلات