[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ,,,, أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد هالني ما رأيت من الكلام الذي ينم عن ثورة الأعصاب ,, فلذلك اطلب من الإخوان كف هذا الكلام والرجوع إلى الله و عدم القذف وترك الأمور التي تفضي إلى مالا يحمد عقباه .
هل تحقيق النسب بالتفاخر والتناحر والهمز واللمز يحقق لنا الجنة ,إن الخوض في الأنساب فيه مزلة , والطعن فيها من الكبائر فليحذر الجميع من هذا , إن الكبيرة لا يمحوها الاستغفار فقط بل يجب التوبة منها لأنها كبيرة من كبائر الذنوب .
إخواني إنكم تتحدثون عن شئ ليس من الصالح فيه من شئ , إذ انه يفرق ولا يجمع , يجعل القلوب تتنافر , لماذا لا يكون هذا المضيف للمكارم والأخلاق التي تزخر القبائل بها , لماذا نحارب بعضنا بالكلام , هل نحن مأجورين على هذا , نعم الله جعلنا شعوب وقبائل لنتعارف , لا ليسخر بعضنا من بعض ,
إن القلوب تحمل على من حولها الشيء بعد الشيء من الغضب أو الحقد أو الحسد , فإذا بادر أصحابها بتنقيتها , زال كل كدر , وعمّ الصفاء وسلم الصدر وإذا أهملوا ذلك , تراكمت المواقف , وتتابعت المآخذ , حتى يصبح في كل قلب على أخيه بغضاء لا تزول إلا بمعالجة شديدة , ربما تركت خدشاً لا يمحوه الزمان,,,
إن القلوب إذا تنافر ودها .. مثل الزجاجة كسرها لا يعشبُ
مر شاس بن قيس , على نفر من الصحابة , صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , من الأوس والخزرج , في مجلس ٍ قد جمعهم , وكان شاس بن قيس شيخاً قد عتا , وهو شديد الحسد للمسلمين , فغاظه ما رأى من أُلفتهم , فأمر فتىً يهودياً , أن يجلس معهم , ثم يذكرهم يومَ بُعاث , وما تقاولوا فيه , من الأشعار , ففعل فتفاخر القوم , حتى تواثب رجلان فاختصما , وتعصب كلٌ لقومه , حتى تواعدوا أن يقتتلوا عند الحرة , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم فخرج مغضباً يُعرفُ الغضب في وجهه حتى جاءهم فقال : ( الله الله يا معشر المسلمين أَبِدَعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ــــــــ لا ترجعوا بعدي ــــــــــ كفـّاراً يضرب بعضكم أعناق بعض ٍ , فبكى القوم واصطلحوا )
لا يحمل الحقد من تسمو به الرتبُ ... ولا ينال العلا من طبعه الغضبُ
أليس التغافر وسلامة الصدر أولى وأطهر وابرد للقلوب ؟
ولله در الشاعر الذي راح يمرح ويقول :
من اليوم ِ تعارفنا ..... ونطوي ما جرى منا
فلا كان ولا صار ..... ولا قلتم ولا قلنا
وإن كان ولا بدا....... من العتبى فبالحسنى
اللهم إني أتسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك و أسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً , وأسألك من خير ما تعلم واعو ذو بك من شر ما تعلم واستغفرك لما تعلم
لكم الحب كما تحبون
اخوكم المحب
[/ALIGN]
المفضلات