[ALIGN=CENTER]
مرحبا بكم من جديد أعزائي ..
فمن خلال ما سطرتم اخواني الأفاضل ومن خلال ما نراه يوميا من خلال قنوات الإعلام المختلفة فالبعض يعتقد أن الإصلاح المطلوب للمجتمعات يكون من خلال قلب أنظمة الحكم في بلاده ومن ثم إذا تولى صالحون فرضوا الحكم بشرع الله على الشعوب والبلاد .. فإن الله - كما يكررون - ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن .. وهي مقولة حق بلا شك .... لكنها فهمت في غير محلها ..
وبالتالي فإن أصحاب هذه النظرية تجدهم يسعون في كل إستراتيجياتهم وأعمالهم الدعوية والحركية نحو قلب أنظمة الحكم من خلال تعريتها وفضح فسادها أمام الشعوب حتى ينقلبوا عليها .. فتكون الطريق مهيأة لهم للحكم بما أنزل الله ... !!!!
أصحاب هذا الإتجاه نسوا أن الشعوب التي تنقلب على حاكم هي التي تنقلب على الذي بعده .. وأظنهم لم يهتدوا إلى الطريقة الأنجع والأسلم , والمتبعة لسنة المعلّم القدوة عليه أفضل الصلاة والسلام في التغيير ..
التغيير في المجتمع له جانبين مرتبطين ببعضهما البعض , القمة والقاعدة .. الرأس وهو أهل السلطة في المجتمع , والجسد وهو الشعب المسلم المحكوم ..
و هي حلقة متصلة ومترتبة على بعضها , بعضهم يشبه ترابطها بنظرية البيضة والدجاجة .. هل البيضة قبل الدجاجة , أم أنّ الدجاجة قبل البيضة .. ؟؟؟
- فإذا كنا لا نملك دفع أهل السلطة ليعملوا فينا بالعدل والمساواة الشرعية بين الطبقات والفئات المكونة للمجتمع ..
- وإذا كنا لا نملك دفع أهل الإقتصاد وأصحاب رؤوس الأموال أن يضخوا أموالهم في قطاعات تنفع الشعوب وترفع من المستوى التقني والإبداع العلمي للأمة ..
- وإن كنا لا نملك حث العسكر وأهل الجيش أن يعدوا العدّة والعتاد للجيوش الإسلامية , وأن يوجهوا هذه الجيوش لأعداء الأمة وليس لصدور أبنائها ..
إن كنا لا نملك كل هذا .. فإننا نملك أنفسنا ونمون على أبنائنا وزوجاتنا .. ومن هنا نستطيع أن نبني الخلية الأولى للمجتمع , وخلية مع خلية مع أخريات من هنا وهناك سيجد المجتمع نفسه في صلاح .. فيخرج منه حينها المدير والوزير والعسكري والأمير وكل الفئات من الصالحين المصلحين بإذنه تعالى ..
مشكلتنا - دائما - أننا نود بناء مجتمع راشد على منهاج النبوة , في حين أننا لا نتعلم كيف بنى الرسول المعلّم هذا المجتمع ..!!
فإذا بذل عليه الصلاة والسلام هو ونفر قليل من قومه ثلاثة عشر عام من حياته النبوية الثلاث والعشرون في صبر على الأذى وفي تعبد وذكر وصيام وقيام .. ألا يجب علينا أن نعمل على بناء أنفسنا وإيمانياتنا بنفس الأسلوب وبفترات زمنية تتناسب مع الكم والكيف الذي نواجهه من الضعف الإيماني والنفسي ...؟؟
أمّا الذكرالذي نسيناه مثل كثير من السنن المهمة , وهضمنا حقه الذي يستحقه ...
زمن المعجزات الحسية والمعنوية التي أكرمنا بها الله عزوجل .. لا يعرفه ولا يعرف فضله إلاّ المجربون الذائقون لحلاوته ..
فالذكر الدائم هو الذي يربط قلب العبد بخالقه , وهو الذي يحفظه من نفسه وأهواءه وشهواته .. هوى المال والسلطة والجنس والظلم و.. , وهو الذي يحفظه من شياطين الإنس والجن .. فلا يكون لهم عليه من سلطان ..
هذه النفوس المحفوظة من هواها وشهواتها , والمحفوظة من نزغات المفسدين من الإنس والجن :
- ألا تحقق العدل الذي نريد ..؟؟
- ألا تحقق الرقي الذي نطمح له ..؟؟
- ألا تجلب لنا الأمن الإقتصادي الذي نحتاجه ..؟؟
- ألا تبني لنا عزا عظيما بين الأمم بقوتها العسكرية والإيمانية ..؟؟
تقبلوا تحياتي ..
جــواهــر
[/ALIGN]
المفضلات