(( بمناسبة القبض على مجرم الحرب المهيب الركن ابو عداي... اخترت لكم احد المواضيع المتعلقة من ارشيف ما كتبته ... ))
[ALIGN=CENTER]هكذا يرانا " البعض"....!![/ALIGN]
ان النكبات و الملمات غالبا ما تعرى معادن البشر، ومن هؤلاء من اعتقدنا يوما بأنهم أصدقائنا أو أشقائنا..
فنكبة الكويت يوم 2/8/90 _على سبيل المثال_ قد أسقطت أقنعة من على وجوه كنا نراها بالأمس بشكل مختلف ..فما ابشع تلك الوجوه بعد زوال أقنعتها..!!
وما زالت الأقنعة تتساقط الواحدة تلو الأخرى حتى يومنا هذا، و تتكشف لنا وجوه لا نحتمل رؤية قبحها عبر الفضائيات ، وفى بعض الصحف العربية ، بل و حتى على بعض صفحات مواقع شبكة الإنترنت ..!
فما هو السر في تعالِ الأصوات و الردح و فرد العضلات على دولة مسالمة محبة للخير والسلام للجميع...!!
لقد تملكني الذهول والحزن حول نظرة " البعض " للكويت و الكويتيين ، تلك النظرة البعيدة عن العدل والمنطق ..فمن خلال ما قرأته في أحد الموضوعات المنشورة عبر صفحات الإنترنت ، وجدت بان من المناسب تسليط الضوء على ما جاء فيها ، و التي تحمل عنوان " غضب الأغنياء " و هذا نصها :
(( الكويتيين سامحهم الله بالغوا جداً في قضيتهم فهم لم يعانون مثل بقية العرب الآخرين الفلسطينيين أو اللبنانيين وغيرهم من العرب أو شردوا في بلاد أخرى بل سكنوا في فنادق فخمة ، هم دائماً خارج الكويت اغلب أيام السنة بل يذهبوا للكويت لجمع الأموال فقط وهذا الشيء الوحيد الذي يربط الكويتيين ببلادهم والعودة مره أخرى إلى أوربا وغيرها من البلاد السياحية التي عملت فنادق وأكلات خاصة للكويتيين وطوال وجود القوات العراقية في الكويت بل عند دخول العراقيين الكويت لم يجدوا أهلها بل وجدوا الخادمات والسائقين فقط .
أقول كفاكم حقد على الآخرين بل أن غضبكم غضب الأغنياء لو أنكم رجعتم إلى الكويت ولم تجدوا بترولاً أو مالأً لا نسيتم كل هذا بل طلبتم الاتحاد مع العراق وتقربتم إليهم ، كل هذه الأعمال لا تمت بصله بما يسمى الأسرى الكويتيين بل هو تسيّس القضية حتى يصرفوا الأمة العربية و الإسلامية على القصف اليومي للعراق وإعطاءه الشرعية ، آمل من الاخوة الكويتين إعادة الحسابات ووضع المصلحة الكويتية والعراقية المستقبلية أمام أعينهم .))
انتهى موضوع الأخ الذي اختار أن يحمل اسم " الفتى العربي " توقيعا لمقاله..
للأسف الشديد.. فإن تلك هي رؤية" البعض " لنا …رؤية سطحية مُسطّحة بلا أبعاد ..ولكن لابد من تصحيح وتوضيح ما يمكن توضيحه لمثل هؤلاء.. فاحترام الآخرين لنا ضرورة يجب أن نبحث عنها .. ليس من أجل مثل هؤلاء فحسب ، بل من اجل مكانتنا نحن التي لا نقبل لها بأن تهان…
فسأحاول ما استطعت أن أرد على هذا " الفتى العربي "… وتحت عنوان ..."بل هو غضب الشرفاء حين يُفترى عليهم..!!" . وأقول له:
أولا : لقد ذكرت في حديثك أن " الكويتيون سامحهم الله بالغوا جدا في قضيتهم .." ولا ندري أين المبالغة التي تتحدث عنها..! ،، فنحن أصحاب قضية نعرضها كما هي دون مبالغة إن لم يكن فيها نقصان نسبة إلى ما يشنه الإعلام العراقي وبعض أعوانه علينا .
