السلام عليكم ..
اسمحي لي أختي مجموعة انسان اكتب موضوعي هنا .. لانها قصه السيده عائشه رضي الله عنها .. و مضيف المرأه أولى بها ..
[ALIGN=CENTER]
إحدى زوجات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأصغرهن سناً، وأقربهن إلى قلبه، وكانت أفقه النساء، وأكثرهن أدباً وشعراً، إنها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وتكنى بأم عبدالله، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس، وأبوها الصديق أبو بكر عبدالله بن أبي قحافة رضي الله عنه، ولدت في مكة بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أصغر سناً من السيدة فاطمة رضي الله عنها بثماني سنين.
وكان لهذا البيت المسلم بركنيه الأثر الكبير من تنشئتها الصالحة بالرغم من الأحداث الدامية التي كانت تسير في مكة، إلا أنها كانت تقول عن نفسها: لم أعقل أبواي إلا وهما يدينان بالدين.. لذلك فهذا البيت لم يعرف غير الإسلام، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في أبو بكر الصديق: «ما وطئ الأرض - أي ما داس - بعد الأنبياء خير من أبي بكر»..
تلميذة في مدرسة النبوة
وكان للسيدة عائشة من العلم والفقه الشيء الكثير. فقال عنها الإمام الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل.. كما قال الإمام الذهبي: كانت أفقه النساء، واعتبرها العلماء من السبعة المكثرين للرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأضحت معلمة للناس جميعهم رجالاً ونساءً، لِمَ لا وهي تلقت مختلف العلوم وأفضلها مباشرة من فم المعلم الأكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لِمَ لا يحق لها أن ترقى في المراتب العليا في العلم، وتفوق الرجال في الشهادة والخبرة والفقه.
والتاريخ الإسلامي ازدحم بأمثلة كثيرة من النساء اللواتي اقتدين بالسيدة عائشة رضي الله عنها في هذا الأمر، فصرن معلمات للرجال، وقدوة للفتيات والشباب، وقدمن للمجتمعات خدمات جليلة لا يزال التاريخ يحفل بها.
وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها من أعظم الناس شعراً وأدباً، وكانت لا تتحدث بأمر إلا وتستشهد عليه بالأشعار، ومن أمثلة ذلك ما حدث عند وفاة أبي بكر، فحين بدأت روحه تحشرج قالت مستشهدة بشعر حاتم:
لعمرك ما يغنى الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
فقال لها: لا تقولي ذلك يا بنية، بل قولي: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد»} ق(19).. فقالت ذلك، ثم عادت فأنشدت:
وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه
ربيع اليتامى عصمة للأرامل
فقال لها أبوها: إنما ذلك رسول الله.. تواضعاً منه رضي الله عنه.
خلافات زوجية..!
وكثيراً ما كانت عائشة رضي الله عنها تعلم الناس كيف كانت حياتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى يتفهم الناس كيف تكون الحياة الإسلامية. فكانت حياتها معه حياة بشرية طبيعية، ونحن لا نتكلم هنا عن المثاليات، بل نروي تاريخاً حقيقياً مستمداً من السيرة العطرة والآثار الصحيحة لأسرة إسلامية سعيدة.
والطبيعي في الحياة الأسرية أن يحدث بعض الجفاء، ولكن أعظم ما كان يحدث بين عائشة وحبيبها صلى الله عليه وسلم أن تترك ذكر اسمه حتى يعرف إن كانت غاضبة أو راضية، فهل يعتبر هذا غضباً في عرف الأسر اليوم، وهل يعتبر هذا خلافاً بين الزوجين؟ إنه في أسوأ حالاته لا يعدو أن يكون مداعبة ظريفة، أو مزاحاً خفيفاً.
زوجة بِكر.. حديثة السن
لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها طاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله».
وكانت رضي الله عنها تفتخر على غيرها من النساء فتقول: «لقد أُعطيت تسعاً ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران: لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني، ولقد تزوجني بكراً، وما تزوج بكراً غيري، ولقد قبض ورأسه في حجري، وقبرته في بيتي، ولقد حفت الملائكة ببيتي، وإن الوحي كان ينزل عليه وإني لمعه في لحافه، وإني لابنة خليفته وصديقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبة عند طيب، ولقد وعدت مغفرة ورزقاً كريماً».
وفي المقابل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادلها نفس المشاعر، ويتلطف بها ويحسن إليها وكان يقول دائماً: «إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وألطفهم بأهله».. من هنا نفهم كما كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سمحاً في التعامل مع أزواجه، وخاصة مع السيدة عائشة مراعياً في ذلك حداثة سنها.. لدرجة أنه كان يسترها بردائه لكي تتمكن من رؤية الحبشة وهم يلعبون بالحراب في المسجد، وهكذا كان رسولنا الكريم يقدر قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو..
