[ALIGN=CENTER]وقفت أمام البحر فخاطبة قلبي قبل أن ينطلق لساني
وناجاه لبي فكان أبلغ من بياني .
أيها البحر ...
عندما تثقلني الهموم
عندما تحجب محياي الغيوم
آتي إليك
لأخرج من أعماقي الأحزان فأقذفها حواليك
رؤيتك تذكرني بالالتجاء إلى خالقك
فهو مفرج الهم ومجلي الحزن
إنك دلالة على عظمة الخالق
إنك آية على إله رازق
تسبح فيك الأسماك
لترسم بسمة على محياك .
عند الشروق .... ترسم لنا لوحة مع السماء الصافية .
أيها الإنسان
... يا من تقف مثلي على شاطئ البحر
ضع إصبعك في الماء ...
أخرجه بماذا يرجع من الماء .. ؟
إنها العلاقة بين حياتنا هذه وحياتنا الآخرة .
إنها حقارة الدنيا رغم إغراءاتها الماكرة .
... عند الغروب ، كأنك والشمس تذكرني بانغلاق الدروب .
فقد علت السماء ظلمة
وغشي البحر لجة .
وارتسم على الصورة السكون
لكأنك تربت علي فكأني طفل وأنت أمه الحنون تهمس .
لتقول ... ما زال الأمل باسماً .
... أيها البحر ...
كأن الناس في هذه البسيطه على قارب فيك تحذرهم الحيطه
فمنهم من تلاطمهم أمواج الذنوب ، إلا رحمة من علام الغيوب
.. وآخرون تتماوج بهم القوارب
يتمنون
ولكن هيهات ... هيهات وقد أزف الممات
وزمرة أخرى ... تشبثوا فعبروا بسلام ووصلوا إلى مرسى دار السلام
فأولئك هم خير الأنام
.... أيها البحر .....
كم غرقى هووا إلى قيعانك
وكم غرقى في بطون حيتانك
فالنجاة هي التمسك بقارب الدين ، حتى نكون حقاً من الناجين .
فجأه
ومن
دون
حركه
ارتطمت الأمواج بالصخور قطعت حبل خواطري
ثم غادرت المكان ، ونزعت مع رحيلي ثياب الكآبة والأشجان
غادرت وإقدامي تخط خلفي أثراً لها على ضفاف البحر
فيا إلهي
أجعل أثراً صالحاً وذكراً حسناً لي
يارب العالمين في حياتي وفي مماتي [/ALIGN]
المفضلات