ثانيا : كما قارنت قضيتنا بقضية فلسطين ولبنان في قولك " لم يعانوا مثل بقية العرب الآخرين الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من العرب .. الخ"
نعم صدقت لم نعانِ كما عانوا لان مصيبتنا كانت أكبر .. وللأسف لم تستطع أنت معرفته حتى الآن ..وهو بان الفلسطينيين قد اُحتلوا وظُلموا وشُردوا من قبل اليهود الغاصبين... واللبنانيين كان للصهاينة وأذيالهم أيضاً دور فيما عانوه من ويلات بسبب التعددية في الطوائف والمذاهب والأديان ... أما نحن الكويتيون فالبلاء أتانا من بلد عربي مسلم جار ، وهذا ما يشيب منه الرأس ولا يقبله العقل ولا المنطق...!!
ثالثا : لقد ذكرت لنا صورة اللاجئ الكويتي بقولك :" سكنوا في فنادق فخمة .. الخ"
نعم ، وهذا صحيح فبحمد الله وفضله علينا بأننا في ظل حكومة رشيدة ، تعرف أهمية المال كما يردد إخواننا المصريين " القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود " ، فهناك استثمارات لنا بالخارج كانت مستمرة في عملها الحثيث في ذلك الوقت لتوفير لقمة العيش بكرامة للشعب الكويتي ، و ذلك بأوامر من الحكومة الكويتية .. فوفرت لهم السكن الذي يليق بهم، والذي يترجم منزلة الشعب في نفس الحاكم.
على أية حال .. تلك هي علاقة الحاكم بالمحكوم في بلدي .. علاقة ثقة واحترام وحب متبادل ،
نريد فقط أن نتأمل معا حول النموذج الذي عرضته _ سيدي الكريم_ .. وهو اللاجئ الفلسطيني . نعم .. هذا اللاجئ المسكين الذي ظل سنوات طوال في المخيمات رغم سيل الهبات والعطايا المادية التي لا تنقطع ، و هبات بلا مقابل من دول الأيادي البيضاء دول الخليج العربي ، حتى بدأ البعض من الفلسطينيين أنفسهم يتساءل " أين ذهبت تلك المساعدات ؟؟؟؟" سؤال مطروح للجميع.......! في حين أن المخيمات مازالت تتوالد وتتكاثر يوما بعد يوم.!!!
فهناك من يدفع ليشتري كرامة أهله وشعبه وبلده.. وهناك من يستلم ليبيع كرامته وأهله وبلده. من هنا يكمن الاختلاف بين علاقة الحاكم بالمحكوم ..هُنا ...وهُناك ..
رابعا : بخصوص ما ذكرته أخي الكريم في حديثك" أن الكويتيين دائما خارج الكويت اغلب أيام السنة بل يذهبون للكويت لجمع الأموال فقط وهذا الشيء الوحيد الذي يربطهم ببلادهم ... الخ "
سامحك الله يا أخي . . تذكّر انك في بداية حديثك قد اتهمتنا بالمبالغة.. فمن هو المبالغ الآن؟؟
فأين المعلمين والطلبة والمهندسين و الأطباء و أصحاب الوظائف الحكومية وموظفين القطاع الخاص .. الخ
إن كنت تقصد في كلامك هذا التجار ورجال الأعمال فهم شريحة محدودة ....وان كانوا كذلك فالسفر من حقهم لمباشرة أعمالهم الخاصة بين فترة وأخرى...عوضا عن أن فئة التجار و رجال الأعمال متواجدون في كل دولة من دول العالم ليس فقط في الكويت..!
خامساً : و كما ذكرت لنا في حديثك عن هروب أهل الكويت أثناء احتلال " حرامي" البوابة الشرقية اقصد حامى البوابة الشرقية.. كما أطلق على نفسه تلك التسمية..
إن من تخاطبك الآن هي واحدة من الذين تشبثوا بتراب هذا الوطن الحبيب أثناء الاحتلال.. ولا أقلل في ذلك من شأن من أرغم تحت ظرف معين أو كان بالأصل خارج الوطن ..
إنما.. .ما أود أن أقوله هو أن كثيرا من الجاليات المختلفة بمن فيهم الخدم قد خرجوا من الكويت ونزحوا منها بأمر من حكوماتهم آنذاك .. هذا إن كنت متتبع للأخبار جيدا.. إذ لابد أن تتقصى الحقائق بشكل افضل من ذلك أيها "الفتى العربي"..