الأعمى والحاقد..!
وعندما سئلت عائشة: ماذا كان يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت: كانت في مهنة أهله، فإذا نادى المنادي للأذان خرج، وقد ورد أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم كان يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويقُمّ المنزل أي ينظفه.
وهنا ندعو أزواج العالم، ليتعلموا من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ليتعرفوا على طريق السعادة في الحياة الزوجية، ففي هذه المدرسة النبوية نجد كل التعاليم والمبادئ التي يبحث عنها المربون والمفكرون والإصلاحيون الاجتماعيون، والنفسيون، وغيرهم، من أجل استخلاص جميع الأسس لبناء بيت سعيد متكامل، ومن ثم يفكرون ملياً.. هل أنصف الإسلام الزوجة، وهل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أي ظلم أو انتقاص من حقوق المرأة في شيء..؟! إن الأعمى وحده من يتجاهل هذه الحقائق الدامغة، والحاقد وحده هو الذي ينكر فضل الإسلام على المرأة.
حديث الإفك
وفي حياة السيدة عائشة رضي الله عنها، مواقف لا تنسى خاصة الحادثة الشهيرة «حديث الإفك»، فعندما كثرت غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل الجهاد والدفاع عن الدين الإسلامي، كان يسافر أحياناً فترات تستمر شهرا أو شهرين فكان صلى الله عليه وسلم يقرع بين نسائه في أخذ واحدة معه في سفره، وفي غزوة «بني المصطلق» أخذ معه السيدة عائشة رضي الله عنها.. وأثناء العودة إلى المدينة، تخلفت عن الجيش لترى عقداً لها وقع فتركت مكانها للبحث عنه، فلما رجعت إلى الجيش كانوا قد رحلوا بدونها وهم لا يلحظون أنها لم تكن داخل هودجها، فجلست في مكانها لا تتحرك، حتى عثرعليها صفوان بن المعطل الذي كان وراء الجيش، فرأى سواد إنسان نائم، فعرفها حين رآها - وكان قد رآها قبل الحجاب - فاستيقظت حين سمعته يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما تكلمنا بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه وهوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يديها، فقمت إليها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهم نزول..
بعد ذلك تولى بعض المنافقين - والذين في قلوبهم مرض - ترويج حديث الإفك في حق الشريفة عائشة وصفوان بن معطل رضي الله عنهما..
برأها القرآن..
وبعد قدومها للمدينة، أصابها مرض، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودها فلا تجد منه اللطف الذي كانت تراه من قبل إن هي مرضت، فشكت في الأمر واستغربت، ولم تكن تعلم بما يدور من حديث وشائعات في المدينة حتى أخبرتها مصادفة أم مسطح بن أثاثة. فازدادت مرضاً على مرض، فأخذت تبكي ليلتين ويوماً ولا يرقأ لها دمع ولا تكتحل بنوم، حتى ظنت أن البكاء فالق كبدها..
وطلبت عائشة رضي الله عنها من أبويها أن يتدخلا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما لبث الرسول شهراً لا يوحى إليه بشأن عائشة شيئاً، قال لها: يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة.. فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف ثم تاب.. تاب الله عليه».
بعدها نزل قرآن ليبرئ السيدة عائشة رضي الله عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة.. أما الله فقد برأك.. قالت: فقالت لي أمي: قومي إليه.. فقلت: لا والله لا أقوم إليه، فإني لا أحمد إلا الله عز وجل.. قالت وأنزل الله تعالى: {إن الذين جاءوا بالإفك عُصبة منكم} إلى آخر الآيات التي برأت السيدة عائشة من كل ما قد قيل فيها بهتاناً وزوراً..
وهذه الحادثة كانت شديدة الأثر في نفس عائشة رضي الله عنها، وكادت أن تكون السبب في هدم كيان أسرة فاضلة، وهذه القصة تبين لنا أن أعظم ماتملك المرأة المسلمة هو شرفها وسمعتها الطيبة بين الناس، وبهما تتنفس هواء الحياة الذي تعيش به، الأمر الذي يؤكد غيرة العرب والمسلمين على مر الزمان على أعراض بناتهم وأزواجهم، وتبين أن المسلم لا يغار على عرضه أنانية لنفسه، بل لصيانة وحفظ المرأة عن أن تتناولها نظرات الشر والطمع الغادر، وتحوم حولها النفوس الضعيفة التي لا تريد إلا النيل من كرامتها وعفتها، وتريد لها الخروج من مملكتها إلى دنس الحياة وعفونة المجتمع ويقتلعون منها جذور الشرف الأصيلة، ومن ثم تسقط عنها أوراق الحشمة وثمار الاحترام.[/ALIGN]
المصدر : مجلة فواصل
الكاتب : د.طارق السويدان
المفضلات