[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]من أجاويد و زعماء شمَّر الجربا
المرحوم الشيخ أحمد العجيل الياور [/ALIGN]
الشيخ / أحمــد بن عجيــل اليـــاور ( 1925 – 1972م ) ولـد عـام 1925م في باديـة الجزيـرة (مابين النهريـن) درس في مدرسـة (شمّر عجيل الإبتدائيـة) مع اخوته مشعل ومحمد ثم انتقلوا للدراسـة في مدينـة الموصل حاضرة شمّر . وكان والدهم قد هيـأ لهم مدرسين لتعليمهم فقـه الدين واللغـة العربيـة بالاضافة إلى اللغة الإنجليزية والآداب العامـة واللياقـة البدنيـة.
وفي الصيف يذهبـون إلى الباديـة وفي وسط عشائرهم كان هنالك أحـد رجال والدهم يقوم بتدريبهم على ركوب الخيل والفروسية والرمايـة .. وكان الشيخ عجيل الياور يهتم بـه اهتمام خـاص .
أرسلـه والده هو وأخيـه مشعل للدراسـة في كليـة فكتوريـا بالإسكندرية (التي يدرس فيها أبناء الملوك والأمراء) .
أخـذه والده معه في جولة لدول أوربا عام 1936م في زيارات رسميـة . وبعد وفاة والده ترك الدراسة (1942م) وأصبح مساعداً لأخيـه الأكبر صفـوك شيخ مشايخ شمّر وكان يعتمد عليه بكثير من الأمور (مع صغر سنـه) فقد كان الفراغ الذي تركـه والدهم لا يمـلأه شخص واحد مهما كان . فانغمس في حياة العمل والجهد وأصبح عضواً مهماً في إدارة تلك الإمبراطوريـه (المادية والمعنوية) التي تركها المرحـوم الشيخ عجيل الياور فلقد ترك لهم مساحة أرض من حدود مدينة بغداد إلى الحدود السورية العراقية [ قدرت أراضي الشيخ عجيل الياور حين وفاتـه بمليون دونـم (الدونم = 2.500 مترمربع) من الأراضي الزراعية ونقـداً بما يعادل ميزانية الحكومة العراقية في ذلك الوقت ] .
وبعد عام 1946م أصيب الشيخ صفوك العجيل بعدة أمراض فلم يستطع القيام بمهامه على أكمل وجـه . فزادت مسؤوليات الشيخ أحمـد رحمـه الله ، وفي عام 1948م تنازل الشيخ صفوك العجيل رسمياً عن مهام شيخ مشايخ شمّر لأخيـه أحمد العجيل . فمنذ ذلك الحين بـدأ بكل طاقته وقدراته لإثبات مكانته ومكانـة عشائره في كل المستويات وظهرت رجاحتـه وذكائـه في أقوى مراحلهـا .
فكان لـه دوره في مجلس النواب العراقي وكان كل همـه مُنصب على توطين القبائل وتثقيفهم لتأهيل أبناءها بالعلم لريادة المجتمعات في العصر الحديث .
فقـام عام 1952م بتوزيع قسم من أراضي آل عجيل الياور على عشائر شمّر وطلب منهم زراعتها وقدم لهم الأموال اللازمة لذلك . وطالبهم بالاعتماد على أنفسهم والإستفادة من خيرات الأرض .
وكذلك طالب الحكومة بحفر الآبار الإرتوازيـة لكي تكون مراكز قرى لعشائر شمّر وافتتح المدارس والمستوصفات الطبية بمساعدة الحكومة وبدعم مادي منـه . وكان حلمه الذي حاول جاهداً تحقيقـه في بناء مدينة حديثـة لتصبح حاضرة لشمّر في جزيرة ما بين النهرين فيها مدارس ومستشفيات ومصانع تمويلها من مستثمرين هم من زعماء شمّر . ولكن لسلبيات التفكير وقصر النظر عند البعض لم يكتمل المشروع .
وفي عام 1959م وبعد أن سيطر الشيوعيين على الحكم في العراق ثارت شمّر بقيادتـه في ما يسمى بثورة الموصل وكانت شمّر وقيادتها هي العشيرة الوحيـدة في العراق التي قامت بتلك الثورة .