سادساً : نأتي إلى قولك " لو إنكم رجعتم إلى الكويت ولم تجدوا بترولا و مالا لنسيتم كل هذا بل طلبتم الاتحاد مع العراق وتقربتم إليهم...الخ" .
فليكن من المعلوم لديك.. بأننا أبناء هذا الوطن نعشق ترابه حتى النخاع.. هي أرضنا.. انتمائنا.. جذورنا المتأصلة التي لو تتبعت نهاية تلك الجذور لوجدتها تغوص في أعماق الخليج..
نعم.. نحن كذلك بل اكثر من ذلك بكثير....كنا نعيش قبل النفط ونحن لا نملك سوى ارض جرداء ليس بها أي نوع من مقومات الحياة لا ارض صالحة للزراعة ولا انهر ووديان كما في العراق.. وكنا نعيش عيشة البسطاء في الوقت الذي يتمتع فيه حكام وأهالي العراق بالملكيّة لم نطلب منهم بشيء وقتها..... ولن نطالبهم بشيء... ولم نفكر وقتها بالاستيلاء على شط العرب بهجوم بربري ..رغم حاجتنا الماسة لمياه الشرب في ذلك الوقت ...بل بحثنا عن لقمة العيش بكرامتنا . نحتنا بأيدينا سفنا وقوارب صيد تجوب أعماق البحار والمحيطات بحثا عن الرزق الشريف ، بحثا عن محار قد يجدوا فيه اللؤلؤ وقد لا يجدوا.. تعلموا أصول التجارة وتميزوا بالنزاهة والشرف ، كانت سمعتهم معروفه بين تجار الهند والسند فكلمة التاجر الكويتي بمثابة عقد رسمي تجاري موثق عند اكبر كاتب عدل.
تلك هي أصولنا ..وتلك هي مبادئنا التي من خلالها كافئنا المولى عز وجل بنعمــة البتـــرول ( نظير الكفاح و العمل بإخلاص والنوايا الصافية.. ) و التي ينعم بها الآن أبناء ذاك الجيل ..جيل من شق لنا الطريق و نحن الآن نسير على نهجهم ، فبأيادينا البيضاء نبني المساجد والمستشفيات ، ونحفر أبار المياه ، وننير الطرق بالكهرباء في شتى بقاع المسلمين و كذلك نسقط ديون بالمليارات عن دول عربيّة نراهم أشقاء لنا و للأسف يرانا " البعض " منهم غير ذلك رغم كل ذلك..!! ألم تسال نفسك لماذا استمر العدوان على الكويت فقط 7 اشهر ؟؟ وغيرنا عانى اكثر منا بكثير؟؟؟ قد يكون ردك هو وجود البترول ولا شيء غيره .....!!
أقول لك نعم ..قد يكون هذا سببا إنما ليس السبب المباشر في أن تكون معاناتنا محدودة الوقت...... ألا تعتقد بان هناك بدائل من دول عديدة منتجة للبترول غير الكويت.... ؟؟
إنما هي إرادة الله ورحمته بنا ، لان الصدقات تطفئ البلاء...و هاهي رحمة ربك بعباده..
ويحق لنا أن نردد : جزى الله الشدائد كل خيرٍ ..... عرفتُ بها صديقي من عدوّي
نشكرك أيها "الفتى العربي " على اتهاماتك الجائرة بوصفك لنا " بالحقد " فهو لا ينطبق علينا على الإطلاق... لسبب بسيط وهو إن تلك المقولة المأثورة بعيده عنا والتي تقول :" بان كل صاحب نعمة محسود " ..... فصاحب النعمة لا يحسد بل يُحسد" بضم الياء ".
و أما ما ذُكر بشان الأسرى.. فسأترك أنين أهاليهم يجيب على ما تقول..
و الآن.. ونحن على أبواب تغَير نظام الحكم في العراق.. هل ستستمر أصوات تلك الأبواق في عداءها للكويت وللكويتيين ....؟ أم أنها ستعيد لبس أقنعتها من جديد بغرض مصالحها الشخصية.!!
رذاذ المطر
المفضلات