[ALIGN=JUSTIFY]
بغداد (اف ب) -
على مدى اكثر من عشرين عاما كان شبان من حي الكرادة في بغداد يتقدمون لطلب الزواج من اشواق عبد القادر لكنها كانت ترفض دوما وترد انها مخطوبة ولو ان خطيبها "فقد في المعركة" خلال الحرب العراقية الايرانية (1980-88).
وتروي اشواق ووجهها يشع سعادة في صالون المنزل العائلي "خطبنا عام 1979 وكان عمري آنذاك 17 عاما. كان رجل احلامي. كان من الصعب طوال كل هذه السنين ان احتفظ بالامل لكنني لم اغرم مرة برجل آخر. فانا كنت مخطوبة".
غير ان آمال تلك المرأة السنية البالغة من العمر الآن 41 عاما والتي تقدمت في السن وهي تنتظر محبوبها باتت واقعا في 16 اذار/مارس الماضي قبل اربعة ايام من اندلاع الحرب على العراق حين دق خطيبها صباح باب المنزل وقد تبدلت ملامحه تماما وطبعتها السن والمعاناة.
وتروي "لم اعرفه في بادئ الامر واعتقد انه هو ايضا لم يعرفني. كان رجلا مختلفا تماما لكنني ادركت فيما بعد ان روحه لم تتغير".
وقد وقع هذا الضابط في الجيش العراقي في الاسر خلال معركة عام 1981 فبقي في سجن ايراني حتى عودته. واعتبر في البدء في عداد المفقودين ولم تتلق عائلته وخطيبته اخبارا عنه على مدى عامين. وفي 1983 اكد اسير سابق انه التقاه في السجن.
وتمكنت خطيبته واقرباؤه خلال السنوات التالية وبفضل اللجنة الدولية للصليب الاحمر من تلقي بضع رسائل منه وسماع صوته على شريطين مسجلين. وتقول اشواق "كنا نبقى احيانا اشهر مديدة بدون اخبار ولم اكن ادري حتى اين يمكنني توجيه رسائل اليه".
وخلال التسعينات قام اسرى تم الافراج عنهم بنقل اخبار صباح الى خطيبته. واطلق سراحه اخيرا في اذار/مارس الماضي قبل بضعة ايام من الحرب الاميركية على العراق في اطار عملية تبادل اسرى اجراها صدام حسين.
وتقول اشواق "بعد ان امضى كل هذا الوقت في السجن لم يعد يشكو من شيء لا من انقطاع المياه ولا من انقطاع الكهرباء في المدينة. انه رجل طيب جدا يحمد الله لبقائه على قيد الحياة ويريد ان يستعيد صداقاته ويعيد اكتشاف بلاده".
غير ان صباح البالغ من العمر الآن 45 عاما مرغم على العيش مع عائلته. فهو لا منزل لديه ولا مهنة ولا مال. وتوضح اشواق "تنصحني والدتي الا اتزوج من رجل فقير لكنني احبه ولو انه لا يملك شيئا ولقد انتظرته وقتا طويلا جدا" وتشير مفاخرة الى محبسها "الثمين" بنظرها ولو انه تم شراؤه بدولار واحد فقط من احد الباعة في الشوارع.
ويروي الخطيبان بحسرة انه لو جرت قصتهما ايام صدام حسين لكان اهداهما سيارة ومنزلا كما حصل لجميع اسرى الحرب الذين عادوا الى البلاد. "لكننا الآن لا نملك شيئا. ما زلنا فقيرين والوضع الحالي في بغداد بوجود الجيش الاميركي اسوأ من قبل بما في ذلك بالنسبة للذين لم يكونوا على علاقة بصدام حسين وبحزب البعث".
واغتنم صباح سنوات الاسر للمطالعة والدراسة وهو يود الذهاب الى منطقة كردستان العراقية في الشمال للحصول على شهادة جامعية هناك. وخطيبته تود مرافقته. وتقول اشواق "هو ايضا كان على يقين من جهته انني انتظره. الآن جددنا حبنا ونريد ان نتزوج" وهما يعيشان الآن مرحلة خطوبة جديدة فيلتقيان عدة مرات اسبوعيا في منزل عائلة الخطيبة.
ويأمل صباح واشواق في ان تكتمل فرحتهما بعد الزفاف بانجاب اطفال بالرغم من تقدمهما في السن. وتقول اشواق مبتسمة "ان شاء الله".[/ALIGN]
المفضلات