قد يعتري الانسان نوع من التعجب والاستفهام إزاء كثير من مواقف العصر المستحدثة..وممايزيد الطين بلة والعجين تخمرا هو انتكاس نواميس الطبيعة وانصهارها في بوتقة "ياأيها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون".
ألستم معي في أننا في زمن العيش بالمقلوب وتضخيم الأكتاف بالخرق وإن كنتم ضد مقولتي فإليكم شيئا من الإشارات على عجالة ورب قارئ أوعى من مبلغ..
_معلمة متزنة في مشيتها..تشرح في مادتها للطالبات ..حكم سماع الات اللهو..أدلة الحجاب والرد على مخالفيها..قيمة الحياء للفتاة.. وبعد أيام قلائل تجد الطالبة معلمتها المثالية في أحد حفلات الزواج تتمايل كما الأفعى على نغمات المسيقى الصاخبة في مراقص السخط بملابس عارية تدع الحليم غضبانا ..و المسكينة تحاول الجمع بين ماقيل وواقع الحال والأنموذج القدوة أمامها فلا تجد إلا العكس صحيح ..
وأخرى تتحدث عن الأدب وخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم وأثناء الحديث تزل قدم بعد ثبوتها من الطالبات ..فيكفهر وجه المعلمة ويتطاير شرر الأعين ويرتفع ريش الكبرياء لتقول "أصبت بشلل يتلوه سرطان..يا.......-عفوا أنزه القارئ الكريم عن كتابة عفن الأقوال"
_مديرة تطالب طالباتها با الاتزام بالزي المدرسي..مريول طويل واسع..يمنع لبس الكعب وتطويل الأظافر والعطور ..وعدم لبس العباءة على الكتفين والخروج بدون شراب الرجل..ومن ثم فهي ومعلمتها"العكس صحيح"
إلا مارحم ربي.
_معلم يشرح للتلاميذ أضرار التدخين وحكمه و..و..بعد الدرس يختبأ في أحد أفنية المدرسة ليخرج "البكت "وثم محبوبته "السيجارة"
..والمفارقة العجيبة أن اللائمة تلقى على المناهج وقرارات الوزارة ..والتربويون يتسائلون عن ضياع العلم عند أبنائنا و تطبيقه على أرض الواقع وتناسو أن التأرجح تحت حمئة المتناقضات وباء أشد من الإيدز على العقلاء .
_وقبل الإجازة وأثنائها يتكلم الوزير ..المدير ..والمسئول و..و..ويكتب الصحفي في زاويته عن السياحة الداخلية وطرق تفعيلها وعن أضرار السياحة الخارجية ..وبعد أيام ينشر في نفس الصحيفة "غادرنا الـ......الى....."
_مللنا الخطب العصماء وادب الفلاسفة وأفكار أهل الخيال ..تجلس عند أحدهم فتقول "هنيئا لأهله به"
وإذا سألتهم عنه..انقلبت على وجهك خسرت ساعات ضيعتها معه..فرحم الله أمم كان سحرهم الحلال لفظ يسبقه الفعل.
_اب حنون ليس له من أمنيات الدهر شيء سوى صلاح ونجاح وكمال ينشده لبنيه ..لكن ياحسرة على ذرية لهم أب شفيق لكنه مضيع لصلاته..مدخن ..قاطع لرحمه..أب يريد صلاحهم ومعول الهدم ساقه فوق منزله والشبكة العنكبوتية بين الأيدي دون رقيب ..والسائق تحت الطلب للبنات..والجولات في الجيوب..والفتن تقول هيت لكم ..ثم هو في مصلاه يقول"اللهم أصلح ذريتي".
... فعجبا لزمن كثرة متناقضاته وامتزجة ألوانه والتوت حباله..فأصبح المجرم مرشدا ..والسكير العربيد معلما للبشر_في بعض الاحيان_..والدين وظيفة مادية وتأدية للواجب..
عفوا ايها الاخوة فاشاراتنا ستكثر وعباراتنا ستطول والنفس لابد أن تلجم حتى لايمل القارئ ولعل فيما قيل أبلغ الأثر وإلا..
فإن لم يؤثر حائط عند وقوعه فليس له بعد الوقوع غبار
أم معاذ
المفضلات