ولكن لفشل الثورة أضطر الشيخ أحمـد العجيل وعشائره إلى النزوح إلى سوريا (التي كانت متحدة مع مصر تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة ). فطاردتـه الطائرات العراقية وهو بسيارته وقصفته بعدة صواريخ ولكن لم يصبه أذى . فحوكم غيابيـاً وحكم عليه بالإعدام . وصادرت الحكومة العراقية أموال الشيخ أحمـد وجميع أخوتـه المنقولـة وغير المنقولـة .
ومن سوريا كان يرسل أفراد من شمّر إلى داخل العراق للقيام بأعمال ضد الحكم الشيوعي . وكان كل الأحرار من أبناء العراق المناهضين للشيوعيـة يجدون ملجأهم عند قوات شمّر بزعامـة الشيخ أحمـد بن عجيل الياور .
وهناك أجرى اتصالات مع رجال الحكم في سوريا وأيضاً مع الرئيس جمال عبد الناصر ونائبه أنور السادات وكانت له علاقات قوية واقتراحاتـه مسموعـة . وبعد الانفصال بين سوريا ومصر . غادر إلى ألمانيـا وبقي هناك متتبعاً لأخبار العراق إلى أن قتل عبد الكريم قاسـم في 8/2/1963م .. فعـاد إلى أرض الوطن بعد غياب دام حوالي أربع سنوات فجـرى لـه استقبال رسمي وشعبي حافل ورفض أن يدخل حدود العراق راكبـاً بل سـار على قدميـه لعشرات الكيلومترات .
ثم بعد استقراره في العراق طالب الحكومة بإدخال أفراد عشائر شمّر في سلك العسكرية (قبل ذلك كان أبناء الباديـة معفيين من الخدمـه العسكر يه) فهو يرى بأن خدمـة العَلم شرف لابد لأبناء العشائر من نيلـه بالإضافـة إلى أنهم سوف يخدمون بلدهم وعشائرهم من كل النواحـي .
وكان الشيخ أحمد العجيل يذهب بنفسـه إلى المدارس التي يدرس بها أبناء شمّر في قراهم ويشجعهم ويمنحهم الهدايا والمحفزات . ويدخلهم الكليات والمعاهد على نفقتـه الخاصـة .
وفي عام 1967م وبعد نكبـة فلسطين قدم التبرعات للمجهود الحربي وبالذات لمنظمة التحرير الفلسطينيـة .
وفي عام 1969م قام بزيارة لدول الخليج (السعودية والكويت والبحرين وأبو ظبي) بزيارة رسمية وبموافقة الحكومـة العراقيـة . وذلك لشرح فكرتـه بتأسيس جيش من تلك الدول مع العراق ويكون تمويله من واردات النفط للمجموعـه كلها (وهي فكرة مجلس التعاون الخليجي الحالي) . ولكن المشروع لم ينجح.
وكان على علاقات طيبـة مع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله والأمراء السعوديون.
ويعتبر الشيخ أحمد بن عجيل الياور ذو نظرة سياسيـة ثاقبة ورجل إقتصاد متميز بالإضافة إلى كونـه يرأس أكبر قبيلـة في العراق . كذلـك كان على علاقـة مع أكثر الزعماء العرب من ملوك وأمراء ورؤساء .
وفي عام 1970م صار هناك فتور بينـه وبين الحكومـه في العراق فغادر البلاد إلى إيطاليـا’ وفي مطلع عـام 1972م أظهرت نتائج فحوصات دوريـة يجريها سنوياً إصابتـه بداء سرطان الكبد الذي لا شفاء منه , فتقبل ذلك بكل شجاعـة وإيمان وقرر أن يمضي بقيـة أيامـه بين أبناء قبيلتـه في مسقط رأسـه بالعراق , وعاد في أيامـه الأخيرة التي قضاها في المستشفى في بغداد وسط كم هائل من أبناء مختلف شرائح المجتمع العراقي من عرب وأكـراد وسنة وشيعة ومسيحيين على مختلف مذاهبهم السياسية وزيارات معظم أعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب لـه , وكان رحمه الله قد هزل جسمه ولم يبق من مظهره الوسيم سوى الإبتسامه التي بقيت على شفتيه حتى فارق الحياة يوم الجمعـة 23/6/1972م , وكان عندما علم بمرضـه قد كتب وصية عامة لأبناء شمّر بخـط يـده تعتبر من ثوابت تماسك القبيلة وإخلاصهـا وإستلم أمانـة المسؤوليـة من بعـده الشيخ محسن بن عجيل الياور بطل معركـة ثورة الموصل عام 1959م[/ALIGN]
المفضلات