لقد عودنا تلفزيون الكويت في كل سنة بعرض مسلسلات من إنتاجه، وفي كل سنة أيضا هناك من ينتقد ما يراه ويشاهده على الشاشة الصغيرة.. والغريب أن الجهات المعنيّة لم تعمل على تفادى السلبيات التي تصاحب تلك الأعمال وكأنها تضع في أذنيها الطين والعجين....ولا ندري ما الحكمة من ذلك؟؟
المسلسلات الكويتية لها قبول لدى شريحة ليست بقليلة و الدليل على ذلك انتشارها في أوساط المجتمع الخليجي بشكل كبير إلى حد ما....بالرغم من السلبيات التي تعتريها ..!
المؤسف أن هذه المسلسلات والأعمال التلفزيونية تعكس بالدرجة الأولى المستوى الأخلاقي للأسرة الكويتية بشكل مزر ملفت للنظر ويثير تساؤلات عدة في نفوس المتلقين لها ،، وذلك قبل أن يتعرف المشاهد على محتوى المسلسل وما يعرضه من طرح للمشكلات الاجتماعية وغيرها و المؤسف الآخر أن يتلقاها المشاهد الخليجي والعربي بهذه الصورة الظالمة...!!!
إن ما نشاهده مع الأسف الشديد في أغلب المسلسلات وكذلك في المسرحيات ما هو إلا شكل من أشكال المبارزة بالصراخ والزعيق في أداء الممثلين تصل (أحيانا) إلى درجة السوقية وتبادل الألفاظ الغير مؤدبه ..
مع أن الأمانة تفرض إبراز الصورة الحقيقية للمجتمع وإظهارها بالشكل الصحيح دون المبالغة في المثالية ولا في الابتذال......
ولنا أن نتساءل...تُرى هل نحن في تعاملنا مع بعضنا البعض داخل الأسرة وخارجها في الواقع هكذا كما تطرحه لنا تلك المسلسلات......؟؟؟
لا أتصور ذلك....فالبيت الكويتي غني بالأخلاق الرفيعة في تعامله مع أفراده ، فالصغير لا يزال يطأطيء للكبير و يبدي له احتراما وتقديرا ، ويحرص على اختيار الألفاظ المناسبة لمخاطبته... والكبير يعالج مشكلات بيته بحكمة و تحفظ و بأسلوب راقٍ دون سيناريوهات سوقية و لا مبتذله..
في حقيقة الأمر... لقد لمسنا أن هناك إصرارا على إبراز الأسرة الكويتية بهذا المستوى اللاأخلاقي و المتدني .. ولا نعرف ما هو السبب؟؟
فهل هو واقع يلمسه ويتعايش معه أبناء الوسط الفني(فقط) ليصوروه لنا بهذه الدرجة ونحن في عالم آخر مختلف تماما..؟؟؟
وان كانت تلك البيوت موجودة بالفعل كما يراها البعض.. ويصورها لنا حاملو راية " الفن الكويتي"..فهل هي الشريحة الأكبر حتى نسلط الضوء عليها بهذا الإصرار الشديد و في كل المسلسلات..؟؟
إن ما يستحق أن يعرض على شاشات التلفزة عبر الفضائيات في الغالب هو ما يجب أن يصوّر المساحة الأكبر من شرائح المجتمع و بأمانة...حتى تتضح صورتنا بمنظورها الصحيح لدى الشعوب .
فلابد أن يُعكس واقع البيوت والأسر الكويتية الكريمة بالشكل الصحيح دون إجحاف أو ظلم لما تملكه من خلق كريم وأدب رفيع في حوار الابن لوالديه..والزوجة لزوجها والأخ لأخيه..الخ هكذا نحن وهكذا ما يجب أن يصور لإخواننا في منطقة الخليج والوطن العربي..
ولابد لي أن أؤكد على إن الاعتراض ليس في إظهار المشكلات الاجتماعية للمجتمع الكويتي .. إنما اعتراضنا على تقديمه في إطار مؤسف بالأسلوب والأداء........فحين تعرض الوقائع في تلك المسلسلات بهدف تسليط الضوء على بعض من جوانب لمشكلاتها الاجتماعية ،، فإنها إن لم تراع جميع الأبعاد لطبيعة تلك الأسر بالشكل الصحيح.. فلن تكون ذات واقع صادق ..ولا يحق لها التباهي بهذا الانتشار الفني،، لأنه سيكون بلا شك يحمل بئس الانطباع لواقع لا ننتمي إليه،، وكما إننا نراه بئس الانتشار... ما لم يُعاد النظر في أسلوب النقل السليم للواقع الصحيح .....!!
رذاذ المطر
المفضلات