[ALIGN=CENTER] بسم الله الرحمن الرحيم[/ALIGN]
كشفت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) النقاب عن أن نحو 40 ألف جندي من قواتها العاملة في العراق إنما هم من المقيمين في الولايات المتحدة ويحملون الـ"غرين كارد" وليسوا من المواطنين الأميركيين.
ويأمل هؤلاء الجنود -ومعظمهم من أصول لاتينية- عبر مشاركتهم في الحرب بتسريع إجراءات حصولهم على الجنسية. ويفضل هؤلاء "المرتزقة" تلقي أوامرهم ليس باللغة الإنجليزية وإنما بلغتهم الأم التي غالبا ما تكون إسبانية.
وتشير البنتاغون إلى أن ثمة 37401 جندي يعملون في الجيش لا يحملون الجنسية الأميركية انضموا إلى الخدمة العسكرية بعد تقديم حوافز لهم تتمثل بالحصول على جواز سفر. ويأخذ الحصول على الجنسية عدة سنوات، ولكن الانضمام للجيش الأميركي يسرع هذه العملية شريطة أن يعود المجند حيا من مناطق القتال.
وقال متحدث باسم البنتاغون إنه تم وضع برامج لمساعدة أعضاء الخدمة العسكرية لتعجيل إجراءات حصولهم على الجنسية، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تأخذ نحو ستة أشهر للطلب الواحد.
جورج غالاوي معروف بانتقاداته اللاذعة لغزو العراق واحتلاله (أرشيف - رويترز)
انتقادات
وقد دفعت هذه الأنباء النائب البريطاني جورج غالاوي المعروف بانتقاداته اللاذعة لغزو العراق واحتلاله لمهاجمة الولايات المتحدة واتهامها باستخدام ما أسماها "قوات غرين كارد" لتكون وقود حرب.
وأشار غالاوي في مقابلة خاصة إلى أنها استخدام الأقليات وغير المواطنين و"الطبقات السفلى بالمجتمع" جزء من تقاليد الولايات المتحدة ليكونوا في الخطوط الأمامية للجبهة بالحروب الأجنبية التي تخوضها وضمان جزء من تقليد تستخدمه منذ فترة طويلة.
وأوضح النائب البريطاني في اتصال مع الجزيرة نت من البرتغال حيث يقضي إجازته أنها سمة للحكومة التي تستعمل "المهمشين" لخوض معركتها. وقال "لم يتغير شيء منذ فشل المحاولة الأخيرة لغزو وتحديد مستقبل دولة أخرى هي فيتنام".
وبين غالاوي أن "نسبة السود في الجيش كانت تشكل 40% بينما هم يشكلون ربع هذا العدد طبقا لكشوفات عدد سكان أميركا". وأضاف "بالطبع الطبقات السفلى أصبحت الآن تزداد، اللاتينيون أكثر من السود".
وأشار إلى أن هذا يفسر حقيقة أن معظم القتلى في العراق يحملون أسماء لاتينية. وقال إنه شارك في برنامج إذاعي أميركي حيث كرر المتصلون بالبرنامج أقوالا تشير إلى أن السود واللاتينيين وقود حرب يأتي من خلفهم المتطوعون.
تقديم حوافز
ولم تقف الحوافز التي وعدت الحكومة الأميركية بتقديمها لحاملي "غرين كارد" الذين انضموا إلى القوات المسلحة عند حد تسريع إجراءات الحصول على الجنسية التي ازدادت تعقيدا بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، بل تعدتها إلى وعود بتقديم تمويل للدراسة يصل إلى نحو 50 ألف دولار، إضافة إلى خدمة التوظيف عبر البريد والتدريب.
ويقول الناشط كارلوس منديس من تحالف "اللاتينيين ضد الحرب في العراق" إن الكثير من الجنود قالوا له إن هذه الوعود لم تتحقق. وفي دولة ترتفع فيها تكاليف التعليم والرعاية الصحية فإن هذه الحوافز تستهدف بالأخص الأقليات الأميركية الفقيرة.
ويعتمد الجيش الأميركي على المتطوعين الذين يعود لهم الفضل في تحرير أبناء وبنات الذين يملكون الثروة والمال والنفوذ من الخدمة العسكرية. ويدافع البنتاغون عن هذا بقوله إنه لا يوجد قرار رسمي في الموضوع، لذا فإنه لا تمارس أي ضغوط على أي شخص للانضمام إلى الجيش.
وحتى لو كان هناك قرار رسمي فإن صناع القرار يبقون يعيدا عن المشاكل حسب غالاوي الذي قال إن "أبناء البيض من حكام أميركا بمن فيهم جورج بوش دائما يجدون الطرق للالتفاف على القرارات".
وتجدر الإشارة إلى أن غالاوي زار العراق في عدد من المناسبات والتقى الرئيس المخلوع صدام حسين وعددا من المسؤولين الآخرين. كما كان معارضا للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على بغداد بعد حرب خليج عام 1991.
أرشيف - رويترز
المفضلات