''عكاظ'' أنهت عرض حياته السرية ليلة القبض عليه
قبضت أمريكا على صدام أم جاسم العلي?
المصدر : د. محمد الحربي- جدة:
لم تمض ساعات قليلة على سقوط بغداد وغيرها من مدن العراق واختفاء الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومساعديه وجميع افراد القيادة العراقية بطريقة غامضة وغريبة لم يكن يتوقعها أحد حتى بدأت جهات وشخصيات مختلفة تروج لسيناريوهات عديدة عن مصير صدام حسين ومن اختفوا معه بعد سقوط بغداد. كانت هذه السيناريوهات تراوح بين احتمالات ثلاثة فإما ان يكون صدام قد قتل واما انه قد أصبح خارج العراق أو أنه مختبئ في مكان ما داخل العراق.ولكن بقاءه على قيد الحياة كان الاقرب والارجح من احتمال مقتله وقد كان ذلك مدعوما باجراءات حمايته الاحترازية التي أنشأها صدام نفسه كاجراء استباقي لاحتمالية سقوطه وخسارته للحرب التي تشنها قوات التحالف عليه, بل وقبل ذلك في الثمانينيات وتم تعزيزها بعد حرب الخليج الثانية في اطار هواجسه الاحترازية الأمنية لاحتمالية سقوطه على أيدي معارضين له أو عملية انقلابية محتملة ضد أو في الحرب. ومن هذه الاجراءات الاحترازية انشاؤه لشبكة أنفاق تحت الأرض غاية في التعقيد وموجودة تحت المواقع التي يحتمل تواجده فيها اثناء اقامته في قصوره الرئاسية أو أثناء اجتماعاته بمساعديه وضباطه واعضاء حزب البعث أو لأي اغراض محتملة أخرى. وقد اشارت مصادر عديدة بعد سقوط بغداد ان صدام حسين موجود في انفاق بغداد تحت الأرض, كما أكد الدكتور احمد الجلبي بأنه موجود في مدينة ديالي شرقي العراق. وأكد عراقيون قدموا شهادات عديدة بأنهم شاهدوه في مدينة الموصل بعد سقوط بغداد بيوم واحد فقط, والبعض الآخر أكد بأنهم شاهدوه مع نجله في مبنى مدني بمنطقة المنصور وان الأمريكيين قد استهدفوه وقتلوه, وقد عزز احتمال وجوده في الموصل ان قسما كبيرا من سكان المدينة من الموالين لصدام حسين وان المدينة يغلب عليها الطابع المحافظ ومتماسكة وتسيطر عليها قيادات عربية سنية ذات نزعة قومية على الرغم من كون نصف سكان المدينة تقريبا من غير العرب, وان في الموصل ثلاث مجموعات على الأقل من الموالين لصدام, أولها مجموعة الضباط والعسكريين الكبار القريبين من مركز القيادة مثل وزير الدفاع سلطان هاشم أحمد والذي القي القبض عليه في وقت سابق, والفئة الأخرى هي من المنتمين الى حزب البعث وعددهم غير قليل, والفئة الثالثة هي عشائر عربية وكردية عديدة ومؤيدة له شكلت ميليشيات مسلمة وقاتلت الى جانب الجيش النظامي في الحرب ضد ايران وفي الحملات الحكومية الموجهة ضد الاكراد. وبعض هذه السيناريوهات قد أكدت ان صدام حسين قد غادر متوجها نحو الشمال وربما عبر مسالك وطرق ريفية اوصلته الى تكريت التي يقرر عدم البقاء بها طويلا, لانها أراض منبسطة ولن يكون سهلا عليه الوصول منها الى مناطق حدودية فقصد الموصل التي تفيده من الناحية الجغرافية حيث توجد اراض ومناطق ريفية واسعة وخصوصا من جهة الغرب توصله الى الحدود مع سوريا وانه سيبقى هناك متخفيا بمزرعة أو منزل يدفع بسخاء لمن يساعده أو يخفيه لحين ان تهدأ الأمور ومن ثم يقوم بمغادرة العراق في وقت لاحق, وقد دعم هذا السيناريو القبض على وطبان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام في منطقة (ربيعة) غرب الموصول.
