[ALIGN=CENTER]زار الرئيس المؤتمن بعض ولايات الوطن ..
وحين زار حينا .. قال لنا :
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن ..
ولا تخافوا أحداً .. فقد مضى ذاك الزمن ..
فقال صاحبي حسن : ياسيدي .. أين الرغيف واللبن ؟
وأين تأمين السكن ؟
وأين توفير المهن ؟
وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن ؟
ياسيدي .. لم نر من ذلك شيئاً أبداً ..
قال الرئيس في حزن : أحرق ربي جسدي ..
أكل هذا حاصل في بلدي !
شكراً على صدقك في تنبيهنا ياولدي ..
سوف ترى الخير غداً !
وبعد عام زارنا ومرة ثانية قال لنا :
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن ..
ولا تخافوا أحداً فقد ولى ذاك الزمن ..
لم يشتك الناس .. فقمت معلناً :
أين الرغيف واللبن ؟
وأين تأمين السكن ؟
وأين توفير المهن ؟
وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن ؟
معذرة يا سيدي :
وأين صاحبي ...
حسن ؟! [/ALIGN]
كلمات معبرة بالطبع , وعميقة المعنى , وقوية المقصد , وقد لا أظلم قائلها إن قلت .. وقد زاد وبالغ !!
عموماً , فلقائلها أحمد مطر الشكر ..
وإني لأعجب أن يكون هذا الأمر معقولاً ومقبولاً في الساحه السياسيه العربيه , فما ضير الحاكم .. إن سأله المحكوم حسن بما يسد به بطناً خاوياً ؟!
عموماً , فتلك هي من الحريات المستحسنه والمرغوبه , في أن يسأل هذا المحسوب من الرعيه , ذاك الذي يرعى شؤونه ومصالحه , بما يؤمن عيشه وأمنه وسعادته وما غير ذلك من مستلزمات الحياة الكريمه والهانئه .
وعليه فهي مستحسنه بالنسبة لحسن , وطبعاً لم أكن أعني الحرية في إخفاء حسن .
فمــا هي هذه الحريه ؟1
ومــا مداها ؟!
ومــا الصالح المنشود والخير المردود منها .. علينا ؟!
هناك مِن العاشقين لها ومن المبغضين لها أيضاً , من يعرف الحرية بأنها .. أن ينطلق الإنسان حُر اليدين , وواسع الخطوات , سليط اللسان وكبير الأماني والتخيلات , وغير مقيد ولا مُحدد له طريقاً أو مساراً معيناً , يُعبر بما يراه , ويصرح بما يحب , ويعصي ويرفض ما لا يرغب !!
هذه ليست بحريه أبداً , بل هي وبهذا المعنى , تكون بابٌ خلفي في ظهر الأمه , كلما زاد وفُتح , كلما تسارع إنهيار الأمه الى الحضيض .. حيث يغتنم أعدائها فرصة الدخول في حصونها .
الحرية أُلخصها بما فاضت به خواطر بشار بن بُرد , حيث يقول :
[poet font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وكالسيف إن لاينته لان متنه = وحداه إن خاشنته خَشِنان
[/poet]
فالحرية التي أنشدها .. هي أن تكون بشروط وبخطوط واضحه ومحدده , أريدها أن تكون عوناً للحاكم وللمحكوم , أريد منها أن تلتزم بضوابط وبأهداف لا تخل بالأمن ولا بالتكاتف بين المجتمع الواحد , أريدها أن تكون ذات معالم جليه وقويه , وبينه يراها الكبير ويفهمها الصغير .. يعيها الجاهل ويدركها العالم , يقنع بها الفقير ويرضى بها الغني ..
إلا أن هناك من يطالب بحريةٍ عرجاء عضباء داخلها هواء وخارجها تزييفٍ وبهتان , فكل همهم هو إشباع رغباتهم ومطامعهم والتي غلفوها بهذا المسمى الجميل .. الحـــريه !
فأي حرية يدعون اليها ؟!
أُناس اتخذوا من أراض الغرب منابر لهم , وبدعمٍ من هذا الغرب وبتصديقٍ منه وبتأييد منقطع النظير , وما ذلك إلا .. ليغشوا بها الرعاع منا أو الجهلة .
قد مللنا من تلك الدعوات , وقد مللناكم يا أصحابها , فما هي إلا كلمات رنانه , تستهوي الفقير والعاجز والمحروم منا , وتستجذب المجرم والطامع والخبيث من بيننا , ومع تقديري للأصناف الثلاثة الأولى . إلا أن هذه الحرية المزعومه , لن تقدم لهؤلاء شيئاً من تلك الأماني , اللهم إلا من أتى بعدهم من الأصناف الثلاث الأخيره .
إنني أتحدث الآن من منطلق عربي عام , من المشرق والى المغرب , ولست أعني حادثةٌ ما أو واقعة ما , وإن كانت قريبة منا بمكان حدوثها , أو قريبة في زمن حدوثها ..
ومن هذا المنطلق العروبي ( العروبي لفظة اجتماعيه وليست منهجيه ) , الذي أخشى به على أمة يخطط لها بما يجعلها ذليله وهينه عند أصغر عضو من أعضاء الأمم المتحده الأميركيه ( وعذراً إن كان هناك خطأ بالإسم ) , فأنا ومن وجهة نظري أرى أن الإلتصاق بالحاكم وإن كان مقصراً على شعبه و مبذراً على أهله , أو عديم الجدوى أو ربما منتفي المنفعه .
إنني في خطٍ ثابت لا أحيد عنه , ولا أرمي لغيره , ولا أنشد بأفضل منه .. فلا بشائر تساق الينا من أعدائنا .. أبداً .
مهما جملوا من صورهم , ومهما أظهروا أنفسهم بمظهر البراءة والمحبة والإنسانيه , فهم لنا أعداء , متربصون , يحاربوننا في ديننا وفي أرضنا وعلى لقمة نمضغها بين فكينا .
وأعيد هنا بأنني لا أتحدث عن حادثة معينه وإن توافق زمن حدوثها مع ما أقول .. وأقول لمن هاجت في صدورهم أمور الثوره أو ربما استحسنوا الإنتفاضه أو انساقت أنفسهم الى المظاهره .
كبروا من عقولكم .. ولا تجعلوا منها أدواة بين يدي حاقد , بل ولا تهيموا بحاضركم في طرق الحاسدين , أملاً في مستقبلٍ زاهر يزيل من أعينكم ماضٍ بائس .
فوالله .. لن تجنوا من هؤلاء غير الدمار والرجوع الى الخلف .. بل ولا أبالغ .. سيعيدوننا الى ماضٍ قد تخلصنا منه , قد مليء بالتخلف والجهل والحقد وانعدام الأمن .. والرحمة بين المجتمع .
وعوداً إلى أحمد مطر , وبطل خاطرته حسن ...
ألا ترون بأن النفس تواقة للحرية , حيث يسأل صاحب حسن عن حسن .. مع علمه بأن حسن الآن هو في .. غَيابت الجُب .
المفضلات