وليس انتهاء بالسيناريو القديم الذي كشفت عنه في الحلقات المخصصة عن الحياة السرية لصدام حسين في الاسابيع الماضية عندما طلب برزان التكريتي (الاخ غير الشقيق لصدام) من عضو شرف الموساد (السيرهاريل) بوصفه خبيرا في شؤون هروب مجرمي الحرب وتتبع الثغرات التي أمكنه من خلالها النفاذ الى اسرارهم وشبكاتهم, وبوصفه أيضا صائد (ادولف ايخمان) الساعد الأيمن للزعيم النازي (ادولف هتلر) للاستعانة بخدماته وتعيينه كمستشار رفيع المستوى للرئيس صدام حسين, والذي نظم له خطة مدروسة للهروب عبر تل ابيب في حالة سقوطه او الانقلاب عليه او سقوط نظام البعث الحاكم.
وكذلك ما سمي بالصفقة الروسية, والتي برز سيناريو هروبه او تسليمه لروسيا كصفقة مع مرافقيه من افراد عائلته والمقربين منه لقاء تغاضي روسيا عن حادث اطلاق القوات الأمريكية على سيارات السفير الروسي ومرافقيه اثناء مغادرتهم العراق باتجاه الاردن بعد سقوط بغداد. اما الآن وبعد القبض على صدام حسين في شمال غرب مدينة الاهوار. سقطت كل السيناريوهات السابقة عن مصير صدام حسين كما سقطت كل السيناريوهات التي كانت تقول انه يلف نفسه بحزام ناسف ليفجير نفسه قبل القبض عليه حياً.وسقطت كذلك كل اكاذيب الديكتاتور العراقي السابق صدام حسين الذي كان يدعي البطولة دائماً وطوال تاريخه الاجرامي وانه سيقاتل حتى آخر رصاصة, وها هو يعتقل بدون مقاومة مختبئاً في احد الحجور تحت الأرض كما تفعل الجرذان, وكما يفعل الجبناء, والجبناء فقط. هذا اذا كان صدام حسين هو الذي تم القاء القبض عليه بالفعل وليس احد الشبهاء, كما يعتقد الكثيرون, وما يدعم ذلك ان صدام حسين الحقيقي لا يوجد على جانب وجهه الأيسر شامتان واضحتان بينما شبيه صدام حسين الأبرز الذي هو (جاسم العلي) والذي يشاع بأنه يحكم العراق منذ العام 1997م, هو الذي يوجد على جانب وجهه الأيسر شامتان كبيرتان واضحتان احداهما على صدغه الأيسر مقابل شحمة الاذن وتعلوها ببضعة مليمترات والاخرى فوق حاجبه الأيسر وتعلوه بقليل نحو اليسار ايضاً, والمتأمل في الصور التي تبثها الفضائيا تلصدام حسين في المؤتمر الصحفي ان هناك شامة سوداء كبيرة تعلو حاجبه الايسر وكانت لحيته الكثيفة تغطي الشامة الاخرى على صدغه.
فهل كان هذا المقبوض عليه جاسم العلي شبيه صدام الابرز ام انه صدام الحقيقي, وسيسقط هذا السيناريو ايضاً امام تحليلات الحمض النووي ومبررات الامريكان, لا احد يعلم, ولكن لنا وقفة مفصلة اخرى مع هذا الموضوع.
ومما يجدر الاشارة اليه انه تم القاء القبض على صدام حسين او شبيهه في صبيحة اليوم التالي لانتهاء ملف (حياتهم السرية) الذي نشرته (عكاظ) وكانت حلقته الاخيرة يوم الجمعة الماضي.
قللوا من افراحكم
المفضلات